الكاتب عمر خنوف في ندوة بكريشاندو:

شيء من الخيال وأشياء من حياتي في روايتي

شيء من الخيال وأشياء من حياتي في روايتي
الكاتب عمر خنوف
  • 744
لطيفة داريب لطيفة داريب

ابتغى عمر خنوف الكتابة عن حياته في أول عمل أدبي يُنشر له، ومع ذلك لم يشأ أن يكون ذلك في قالب سيرة ذاتية، بل في شكل رواية حتى يجذب إليه القارئ، وهكذا صدر كتابه، مؤخرا، عن دار النشر "شليف" تحت عنوان "رحلاتي".

قدّم الكاتب عمر خنوف روايته "رحلاتي" أول أمس، بمدرسة الفنون كريشاندو بالبليدة. وأجاب عن أسئلة الكاتبة فلة الأندلسية التي أدارت هذه الجلسة الأدبية.

تحكي الرواية في 245 صفحة، حياة شاب اسمه "وايس" ومساره المهني، الذي وجد نفسه في سنوات السبعينات، رئيس مشروع بعد استفادته من تكوين مهني محترف، تعرّض للعديد من الهزات، بالإضافة إلى عيشه قصة حب مستحيلة، وتعرّفه على شخصيات مهمة، ساهمت في صقل حياته وعمله.

وبالمناسبة، قال خنوف إنه كتب الشعر لمدة طويلة، ولكنه لم يكن راضيا البتة عما يكتبه، بفعل حاجته المستمرة لانتقاد نفسه، وهو ما تعلّمه خلال مسيرته العملية، مثل ما كانت عليه الحال مع أبناء جيله، الذين ولجوا العمل في سنوات السبعينات وكانوا في عمر الزهور. وتابع أنه من جيل ما بعد الاستقلال مباشرة، الذي كان يشعر بالمسؤولية الثقيلة على عاتقه، كما كان يتمتع بالنضج الكبير، وفي نفس الوقت كان يستمتع بالجو الجميل الذي كان يسود الجزائر في تلك الفترة، خاصة الثقافي منه. وتابع مجددا أن جيلهم عاش كمّاً من المبادرات والمحاولات التي قامت بها شخصيات وطنية، خدمت البلد ضمن مشروع اقتصادي وتنموي وصناعي كبير. كما تعاملت الجزائر في تلك الفترة مع خبراء كبار في كل المجالات، وكانت تستقطب التكنولوجيا الأكثر حداثة، وهو ما كان يمكن أن يجعل منها دولة قوية اقتصاديا لولا المخربون، الذين قال عنهم عمر، إنهم قصدوا الإطاحة بالبلد منذ فجر الاستقلال عبر خطط ممنهجة. واعتبر الكاتب أن توقفه عن كتابة أحداث روايته عام 1981، راجع إلى مطلب الناشر، في انتظار كتابة وصدور الجزءين الثاني والثالث.وبالمقابل، أكد أن أحداث روايته هذه، تقريبا، واقعية، ومسّت شخصه. كما شكلت له فرصة تكريم بعض الشخصيات، التي التقى بها في مسيرته المهنية؛ مثل الصادق الملقب بالفايكينغ وسي كمال، مضيفا أنه تعرّف على مجاهدين حقيقيين خدموا البلد أثناء الثورة التحريرية وبعد الاستقلال رغم أن الكثير منهم أميون، إلا أنهم اتسموا بالذكاء الشديد والحنكة.

كما تطرق الكاتب لرغبة الإنسان في العودة إلى أصله من خلال عودة وايس إلى منطقة جباب البابور، وتحديدا أمام خربة كانت في الماضي منزلا لوالده، ووضعِه لحجر منه في جيبه؛ لعلّه بذلك يشفي حنينه ولو قليلا. وتحدّث خنوف عن كتابته قصة حب متناقضة بين رجل ماركسي وامرأة متديّنة جدا، وعن حبه للكتب، والأدب الجزائري، مؤكدا صعوبة أن يتعرى الإنسان من خلال كتابته، عن حياته، لكنه استطاع أن يقاوم هذا الخجل، وأن يُصدر هذه الرواية. كما أضفى على روايته الكثير من الأحداث التي مسّت مسيرته المهنية في أكثر من منطقة في الجزائر، وهذا في سنوات السبعينات، ومطلع سنوات الثمانينات. وأوضح كيف أن العقلية القبلية نافست، أحيانا، سيادة الدولة.وفي إطار آخر، أكد الكاتب قوة الحب والصداقة في صقل حياة الإنسان، بينما اعتبر السفر أكبر مكوّن للشاب، مؤكدا أننا في حال لم نستخلص الدروس، لن نحلّ مشاكلنا أبدا.