حنين لأعمال محمد قنديل ومؤلفات الزمن الجميل

روائع مهداة للشعب الجزائري المكافح

روائع مهداة للشعب الجزائري المكافح
  • 149
مريم. ن مريم. ن

أقامت دار الأوبرا المصرية، مؤخرا، حفلا لفرقة الموسيقى العربية للتراث على مسرح معهد الموسيقى العربية، قدّمت فيها أجمل الأغاني الكلاسيكية العربية. وكان النصيب الأوفر للراحل محمد قنديل، الذي تغنى بثورة الجزائر.

تضمّن البرنامج مختارات من أعمال الفنان محمد قنديل؛ منها "سحب رمشه" لـعبد العظيم عبد الحق، وإن "شاء الله ما أعدمك" ، و"على الدوار" ، و " جميل وأسمر" ، و "يا حلو صبح" إلى جانب نخبة من كلاسيكيات الطرب التي وضعها كبار الملحنين، منها "كل ده كان ليه" لـمحمد عبد الوهاب، وموشح "في حلل الأفراح"، و" يا حلاوة أم إسماعيل" لـسيد درويش ، و"العيون السود" و"ليالي الأنس" لـفريد الأطرش، و "أقابله بكره" لـرياض السنباطي، وغيرها من الروائع.

للإشارة، فإن الفنان محمد قنديل أحد أبرز الأصوات التي تركت بصمة عميقة في تاريخ الغناء العربي، امتدت مسيرته الفنية لأكثر من أربعة عقود. وُلد عام 1929 بحي شبرا بالقاهرة. ونشأ في بيئة فنية؛ ما صقل موهبته منذ الصغر. بدأ رحلته مع الغناء في برامج الأطفال بالإذاعة المصرية. تفرَّد بصوت دافئ، وأسلوب مميز. وقدّم العديد من الأعمال التي أصبحت جزءاً من الذاكرة الفنية المصرية والعربية، علما أنه قدّم بعض الأغاني للثورة الجزائرية. وتنوعت بين الرومانسي، والوطني، والشعبي. ورحل في 9 جوان عام 2004.

أغنياته الوطنية للجزائر

كان للأغاني الثورية والأناشيد الوطنية دور في صنع مسار الثورات العربية، وذلك من خلال الكلمات الثائرة المعبرة عن واقع الشعوب.

وفور اندلاع الثورة الجزائرية في أول نوفمبر عام 1954، فتحت إذاعة (صوت العرب) أبوابها للفنانين. واستجاب الكل، ولم يتخاذل أحد.

وأشعل صمود وكفاح المناضلين والثوار الجزائريين أمام آلة الاحتلال الفرنسية، حماس الفنانين الكبار، ليترجوا هذا الإحساس لأغان رددتها الشعوب العربية؛ تضامنا مع الشعب الجزائري. 

وكان أول المطربين الذين تغنوا بالجزائر وثورتها صاحب الراحل محمد قنديل، فكان صوته بمثابة البندقية التي تطلق الرصاص  على المعتدين. وفي ذات الوقت كانت سندا للجزائريين، تثير فيهم الحماس، وتحث على إمدادهم بالسلاح والدعم.

يقول في رائعته "نشيد الجزائر":

فوق الجبل شعب الجزائر البطل محتاج سلاح

أديله مال يجيب سلاح تروح عساكر الاحتلال ويّا الرياح.

كما قدّم الفنان عدة أغان أخرى، منها "حيَّ على الكفاح "، كلمات الشاعر الكبير محمود بيرم التونسي، وألحان أحمد صدقي، التي يقول في بدايتها:

حيَّ على الكفاح في أرض الكفاح المؤمنة

أحرارها نار ونور في الليالي المظلمة

وصيحة الحر لها في كل قلب مئذنة

حيَّ على الفلاح سلاحنا بالحق أمضى من سلاح الجائر  

والأرض والسماء في عون الأبيّ الثائر

ومن مجموعته الغنائية للجزائر أغنية  "أرض الجزائر" كلمات بيرم التونسي، ألحان أحمد صدقي:

أرض الجزائر هي العزيزة الغالية

أيد الجزائر هي القوية العالية

أخي وشقيقي لك أنا وأنت ليا

شمس العروبة اليوم للأوج صاعدة

والكلمة منها اليوم في الكون سائدة

ويعود عليها العيد وهي عائدة

وزاد اشتعال الجماهير مع صوته وهو ينشد "يا ويل عدو الدار"، كلمات الإذاعي عباس أحمد، وألحان زكريا أحمد، والتي يقول فيها:

يا ويل عدو الدار من ثورة الأحرار

دول بالحديد والنار وعزيمة الجبار

هيحاربوا الاستعمار إحنا عرب شجعان

ما حد فينا جبان، بسلاحنا والإيمان نحمي الحمى والدار

للإشارة، فقد أحيا الفنان عدة حفلات بالجزائر بعد استقلالها. وطاف بالعديد من المدن، منها مدينة عنابة.