"عنابة فكاهة SHOW"

سهرة ثالثة تنبض بالبهجة

سهرة ثالثة تنبض بالبهجة
  • 98
سميرة عوام سميرة عوام

تحت أضواء المسرح الجهوى "عز الدين مجوبي"، أحيا نجم الكوميديا مراد صاولي مساء أوّل أمس عرضًا كوميديًا جديدًا بعنوان "حنا خيّر" في السهرة الثالثة من تظاهرة "عنابة فكاهةSHOW "، حيث توافد جمهور غفير من مختلف الأعمار إلى المكان ليحظى بفرصة التفاعل مع الأداء الساخر لصاولي، الذي استطاع أن يُضفي على الحضور جوًا من البهجة والضحك من اللحظة الأولى وحتى الختام. 

تميّزت السهرة بجوٍّ حيوي وممتع، حيث أبدع صاولي في تقليد مواقف يومية قريبة من الناس بأسلوبه الفريد، ما جعل الجمهور في حالة من التفاعل المستمر مع كل نكتة ولفتة.

في السياق، تولى تنشيط السهرة الفنان الفكاهي المحبوب طاهر سفير، الذي أضاف لمسة خاصة إلى الأمسية بروح الدعابة المميزة التي عُرفت عنه. فسفير لم يقتصر على تقديم النكت العفوية فقط، بل كانت تدخلاته الخفيفة والمليئة بالحيوية تجعل الأجواء أكثر تفاعلية، حيث كانت ملاحظاته الطريفة تحفز الحضور على الضحك والمشاركة بشكل أكثر قربًا.

من جانب آخر، عرف العرض إقبالًا جماهيريًا غير مسبوق، ما يعكس نجاح تظاهرة "عنابة فكاهة SHOW" في تقديم فعاليات كوميدية تنبض بالحياة، وتستقطب مختلف شرائح المجتمع من الشباب وكبار السن. وقد أظهرت التظاهرة القدرة على استقطاب جمهور متنوع، مستمتعين بجرعة من الفكاهة التي تجذبهم إلى المسارح بعيدًا عن الضغوطات اليومية.


سيدي سالم يضيء سماء بونة

 احتضنت ساحة شاطئ سيدي سالم ببلدية البوني، أوّل أمس، واحدة من أجمل الفعاليات الثقافية التي تحتفي بالتراث الجزائري الأصيل، حيث أضاءت السماء ليلاً بأنغام الفلكلور الشعبي، ليصبح الشاطئ وجهة فنية جديدة لا مثيل لها في عنابة. بمشاركة مجموعة من الفرق الفنية القادمة من ولاية تيميمون، تزين الشاطئ بعروض فلكلورية قل نظيرها، حيث جسّدت فرقة الجمعية الثقافية تيفلوين أولاد سعيد، لوحة ثقافية غنية من تراث قرقابو والأهليل، وقدمت لزوار عنابة سهرة لا تُنسى.

هذا الحدث الذي يعدّ الأول من نوعه في شاطئ سيدي سالم بعد تهيئته وفق المعايير السياحية، تحول إلى ساحة للاحتفالات وملتقى لثقافات الجزائر العميقة. الجمهور الحاضر استمتع بعروض فنية قدّمتها فرق شعبية تميّزت بالآلات التقليدية وحركات الرقص المميزة التي تعكس أصالة التقاليد الجزائرية.

في إطار فعاليات الأسبوع الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية، جاء هذا العرض كإضافة مميزة لثراء الفضاءات الثقافية في عنابة، من خلال استعراضات تعبيرية لامست مشاعر الحاضرين وملأت الأجواء بالحيوية والطاقة الإيجابية. ولم تكن هذه العروض مجرّد فعاليات فنية فقط، بل كانت فرصة لإعادة التأكيد على أهمية الحفاظ على التراث الشعبي وتثمينه.


مكتبة "سليمان بركات"

منبر للذاكرة ومسرح للوطن

أشعلت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "بركات سليمان" بعنابة شرارة الوعي والذاكرة الوطنية، أوّل أمس، بتنظيم تظاهرة ثقافية وطنية تحت عنوان "عنابة تنصت لصوت الوطن، في عيد الاستقلال نكتب لنكون أحرارًا"، حيث اجتمع الأدب والمسرح والشعر والتاريخ في حضرة الوطن.

وافتتحت التظاهرة بمعرض غنيّ للكتاب التاريخي، يكشف وجوهًا متعدّدة للثورة الجزائرية، ويعيد رسم ملامح البطولات المغمورة في ذاكرة الحبر. كما استوقفت الزائر قراءات شعرية موسومة بالانتماء، أداها نخبة من شعراء عنابة بشعار "قصائد من وطن لا يموت"، حملت القصائد في طياتها وجع المستعمر ومجد الاستقلال.

وتوالت الفقرات بمداخلات فكرية عميقة، على غرار "ذاكرة الحبر، كيف وثق الأدب الجزائري الثورة" لأحمد عاشوري الذي تناول دور الشعر والرواية في توثيق ملاحم النضال الشعبي، ونقل الوجدان الجماعي بلغة المقاومة، "أدب المقاومة" لمنير مزليني الذي ناقش تحوّل الأدب من التوثيق إلى بناء الوعي، واستعرض رمزية اللغة والأمثلة الخالدة في مسيرة الكتابة الثورية. إلى جانب "نصوص ووثائق من تاريخ جمعية العلماء المسلمين والثورة" التي تناول عرض مساهمات الجمعية في التأسيس لفكر مقاوم من خلال الخطب والبيانات ومواقف قادتها من الاستعمار.

على الركح، كان للمونولوغ حضور لافت، حيث قدّم الفنان رضوان علوي عرضًا مؤثرًا بعنوان "رسالة شهيد"، تبعته مشاركة مشتركة له مع الطفلة ماريا قريش في مونولوغ "قصف الكلمات"، الذي جمع بين براءة الطفولة ولهيب الذكرى. كما شاركت فرقة الكشافة الإسلامية بمسرحية حملت رسائل وطنية بلغة الجسد والرمز.

وللطفولة نصيب، حيث احتضنت التظاهرة ورشة فنية تحت شعار "ألوان الاستقلال"، فُتحت فيها الأبواب لأقلام الغد لترسم ملامح وطنها كما تراه أعين الأمل. وأشرفت الكاتبة سميرة بوركبة على تأطير الفضاء الفكري، فيما أعلنت دار "هيبورجيوس للنشر والتوزيع" عن طباعة كتاب خاص بالتظاهرة، يوثق مضامين المداخلات والمشاركات الشعرية والفنية.