الكاتبة سلمى واضح لـ"المساء":
رغم العقبات.. ستمطر يوما ما"
- 395
سلمى واضح، كاتبة شابة، متحصلة على شهادة الماستر "2" في علم البيئة بجامعة (فرحات عباس) في سطيف (1)، وأستاذة في مادة علوم الطبيعة والحياة. صدرت لها رواية "لا بد أن تمطر" وكتاب "جرعة تغيير إلى شباب المستقبل"، موجه لتلاميذ التعليم المتوسط والثانوي.
"المساء" تواصلت مع الكاتبة سلمى وأجرت معها هذا الحوار:
* حدثينا عن فحوى روايتك "لا بد أن تمطر"؟
* روايتي "لابد أن تمطر"، التي صدرت عن دار منشورات "الأنيس"، تكتسي الطابع الاجتماعي وتحاكي تجارب واقعية حدثت، أو قد تحدث لأي شخص. سلطت فيها الضوء على تجربة الفقد وما ينجر عنها غالبا كمرض فوبيا الفقد، هذا من جانب، ومن جهة أخرى، تعمدت فيها على جمع جل المتضادات من سعادة، فرح، اكتئاب وحزن، صدمات، إخفاقات، انهيارات تصاحبها نجاحات، وتحديات لبلوغ الأحلام وتحقيق المراد. الرواية بالرغم من أنها تحمل كما كبيرا من الآلام، وحزنا عميقا، يشعر بها القارئ، إلا أنها تنبض بين طياتها بالأمل، لأن كل وجع فيها ممهد لفرح أكبر، وكل عقبة مررنا بها كانت تحضيرا لواقع أجمل. في نهاية الرواية، أردت أن أوصل للقارئ فكرة، وهي أن رحمة الله أوسع وأكبر من مآسي الحياة، وأن أحلامنا مهما بدت مستحيلة واستصعبت علينا، فإنها ستتحقق بإذن الله. نعم، لابد أن تمطر.
* كتابك الثاني كان مختلفا، لماذا اخترت أن يحمل الطابع التربوي والتعليمي والإرشادي؟
* كتابي الثاني جرعة تغيير "إلى شباب المستقبل"، كتاب تعليمي تربوي يحمل مجموعة من النصائح والإرشادات الموجهة لتلاميذ التعليم المتوسط والثانوي، أي لفئة المراهقين في هذه الفترة العمرية الصعبة نوعا ما، وهذه المرحلة الدراسية الأساسية التي تشهد بداية بناء القواعد الأساسية، وصناعة الإنسان الذي نعتمد عليه غدا في المستقبل.
* لماذا خصصت كتابك هذا لتلاميذ طوري المتوسط والثانوي؟
* خصصت هذا الكتاب لتلاميذ التعليم المتوسط والثانوي، لأننا نعيش في زمن، الرداءة غلافه، والتفاهة عنوانه، بل بصريح العبارة، طغى الفساد الأخلاقي والانحراف الفكري والبعد عن الدين على المجتمع وفئة المراهقين. فعلا هؤلاء التلاميذ هم عرضة لمثل هذه المظاهر السلبية، فهم بطبيعتهم يميلون للتقليد دون وعي ودراية. كما لا يخفى على الكبير ولا الصغير، المتعلم وغير المتعلم، ما يحدث من انفلات وتجاوزات داخل المؤسسات التربوية، مثل العنف، التنمر، التدخين، المخدرات، العلاقات العاطفية، مرافقة أصدقاء السوء، أضف إليها تأثير مواقع التواصل الاجتماعي الذي فتك بعقول التلاميذ، وهم يقلدون ويتابعون من خلاله كل ماهو سلبي ولا أخلاقي، لنجد أنفسنا في الأخير، نقاوم في جيل يسري نحو الانحراف.
* ألفت هذا الكتاب أيضا لأنك أستاذة؟
* أكيد، كتبت هذا الكتاب لأنني أستاذة ووهبني الله نعمة الكتابة بهذا القلم، فلا بد أن يكون لي أثر طيب وأنفع الغير، فمهمة الأستاذ لا تقتصر على القاء الدرس وشرح العلوم ونقل المفاهيم والمعارف فقط، بل الأستاذ هو المربي بعد الأسرة، هو الناصح، هو لقدوة خاصة للمراهقين المعرضين لهذه المظاهر السلبية، فالأستاذ هو المربي بعد الأسرة، يعدل السلوكات ويضبط التصرفات ويزرع القيم الفاضلة، ويصنع لنا جيلا واعيا مثقفا متعلما متخلقا، يسعى لبناء وطنه ويكون نافع الأمته، نعم، يعد لنا جيلا نعتمد عليه مستقبلا، للمضي قدما في سلم النجاح، التقدم والازدهار في كافة المجالات.
* لماذا اخترت أن تكون بدايتك في الكتابة من باب الرواية فالدراسة؟
* منذ الصغر، بدأت الكتابة بالخواطر، ثم بالقصص القصيرة، لأخوض بعدها أول تجربة كتابة الرواية، إذ وجدت نفسي أجيد طرح أفكاري ومناقشة آراء الغير، وتصوير الأحداث الواقعية، ونقل صدق الأحاسيس عن طريق السرد، الوصف والحوار. لأكتب بذلك رواية وصفت بالمتميزة من قبل القراء. أما عن موضوع الدراسة، فقد استلهمت الفكرة من واقعي المهني وأحسست بعمق المسؤولية اتجاه تلاميذي وأبناء وطني، فأردت تغيير الواقع نحو الأفضل، بداية بمجال التربية والتعليم الذي أعتبره الأساس في إنشاء الأجيال الحاضرة والقادمة.
* هل وجدت صعوبة في نشر عمليك؟
أظن أن الصعوبة الوحيدة التي يواجهها غالبية الكُتاب؛ عدم وجود دعم فعلي، خاصة الدعم المادي، سواء من ناحية التكاليف الباهظة للنشر أو التوزيع، وحتى التعريف بالكاتب وأعماله.
* هل أثر تخصصك الجامعي بشكل أو آخر على كتاباتك؟
لا أبدا، تخصصي الجامعي بعيد كل البعد عن كتاباتي، درست تخصصا علميا من الثانوية إلى الجامعة، حيث تحصلت على شهادة الماستر "2" في علم البيئة المهني، الذي هو فرع من علم الأحياء "البيولوجيا"، وعملت أستاذة في مادة علوم الطبيعة والحياة، والكتابة كانت بالنسبة لي في بادئ الأمر، هواية، إلى أن تحولت إلى أسلوب حياة، تمكنت بها من معرفتي لقدراتي وما يمكن أن أضيفه لمجتمعي ووطني بهذا القلم.
* بمن تأثرت من الكُتاب؟
* تأثرت بمرزاق بقطاش ـ رحمه الله ـ، ربيعة جلطي، أحلام مستغانمي، ومن العرب؛ أدهم الشرقاوي، حنان لاشي، منى سلامة، أثير عبد الله النشيمي، ومن الغرب فيودور دوستويفسكي وغيوم ميسو.