يشارك العرض المونودرامي "ريق الشيطان" للمخرج عزوز عبد القادر، في الدورة الخامسة عشرة لمهرجان البقعة الدولي للمسرح بالسودان، ليمثّل الجزائر في الحدث المرتقب إجراؤه من 27 مارس إلى غاية 4 أفريل الداخل، إلى جانب عدد من المسرحيات العربية والسودانية.
يُفتتح المهرجان يوم الجمعة المقبل بالمسرح القومي "أم درمان"، وفي البرنامج تقديم 12 عرضا مسرحيا، سبعة منها للبلد المستضيف السودان، والبقية تمثّل بلدانها، ويتعلّق الأمر بمسرحية "درويش" التي ستمثّل سلطنة عمان، ومسرحية "في عرض البحر" لتمثّل دولة البحرين، ومسرحية "دالي وحيدا" من مصر، ومسرحية "أبو سلامة" من قطر، إلى جانب العمل المسرحي "ريق الشيطان" من الجزائر.
وحصدت مسرحية "ريق الشيطان" التي أنتجتها جمعية "صرخة الركح" لولاية تمنراست مؤخّرا، جائزتين بالمهرجان الوطني للإنتاج المسرحي النسوي بمدينة عنابة، تتمثّل في جائزة أحسن دور للنساء وأحسن كوريغرافيا. كما سُجّل مشاركة ملفتة بالمهرجان السنوي للمسرح النسوي "مرا" بتونس، فضلا عن افتكاكه جائزة أحسن عرض متكامل بالأيام الوطنية للمونودرام بمدينة الأغواط العام المنصرم.
ويسلّط المخرج عبد القادر عزوز، في مونودرام "ريق الشيطان"، الضوء على موضوع قهر المرأة في المجتمع العربي، والجزائري على وجه التحديد، بنظرة فلسفية تأملية متناهية الدقة، وعبر أدوات سينوغرافية بسيطة، وتركيزه على الكوريغرافيا للتعبير عن انشغالات وهموم هذه المرأة المنهكة؛ بسبب سقوط كل آمالها وطموحها في الماء.
والمسرحية من نوع المونودرام، تقوم فيه الممثلة الواعدة وهيبة باعلي، بدور البطولة. والتجربة ليست الأولى التي جمعت الاثنين. ولعل هذا الأمر جعل من العمل جيدا إلى حدّ الإتقان، وبرز أداء وهيبة المحترف بشكل ملفت يستحق التنويه والتثمين معا.
وإلى جانب العروض، سطّر المهرجان في برنامجه تنظيم ملتقى فكري بمركز الفيصل الثقافي، بالإضافة إلى إقامة حلقة البحوث العلمية بكلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا. وتقدّم جلسات النقد التطبيقي يوميا خلال مدة المهرجان؛ بهدف تقييم العروض المشاركة.
ويرأس لجنة التحكيم المهرجان الأستاذ إبراهيم حجازي. وتضم الهيئة أعضاء، وهم الدكتور أديب أحمد محمد والأستاذ قاسم أبوزيد والأستاذ وصالح كرامة (الإمارات العربية)، والأستاذة دعاء طعيمة (مصر)، والأستاذ جعفر سعيد الريح.
وستكون الممثلة السودانية نفيسة محمد محمود شخصية الدورة نظير سنوات العطاء التي فاقت أربعين عاما؛ إذ تمثل الاسم الرامز في وجدان أطفال السودان، وشاهدة على نهضة المسرح السوداني، ووثيقة الصلة بين أجياله.