خصّته بيوم دراسي

سكيكدة تستحضر مآثر العلامة عمار مطاطلة

سكيكدة تستحضر مآثر العلامة عمار مطاطلة
  • القراءات: 1483
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب
كرمت سكيكدة بقصر الثقافة والفنون، آخر إطارات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، المرحوم الشيخ العلامة المجاهد عمار مطاطلة الذي خصّته بيوم دراسي أشرفت على تنظيمه مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، بالتنسيق مع مديرية الثقافة، وكان بمثابة وقفة تقدير وعرفان لأحد أعلام الجزائر، ترك وراءه 300 مؤلف تبرع بها لجامعة "الأمير عبد القادر"، ناهيك عن مسار حافل سخّره لخدمة العلم ومقارعة الاستعمار بحمله مشعل العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس.

أجمع المشاركون في أشغال هذا اليوم الدراسي على أنّ المرحوم كان نموذجا حيا للإنسان الجزائري الوطني، وفيا لمبادئ الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس، غيورا على لغته العربية وعلى دينه وعلى وطنه قولا وفعلا، فقد كان حقيقة ومجازا مربيا ومعلما ومرشدا ساهم في بناء المدارس القرآنية والمساجد. وتضمّن برنامج اليوم الدراسي تقديم العديد من المداخلات، منها مداخلة بعنوان "ظروف نشأة العلامة عمار مطاطلة" قدّمها الأستاذ ابن شين طارق وأخرى حول "النشاط التعليمي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين" قدمها الدكتور عبد القادر فوضيل، كما تمّ على هامشه تكريم عائلة الفقيد وإطلاق اسمه على المدرسة القرآنية النموذجية الجاري إنجازها بحي ممرات 20 أوت 1955 في سكيكدة.

للإشارة، ولد الشيخ المرحوم العلامة عمار بن محمد بن رابح بن الأخضر بن يحي بن بونيب الذي أصبح يحمل لقب مطاطلة، بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر، في 28 نوفمبر 1915 في بلدية عين قشرة غرب سكيكدة، بالمصيف القلي، حفظ القرآن الكريم على يد شيخه محمد بن علاوة وعمره 11 سنة، كما أمّ الناس في هذه السن في صلاة التراويح، وجلب له والده فقيها يدعى الشيخ مسعود بن العيساني من منطقة الميلية، علّمه عقائد التوحيد والمبادئ النحوية والفقهية، ثم خلفه الشيخ أحمد بن العابد الذي درّسه الأجرومية في النحو والسجاعي في الصرف والجوهرة في التوحيد والشيخ الأخضري في الفقه.

لينتقل بعدها إلى مدينة القل للدراسة على يد الشيخ عبد العزيز بن الحاج الصادق الذي تتلمذ على يده الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي علمه ابن العاشر والقطر وصحّح معه ما درسه من قبل، وفي سنة 1934، التحق الشيخ عمار مطاطلة بالجامع الأخضر في قسنطينة لينضمّ إلى حلقات الدراسة والحركة التعليمية التي كان يشرف عليها ابن باديس إلى غاية سنة 1939، بعدها دعي المرحوم من قبل لجنة التعليم للالتحاق بمدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فالتحق بمدرسة التهذيب بشلغوم العيد في سبتمبر 1949، وفي سنة 1951 التحق بمدرسة التربية الواقعة بحي الحمري بوهران، ثم انتقل خلال نفس السنة إلى مدرسة التربية بالحمري، وبعدها سنة 1953 بمدرسة سبدو جنوب تلمسان، حيث أشرف على إعادة بناء المدرسة والمسجد واستمر في نشاطه إلى غاية عام 1956 بعد أن أقدمت السلطات الاستعمارية على غلق المدرسة واعتقال جل أعضائها فيما وضع الشيخ تحت الإقامة الجبرية، وفي أواخر عام 1959، مكّنته جبهة التحرير الوطني من الهروب إلى مدينة وجدة.

وفي العشر الأوائل من جويلية 1962، عاد العلامة المرحوم إلى تلمسان كمعلم في مدارسها، ثم انتقل إلى الأبيار بالعاصمة، في سنة 1972 التحق بالأكاديمية، ثم بالمركز الوطني لمحو الأمية، وترأس سنة 1974 البعثة الجزائرية التي شاركت في دورة تدريبية بالقاهرة في إطار برنامج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.. بعد تقاعده من التعليم أشرف على بناء مسجد "الفرقان" بالأبيار سنة 1981، وانضم عام 1991 مجددا إلى "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" بعد أن بعثت من جديد واستمر يكتب على صفحات جريدة "البصائر" ولم يتوقف عن الكتابة وهو ابن الأربعة وتسعين سنة، ووافته المنية في 23 مارس 2015 بمنزله في الأبيار.