"البحث عن الضوء" لأرتور ثوري بدار السلام

صور لامعة عن الجزائر العاصمة والصحراء الشاسعة

صور لامعة عن الجزائر العاصمة والصحراء الشاسعة
  • القراءات: 333 مرات
 لطيفة داريب لطيفة داريب

بحث الفنان المصوّر الفرنسي أرتور ثوري عن الضوء، فوجده حاضرا في الجزائر بقوّة. انبهر به جدّا، وعبرّ عن ذلك بمجموعة من صور التقطها من مناطق بجنوبنا الكبير، وأخرى بالجزائر العاصمة. يعرضها حاليا بـ"دار السلام" بالقصبة إلى غاية 25 جويلية الجاري، تحت عنوان "البحث عن الضوء.. الجزائر العاصمة والصحراء".
كتب الفنان المصوّر في ورقة تعريفية عن المعرض أنّه حلم بصحراء الجزائر كثيرا؛ فقد كان على قناعة بأنّه مثلما في البحار والجبال، هناك مساحة أخرى شاسعة موعودة بالامتلاء..فضاء سكن فيه الزمن، يدفع بنا إلى النظر خلفنا وأمامنا بوضوح عميق، مليء بالحنان.
وتابع أرتور: " من الواضح جدا أنّنا حينما نسير على الأقدام رفقة من نحب، تصبح الصحراء ذكرى مشتركة "، ليتساءل: "هل تتحول أيضا إلى أرض الغموض؟" ، فيجيب: "نعم"، ليدعو الجميع إلى زيارة الصحراء. وهناك سنفهم جميعنا كيف يمكن أن يجتمع الحرمان والصمت والعجب في مكان واحد، وكيف يمكن أن يكون هذا الثلاثي في خدمة الروحانيات.
ثم هناك الجزائر العاصمة، يضيف الفنان، معتبرا نورها متميّزا جدا. وأبعد من ذلك، فإنّه لم يلتقط صورا بهذه النوعية ولا الكمية عن مدينة أخرى غير الجزائر العاصمة، التي يتحوّل بياض واجهاتها في بداية الخريف؛ أي بداية موسوم البرتقال، إلى اللون الذهبي. وتتطابق زرقة سمائها مع لون البحر، وتلعب ظلالها مع سلالم المدينة.
وتساءل الفنان مجدّدا عن كيفية التقاط جاذبية هذه المدينة المصنوعة من الزبد والشمس؟ ليجيب بأنّه يحدث ذلك من خلال السير بها بلا كلل؛ بحثا عن الضوء، وأن التفكير المتغطرس بمعرفة كلّ شيء عن المدينة، يترك مجالا تدريجيا لاكتشافات لا حصر لها طالما أننا ندفع هذا الباب المخفي في نهاية الزقاق.
بالمقابل، اختار الفنان أرتور ثوري بعض المعالم من الجزائر العاصمة ليلتقط لها صورا، ويخلّدها، معبّرا في ذلك عن انبهاره بأضوائها، بالإضافة إلى مشاهد من حياة سكانها، فالتقط صورة لجزء من معلم مقام الشهيد الذي يرمز إلى تضحيات الجزائريين الجسيمة لتحقيق النصر والظفر بالاستقلال. وصورة أخرى لقسم من البريد المركزي؛ وكأنّ الفنان يبتغي التقاط أجزاء من معالم، ليبرزها بشكل أفضل، أم أنّ الجزء يعبّر عن الكلّ؟
صور أخرى وهذه المرة عن عمق القصبة بكل ما يميّزها، بأزقتها الضيقة، وسلالمها المظلمة، وبنيانها العتيق. وكذا صور عن بعض المباني القديمة التي تتزيّن بالهوائيات المقعرة.
كما التقط أرتور صورا عن القوارب الراسية على شاطئ البحر، وعن الآثار التي تتنعم بها الجزائر.
أما عن الصور التي التقطها بصحرائنا الشاسعة، فتراوحت بين رمالها الذهبية، وبنيانها العتيق، والمميّز فعلا.
لقد عبرّ الفنان عن إعجابه الشديد بالصحراء الجزائرية؛ حيث استطاع تحقيق حلمه بزيارتها، والتقاط صور لها؛ فقد وجد فيها ملاذا كإنسان أولا، ثم كفنان. وشعر فيها براحة زجّته في الروحانية.