المالوف يصدح من العاصمة إلى قسنطينة
سهرة أندلسية تمهّد لانطلاق المهرجان الدولي

- 204

احتضن المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي" بالجزائر العاصمة، مساء أوّل أمس، سهرة فنية أندلسية راقية، ضمن البرنامج الاستباقي للمهرجان الدولي لموسيقى المالوف، المرتقب تنظيمه في مدينة قسنطينة، من 20 إلى 24 سبتمبر الجاري.
السهرة جمعت ثلاث مدارس موسيقية أندلسية عريقة، عبر مشاركة ثلاثة فنانين، مثّلوا بأسلوبهم المتميّز، تنوّع هذا التراث الموسيقي الجزائري العريق. هذه الاحتفالية جاءت لتجسّد وحدة وتنوّع التراث الأندلسي في الجزائر، وتمهّد لانطلاقة واعدة لمهرجان قسنطينة المرتقب.
ولا يقتصر هدف هذا الحدث الثقافي على الترويج للمالوف كتراث فني محلي لقسنطينة والمناطق المجاورة فحسب، بل تسعى محافظة المهرجان إلى توسيع نطاق حضوره، ليشمل كافة ولايات الوطن، وتقريبه من جمهور أوسع من مختلف الجهات. فالمهرجان يحمل بعدا وطنيا، يعكس تنوّع وغنى التراث الموسيقي الجزائري. ويطمح إلى جعل المالوف جزءا من الهوية الموسيقية لكلّ الجزائريين، وليس حكرا على منطقة دون أخرى. كما يشكّل هذا التوجّه خطوة استراتيجية نحو الانفتاح على الساحة الفنية العالمية، عبر إبراز المالوف كفنّ راقٍ، قادر على التفاعل مع الثقافات الأخرى، ما من شأنه تعزيز إشعاع الجزائر الثقافي دوليا، وتثبيت موقع هذا اللون الموسيقي في المحافل الدولية؛ كمكوّن أساسي من التراث الإنساني المشترك.
وبالعودة إلى السهرة، افتتحت الفنانة مريم بن علال القادمة من تلمسان، الأمسية بوصلات من طابع المالوف مثل "البوغي"، و«نجمة يا نجمة"، و«جاني ما جاني"، قبل أن تنتقل إلى طابع الحوزي التلمساني؛ حيث شدت الحضور بأغانٍ من رصيدها؛ مثل "تلمسان العالية"، و«آه ما يلي صدر حنين"، و«كان معاهم جات"، مستحضرة عبق المدينة العتيقة، وروحها الفنية.
وتلتها الفنانة لمياء معديني من الجزائر العاصمة التي مثّلت مدرسة "الصنعة"، وأطربت الجمهور بمجموعة من القطع الكلاسيكية؛ على غرار "السماح يا عين"، و«رشيد القد"، إلى جانب الحوزي "القلب سالي" ، والخلاص "من هو روحي وراحتي"، مقدمة أداءً متقنا، يعكس مدرسة العاصمة في عزفها، وانضباطها اللحني.
أما ختام السهرة فكان مع الفنان عباس ريغي المعروف بلقب "سفير المالوف في العالم"، الذي أدى مقتطفات في طبع السيكا. وقدّم أداءً مؤثرا، انطلق بقصيدة "يا أهل الأندلس لله ذركم" . وتبعها بأغنية "يا صاحب الوجه الجميل"، قبل أن يختم بعدد من الانصرافات التي ألهبت مشاعر الجمهور، وصفّقوا لها طويلاً.