ديوان حقوق المؤلف يكرم الفنانة القديرة نرجس
- 2803
استضاف المسرح الوطني الجزائري «محيي الدين بشطارزي»، سهرة أول أمس بالجزائر العاصمة، حفلا فنيا؛ تكريما للفنانة نرجس المعروفة بأدائها المتميز في اللون الحوزي والعاصمي، نظمه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، حيث قامت، بالمناسبة، بإصدار علبة أسطوانات تحمل عنوان «نرجس تغني فضيلة الدزيرية ومريم فكاي»، تضم عددا هاما من الأغاني التي اشتهرت بها هاتان الفنانتان.
استُهل البرنامج الاحتفالي لهذه القامة الفنية بعرض شريط فيديو يرصد مسار نرجس من انطلاقتها في مطلع سبعينيات القرن الماضي. ولتكريم السيدة قدمت جمعية «أهل الفن» وصلات أندلسية في طبع الحوزي، أمام حضور مقبول لعشاقها، الذين وقفوا عرفانا لرصيدها القيّم في هذا المجال.
وقامت ناشئة هذه الجمعية (تأسست سنة 2016، وتعنى بالموسيقى والرقص والمسرح) في البداية، بأداء أغنية «السماح يا عين»، ثم «القلب بات سالي»، فـ «سلي همومك»، وصولا إلى الأغنية التي اشتهرت بها الراحلة فضيلة الدزيرية (1917- 1970)، وهي «يا بلارج». وأدى أحد أعضاء الفرقة الأغنية التي تمثل علامة مسجلة للفنانة نرجس «صفة الشمعة»، وهي أغنية تعود لصاحبها المطرب الحاج حسن السعيد (1931- 2013).
وفي آخر الحفل الذي دام قرابة ساعة ونصف ساعة، صعدت المطربة نرجس بكل ألقها لتؤدي أغنية «يا من بالأوزار»، وصدحت بصوتها القوي الذي يحمل قرابة خمس عقود من الخبرة، انبهر الجمهور بها على الرغم من غيابها الطويل عن الساحة الفنية، لينضم سامي بن شيخ المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، للمغنية ويقدّم لها باقة من الورد ودرع التكريم. وبهذا الصدد شكرت الفنانة الجهة المنظمة لهذا التكريم، وقالت إن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة طالما كان إلى جانب الفنانين. ثم هنأت الفنانين الشباب أعضاء جمعية «أهل الفن»، وثمنت اهتمامهم بهذا الفن وبأغنية الأجداد الذي يبشر باستمرارية التراث الثقافي الجزائري.
نرجس هي واحدة من أكبر الأسماء الجزائرية الموهوبة في الطابع الحوزي الأندلسي. بدأت حياتها المهنية الفنية في عام 1973، عندما ظهرت في البرنامج الرائد «ألحان وشباب»، حيث اكتشفها الجمهور، وتُعد أحسن من مثل الأغنية العاصمية الحضرية.
وُلدت نرجس، واسمها الحقيقي نادية نورة بوشمة، في 12 ديسمبر 1955 في حسين داي بالجزائر العاصمة، ويعود أصلها إلى مدينة شرشال (تيبازة). وبدايتها كانت واعدة جدا، حيث كانت ضمن الفرقة الموسيقية للجزائر العاصمة، ثم التحقت بالمعهد الوطني للموسيقى تحت إشراف يحيى قنون، ولاحقا يلس شكري.
وقدّمت نرجس العديد من أغاني التراث الجزائري للإذاعة والتلفزيون، من بينها أغنية «نجم الدجى» التي أدتها في حصة «رصد ومايا». وتأثرت في شخصيتها بالعديد من الأسماء الفنية والثقافية على غرار محمد العنقى ومحبوب إسطنبولي والطاهر فرقاني ونورة وسلوى ولمين بشيشي وغيرهم، وهي شخصيات تعاملت معها خلال مشوارها الفني.