معهد "ثقافات الإسلام" بباريس يتناول مسيرة الفنانة نورة
صوت المنفى والحرية يتجذر في الذاكرة المغاربية
- 802
مريم. ن
ينظم معهد "ثقافات الإسلام" بباريس مساء يوم 27 جانفي الجاري، محاضرة عن مسيرة الراحلة الفنانة نورة التي تجاوزت الخمسين عاما، والتي تركت تراثا فنيا يعكس ثقافة منطقة المغرب العربي بكاملها. تحمل المحاضرة عنوان "نورة شخصية لتحرير المرأة" وتندرج ضمن برنامج عام سطّره المعهد، يمتدّ إلى غاية شهر مارس القادم تحت شعار "الحرية كلمة مؤنثة".
تنشّط المحاضرة المؤرخة نعيمة ياحي، صاحبة دكتوراه عن "التاريخ الثقافي للفنانين الجزائريين في فرنسا في الفترة الممتدة من 1962 إلى 1987"، والتي كانت محافظة معرض "أجيال، قرن من التاريخ الثقافي للمغاربة في فرنسا" من إنتاج جمعية "جنريك"، كما شاركت المحاضرة في كتابة "لحن المنفى" مع مصطفى الحسناوي، تناولت فيه تاريخ الأغنية المغاربية في المنفى، وهي تترأس حاليا جمعية "بانجي نات وورك" التي تعتبر شريكا فعّالا في هذا البرنامج حتى اختتامه.
ستتناول السيدة ياحي في محاضرتها، مسيرة الفنانة الراحلة نورة التي تعتبر من روّاد الأغنية الجزائرية والمغاربية، رحلت في الفاتح جوان الماضي بعدما تركت تراثا ثقيلا يستحق الحضور الدائم، إذ استطاعت الراحلة نورة أن تقدّم نموذجا للغناء النسوي الراقي والأصيل وتمهّد الطريق لبنات جيلها، خاصة على أرض الجزائر، لتظل تحتفظ بنجوميتها واحترام الجمهور لها ليس فقط كفنانة بل أيضا كامرأة وأم جزائرية، وظلت حاضرة حتى بعد انسحابها من الساحة الفنية.
ارتبطت نورة في مشوارها مع الفنان الكبير كمال حمادي، فأعطيا الكثير للأغنية الجزائرية العصرية وساهما في تحديد معالمها، بالتالي كانا ثنائيا بارعا ورائدا مشت على دربه الأجيال، وكانت نورة في ذلك الحاضر القوي في الأداء النسوي خاصة في أغاني الغربة والمقاومة وحب الوطن، بالتالي كان صوت المرأة المعبر بصدق عن الهموم والمشاعر والأحلام، كما ساهمت الفنانة نورة في تعزيز وتقديم التراث المغاربي الأصيل المتمثل في العادات والتقاليد والقيم، مما جعلها تدخل كسيدة أولى إلى هذه المجتمعات وتتربع على قلوب الملايين من المعجبين.
غنت الراحلة للزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، وأبكته عندما طلب منها أن تؤدي له "ياربي سيدي واش عملت أنا لوليدي"، وأنتجت أيضا في المغربي ووصل تراثها الأرض الليبية وتألقت في أغاني الشوق والحنين للوطن والأحبة، وظلت وفية لهويتها، متأثرة بتضحيات شعبها إبان حرب التحرير، متغنية بنعمة الاستقلال، وذكر زوجها مؤخّرا أنها ظلت على وفائها للشهيد علي معاشي الذي وعدها قبل استشهاده أن يؤدي معها عملا ثنائيا، لكن لم يكتمل ذلك، وعند دخولها الجزائر غداة الاستقلال، قرّرت تسجيل وتصوير رائعة معاشي "أنغام بلادي" (صوّرت سنة 1963) وكانت ترتدي ملابس تقليدية تتغيّر بتغيّر مناطق الوطن (عاصمي، قبائلي، نايلي، وهراني، قسنطيني وغيرها).
أدت الراحلة أيضا عشرات الأغاني باللغة الأمازيغية، لا تزال تذاع إلى يومنا على أمواج القناة الإذاعية الثانية، وهي جزء من الذاكرة الأصيلة التي لم يستطع أحد أن يتجاوزها بالجديد، كذلك الحال مع الطبع الصحراوي والبدوي الوهراني التي أدّته بتمكّن لم تقدر فنانة بعدها أن تجيده مثلها.. صوت نورة كان باختصار صوت المرأة الجزائرية الأصيلة والحرة التي تختزن في مكنون وجدانها معالم الوطن الجزائري.
