المخطوطات

ضرورة رفع ”الاحتكار”

ضرورة رفع ”الاحتكار”
المخطوطات
  • 850

دعا أخصائيون في الملتقى الدولي حول مخطوطات العقائد وعلم الكلام والفلسفة في المغرب العربي، المنظم ليومين بوهران، إلى رفع الاحتكار عن المخطوطات وإخراجها إلى النور، حتى تكون في متناول الباحثين، للتحقيق فيها ودراسة أبعادها المعرفية (إبستمولوجية).

 

في هذا الإطار، ذكر الأستاذ عبد القادر بوعرفة، مدير مخبر الأبعاد القيمية للتحولات الفكرية والسياسية في الجزائر، بجامعة وهران 2 محمد بن أحمد، في تدخله أنه ينبغي وضع المخطوط أمام الطلبة والباحثين والعلماء لدراسته، مبرزا في نفس السياق، أن بعض ملاك المخطوطات يحتكرون المخطوط احتكارا لا مبرر له ويربطون احتكاره بـ«القداسة و«البركة ولا يجوز إخراجه.

أضاف أن هذا الاحتكار لا يفيد المخطوط وإخراجه إلى الوجود يعد عملا حضاريا وثقافيا، يمكّن الأمة من معرفة تاريخها الفكري وتنمية حاضرها ومستقبلها. مؤكدا على ضرورة إنقاذ المخطوطات من ظواهر أخرى تتمثّل في التآكل، حيث أن الكثير من المخطوطات الموجودة ببعض الزوايا مهددة بالضياع، مما يتعيّن تسليمها لبعض المراكز المختصة من أجل صيانتها وحفظها.

من جهتها، دعت الأستاذة شهرزاد دراس، مديرة مخبر الأنساق، البنيات، النماذج والممارسات التابع لنفس المؤسسة الجامعية، وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والثقافة إلى التعاون لإخراج هذه الثروة، من أجل تحقيقها وصياغة نظرية فلسفية علمية خالصة تظهر تأثيرها على دراسة المخطوط، سواء على مستوى ماهية النص أو في المعرفة المتعلقة به.

كما ذكر الأستاذ سواريت بن عمر من قسم الفلسفة لجامعة وهران 2 محمد بن أحمد، أنه يجب أن يكون المخطوط ملكا للجماعة وليس حكرا على مجموعة، كونه ثروة فكرية للجميع، مبرزا أنه يتعين على المجتمعات العربية تخصيص يوم للاحتفال بالمخطوط العربي.

أبرز الأستاذ على هامش هذا الملتقى، أن ”90 في المائة من حضارة الغرب تستعمل المخطوطات العربية، وأن الغرب لجأ إلى ما يعرف بـ«الحيلة الحضارية لمراقبة تطور الآخر، وبالدرجة الأولى المجتمعات العربية، لحبس المخطوطات في  المتاحف باعتماد طريقة المحافظة العلمية على المخطوط.  كما أكد الأستاذ فتح الرحمان الطاهر عبد الرحمان، من جامعة البحر الأحمر  (السودان)، الذي قدم محاضرة تحمل عنوان جهود المدرسة التاريخية السودانية في تحقيق ودراسة المخطوطات في الفترة الممتدة بين 1504-1821”، على أهمية تكاثف الجهود الرسمية والشعبية لوضع المخطوطات المحتكرة لأسباب عائلية أو شخصية أو دينية في متناول العلماء، لدراستها وتحقيقها وتمحيصها، حيث أنها قد تغير التاريخ وكثيرا من الأشياء التي يكتنفها الغموض.

بمناسبة هذا اللقاء، استعرض مدير مركز البحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية لولاية وهران، الأستاذ الجيلالي المستاري، نشاط مركزه في مجال دراسة المخطوطات الخاصة بالتاريخ وتاريخ العلوم والرياضيات والجغرفيا والبيولوجيا والصيدلة، وفي نشر الكتب ومخطوطات في الشعر الملحون في المغرب العربي، وكذا التكوينات المنظمة حول المخطوطات في تاريخ العلوم العربية، تحت إشراف الأستاذ أحمد جبار.

من جهة أخرى، يساهم هذا اللقاء في الكشف عن الجوانب غير المدروسة من التراث العقائدي والكلامي والفلسفي، وعن القضايا التي تحتاج إلى المزيد من التمحيص والبحث، وفق المنظمين.

للتذكير، ينظّم هذا الملتقى مخبرا الأنساق، البنيات، النماذج والممارسات  و«الأبعاد القيمية للتحولات الفكرية والسياسية في الجزائر، بالشراكة مع مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران.