يعرض على ركح علولة من إخراج محمد فيرمهدي
"ديك الليلة" عمل مسرحي جديد لسيد أحمد سهلة
- 141
رضوان. ق
عاد الكاتب الصحفي والمسرحي الجزائري سيد أحمد سهلة إلى الساحة الثقافية مجددا بعمل مسرحي جديد يحمل عنوان "ديك الليلة" و الذي سيكون جاهزا في عرضه العام بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة منتصف شهر ديسمبر المقبل بعد الموافقة على العمل المسرحي الذي سيكون من إخراج المبدع الفنان محمد فيرمهدي. انطلقت بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران التحضيرات للعمل المسرحي الجديد "ديك الليلة" للمسرحي
والصحفي سيد أحمد سهلة بعد انتهاء مرحلة القراءة و اختيار الفنانين الذين يجيدون العمل على الخشبة وهو العمل الذي يعد من أبرز الأعمال المسرحية للمبدع سيد أحمد سهلة والذي يحمل في طياته أحداث حقيقية عاشها سهلة خلال سنوات التسعينات وسنوات ما كان يوصف ب«العشرية السوداء" والتي أثرت فيه بشكل كبير ليقدم عملا رمزيا عن ما أسماه بالصمود و رد الاعتبار للحقيقة حسب وصف سيد أحمد سهلة الذي جمعنا به لقاء بالمسرح خلال فعاليات التحضير للعمل المسرحي.
وكشف سهلة سيد أحمد بأن العمل المسرحي نتيجة 10 سنوات من التحضير و الكتابة والإمعان على اعتباره عمل للذاكرة و التفكير و الذي اعتبره تجربة فنية وإنسانية عميقة تمزج بين الذاكرة والخيال، وتستحضر مأساة من زاوية إنسانية لمقاومة رمزية. وتتناول مسرحية "ديك الليلية" حكاية أب جزائري يواجه مجموعة من المسلحين الذين يحاولون اقتحام منزله وقتله
وعلى مدار ليلة كاملة، يعيش هذا الأب صراعا داخليا عنيفا بين الخوف والإصرار على الحياة، ليحول خوفه إلى سلاح نفسي يقاوم به الموت، حيث اعتبر سهلة الخضوع لرحمة الجلاد "شكلا من أشكال الانتحار" وتتخلل المسرحية مشاهد حديث شيق يدور بين الأب وأحد المسلحين في حوار يكشف عن أبعاد المشكلة وبلغة طالما اعتمدها سيد أحمد سهلة في أعماله السابقة، لغة عربية جزائرية كما يصفها الكاتب ممزوجة بأفكار أراد سهلة بها أن يصف هذا الموقف بأنه "انتصار الإنسان على الخوف، وانتصار الإرادة على حتمية الفناء" وأوضح سيد أحمد سهلة بأنه يعتبر "اللغة الجزائرية وعاء أصيلا لهوية المجتمع و ذاكرته"، مؤكدا أن هذه اللغة أقدم من أن تختزل في لهجة وأنها لغة تعكس عبقرية الشعب الجزائري وروحه الحية.
يرى سيد أحمد سهلة أن المسرح ليس مجرد وسيلة تعبير فني بل فعل مقاومة فكرية ضد النسيان، ومحاولة لتثبيت الذاكرة الجماعية في مواجهة قسوة التاريخ معتبرا بأن مسرحيته تحمل في طياتها بعدا عميقا فهي تسائل حدود الحقيقة والخيال، وتطرح سؤالا هاما: هل يفقد الإنسان إنسانيته في مواجهة الشر، أم تشتد جذورها في لحظات الألم؟ كما أن المسرحية عمل لتخليد مقاومة الجزائريين في وجه قوى الظلام وتذكير بأن الفن يمكن أن يكون أداة فعالة لمداواة الجراح الجماعية على اعتبار أن الفن هو أصدق وسيلة لمواجهة النسيان وأجمل طريقة لحفظ الذاكرة الإنسانية، كما كشف سيد أحمد سهلة بأن نص المسرحية سيتم ترجمته على شكل رواية من طرف الكاتب الكبير رشيد بوجدرة حيث انطلق في عملية الترجمة.
وأكد مخرج المسرحية محمد فيرمهدي من جانبه بأن العمل قد شرع في إنجازه وفق نظرة مسرحية خاصة بالنظر لطبيعته ورسالته حيث سبق وأن تعامل المخرج محمد فيرمهدي مع المسرحي سهلة سيد أحمد في عملين سابقين مؤكدا على قوة النص والذي يتطلب قراءة جادة وشاملة بمشاركة المسرحي سهلة سيد أحمد للتطرف لكامل جوانب العمل وحوصلة أفكاره لتجسيده على خشبة المسرح وينتظر أن يتم العرض العام للمسرحية قبل منتصف شهر ديسمبر المقبل بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة.