فضاء منتوري يستقبل الكاتبات عيساني وفريحة وحمدون
شجن وأمل جديد وتجارب إنسانية أخرى
- 706
احتضن فضاء النشاطات الثقافية "بشير منتوري"، أول أمس، لقاء أدبيا نشطته ثلة من الكاتبات، هن صبرينة عيساني، وخديجة حمدون، وأملية فريحة، استعرضت كل واحدة منهن مسارها الإبداعي الذي أثمر إصدرات وتتويجات.
تدخلت السيدة خديجة حمدون ذات التقاسيم الهادئة والحديث الهادئ ونبرة الشجن التي لفت صوتها، وقالت إنها من مواليد مدينة الشلف، سافرت إلى باريس مع عائلتها بعد زلزال سنة 1980؛ حيث عاشت لفترة طويلة، وتزوجت، ثم عادت إلى الجزائر لتعمل بالعاصمة في إدارة الأعمال. ومع تقاعدها صبت جل اهتمامها على الأدب والشعر. ومما رسّخ فيها هذا التوجه، رحيل زوجها الطبيب، الذي ترك فيها جرحا عميقا، لم تستطع تجاوزه.
وقالت السيدة خديجة إنها تكتب منذ طفولتها. وهي لاتزال تحتفظ ببعض ما خطّته. ومع رحيل زوجها عادت لترتمي في عالم الكتابة؛ كنوع من العلاج، لتستمر حياتها خاصة مع أبنائها الأربعة المتعلقين بها. وترى المتحدثة فعل الكتابة فرصة للبوح؛ "نقول فيها ما لا نستطيع قوله وجها لوجه مع إنسان آخر؛ تجنبا لأي حكم".
بدورها، استعرضت الكاتبة أملية فريحة (من مواليد 1978بالجلفة)، بعضا من مشوارها الذي تُوج بعدة جوائز وطنية، قائلة إن البداية كانت مع إصدارها "إلى أن نلتقي"، لتتوالى بعدها القصص والروايات والجوائز، ومنها الجائزة الأولى في القصة القصيرة "الوعي الشقي" سنة 1996، وكذا تتويجها سنة 2008 بوسام تقليدي من رئاسة الجمهورية.
وأكدت الكاتبة أن ليس على المرأة أن تبدع في بيئتها المحافظة، وبالتالي كانت هذه الخطوة بالنسبة لها مجازفة، مشيرة إلى أنها بدأت تكتب وهي تدرس في الثانوية. ونشرت "الوعي الشقي"، واستمرت في القصة القصيرة إلى أن انطلقت في الرواية مع "إلى أن نلتقي"، حينها كانت بالجامعة. ورغم ذلك لاقت العرفان. وتُوجت بعدة جوائز وطنية، ثم استمر المشوار مع "أسول"، وهي رواية تتناول فترة العشرية السوداء ومشارف الدخول إلى القرن 21، وهو تاريخ جديد في عمر الجزائر.
وعن عنوان الرواية قالت إنه مستمد من اللغة الأمازيغية. ويعني المدينة الموجودة بين واحتين. بعدها جاءت رواية "خفقان"، وهي مجموعة قصصية لاقت الإقبال، فبعد أن كانت متناثرة ـ كما أشارت صاحبتها ـ قامت بتنقيحها وترتيبها زمنيا (قرأت بعضا من صفحاتها) وهي تروي قصة جزائري سافر في إحدى المرات. وفي طريقه تعرض مع من كان معه، لهجوم إرهابي مسلح، فمات الجميع إلا هو رغم أنه كان مريضا بالقلب. وعند دخوله المستشفى قام الأطباء بإنقاذه من خلال زرع قلب أحد الإرهابيين له. وعندما علم بعد شفائه جن جنونه وثار ضد الأطباء وزوجته، متمنيا الموت على أن يعيش بقلب إرهابي، لكن في الأخير هدأ بعدما تأكد أن قلبه الطيب لايزال هو الأقوى بخفقان جديد.
أما صبرينة عيساني (من مواليد 1963 بسيدي عيش ببجاية) فهي مولعة بالشعر (تكتب بالفرنسية)، ظلت تكتب وتنشر. وقالت إنها كانت دوما، وفية لفضاء بشير منتوري؛ لأنه تواصل مع الأخريات، واكتشاف للغير، وبناء لعلاقات وصلت إلى درجة الأخوة؛ فكانت الأسرة الواحدة. وأضافت أنها تعشق الأدب منذ السنوات الأولى من تعليمها الابتدائي، لكن موهبتها كانت دوما في الشعر. ثم ازدادت مع وفاة والدتها رحمها الله، وكان بذلك نوع من العلاج النفسي، ومغامرة أخرى في هذا العالم الجميل، كان الدخول إليها بعفوية.
بعدها تولت القراءات؛ منها قراءة صبرينة قصيدتها "الليل"، وهي عبارة عن مناجاة مع الليل حين يخاصمها النعاس، فيتبادلان الأسرار والحكايات والهمسات.
كما قرأت السيدة خديجة للأمل؛ لمواصلة طريقها المسطر. وقرأت عن فيروز الطفلة الضريرة النابغة، التي كبرت أمام عينها حتى أصبحت الأولى في ثانويتها، ثم انتقلت إلى الجامعة وحققت المستحيل رغم ما لاقته من تنمّر الآخرين. وللإشارة، فقد تم عرض بعض كتب المشاركات، مع البيع بالإهداء.