للإشارة، فإنّ معهد "ثقافات الإسلام" بباريس أراد أن يفتتح برنامجه لسنة 2015 بالأسماء الثقافية والفنية الثقيلة في الوطن العربي وإيران، وأراد أن يبرز أيضا اهتمامه بالمرأة ابتداء من معرضه المقام حاليا بعنوان "بالمؤنث"، كما يعمل على استضافة فنانين وباحثين ومؤرخين تناولوا حياة المرأة العربية والمسلمة وتجاوزوا بأعمالهم "الكليشيهات" التي نمطت المرأة عندنا، خاصة في الغرب.
تنشّط المحاضرة المؤرخة نعيمة ياحي، صاحبة دكتوراه عن "التاريخ الثقافي للفنانين الجزائريين في فرنسا في الفترة الممتدة من 1962 إلى 1987"، والتي كانت محافظة معرض "أجيال، قرن من التاريخ الثقافي للمغاربة في فرنسا" من إنتاج جمعية "جنريك"، كما شاركت المحاضرة في كتابة "لحن المنفى" مع مصطفى الحسناوي، تناولت فيه تاريخ الأغنية المغاربية في المنفى، وهي تترأس حاليا جمعية "بانجي نات وورك" التي تعتبر شريكا فعّالا في هذا البرنامج حتى اختتامه.
ستتناول السيدة ياحي في محاضرتها، مسيرة الفنانة الراحلة نورة التي تعتبر من روّاد الأغنية الجزائرية والمغاربية، رحلت في الفاتح جوان الماضي بعدما تركت تراثا ثقيلا يستحق الحضور الدائم، إذ استطاعت الراحلة نورة أن تقدّم نموذجا للغناء النسوي الراقي والأصيل وتمهّد الطريق لبنات جيلها، خاصة على أرض الجزائر، لتظل تحتفظ بنجوميتها واحترام الجمهور لها ليس فقط كفنانة بل أيضا كامرأة وأم جزائرية، وظلت حاضرة حتى بعد انسحابها من الساحة الفنية.
ارتبطت نورة في مشوارها مع الفنان الكبير كمال حمادي، فأعطيا الكثير للأغنية الجزائرية العصرية وساهما في تحديد معالمها، بالتالي كانا ثنائيا بارعا ورائدا مشت على دربه الأجيال، وكانت نورة في ذلك الحاضر القوي في الأداء النسوي خاصة في أغاني الغربة والمقاومة وحب الوطن، بالتالي كان صوت المرأة المعبر بصدق عن الهموم والمشاعر والأحلام، كما ساهمت الفنانة نورة في تعزيز وتقديم التراث المغاربي الأصيل المتمثل في العادات والتقاليد والقيم، مما جعلها تدخل كسيدة أولى إلى هذه المجتمعات وتتربع على قلوب الملايين من المعجبين.
غنت الراحلة للزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، وأبكته عندما طلب منها أن تؤدي له "ياربي سيدي واش عملت أنا لوليدي"، وأنتجت أيضا في المغربي ووصل تراثها الأرض الليبية وتألقت في أغاني الشوق والحنين للوطن والأحبة، وظلت وفية لهويتها، متأثرة بتضحيات شعبها إبان حرب التحرير، متغنية بنعمة الاستقلال، وذكر زوجها مؤخّرا أنها ظلت على وفائها للشهيد علي معاشي الذي وعدها قبل استشهاده أن يؤدي معها عملا ثنائيا، لكن لم يكتمل ذلك، وعند دخولها الجزائر غداة الاستقلال، قرّرت تسجيل وتصوير رائعة معاشي "أنغام بلادي" (صوّرت سنة 1963) وكانت ترتدي ملابس تقليدية تتغيّر بتغيّر مناطق الوطن (عاصمي، قبائلي، نايلي، وهراني، قسنطيني وغيرها).
أدت الراحلة أيضا عشرات الأغاني باللغة الأمازيغية، لا تزال تذاع إلى يومنا على أمواج القناة الإذاعية الثانية، وهي جزء من الذاكرة الأصيلة التي لم يستطع أحد أن يتجاوزها بالجديد، كذلك الحال مع الطبع الصحراوي والبدوي الوهراني التي أدّته بتمكّن لم تقدر فنانة بعدها أن تجيده مثلها.. صوت نورة كان باختصار صوت المرأة الجزائرية الأصيلة والحرة التي تختزن في مكنون وجدانها معالم الوطن الجزائري.
للإشارة، فإنّ معهد "ثقافات الإسلام" بباريس أراد أن يفتتح برنامجه لسنة 2015 بالأسماء الثقافية والفنية الثقيلة في الوطن العربي وإيران، وأراد أن يبرز أيضا اهتمامه بالمرأة ابتداء من معرضه المقام حاليا بعنوان "بالمؤنث"، كما يعمل على استضافة فنانين وباحثين ومؤرخين تناولوا حياة المرأة العربية والمسلمة وتجاوزوا بأعمالهم "الكليشيهات" التي نمطت المرأة عندنا، خاصة في الغرب.