طلبي يسرد ذكرياته بـ «جبّانة اليهود»
- 1628
صدر مؤخرا للمؤلف محمد حسين طلبي كتاب يسرد فيه طفولته وذكرياته المخزنة بـ «جبّانة اليهود أقوى من الدمع»، تناول فيه جزءا من حياته في مسقط رأسه عنابة، علما أنه حاليا مغترب بدولة الإمارات.
الكتاب صدر عن دار النعمان للطباعة والنشر، ويتضمن صورا ووثائق تعود لحرب التحرير.
تسود الكتاب أجواء تاريخية؛ حيث يُعتبر المكان مرتعا لطفولة الكاتب، كما كان هذا الحي مركزا للثورة؛ على اعتباره حيّا شعبيا يسكنه البسطاء.
يهتم الكاتب بتاريخ الثورة، ويحاول أن ينقل هذا الاهتمام إلى الأطفال، منهم أبناء الجزائر بالإمارات، فعلى الرغم من انشغاله في عمله كمهندس على مدار سنوات طويلة بهذا البلد العربي، إلا أنه ظل مصرّا على هذا الواجب الوطني.
في لقاءاته المتكررة مع الصغار انتعشت ذاكرته وراح يتذكر تفاصيل هذا الحي، وبالتالي قرر توقيع «جبّانة اليهود أقوى من الدمع».
يتحدث الكتاب عن أطفال عاشوا رفقة آبائهم ويلات الثورة وذاقوا المر، وكتب طلبي على الصفحة الأخيرة للغلاف: «مفارقة عجيبة أن يكون اليهود أبناء عمومتنا وجيراننا منذ القدم، في صف جلادي فرنسا وزبانيتها الذين يفتكون بكل جميل في وطننا، ومع ذلك مازلنا نُصر على الاعتزاز بـ (جبانة اليهود) حينا الذي يذكر دائما بهم.. بل ونسعد دائما بالعيش فيه كأعظم أحياء مدينتنا عنابة، وأكثرها مقاومة وصمودا وإبداعا في النضال والتحدي؛ حتى غدا مضربا للمثل وأسميناه أوراس الثاني».
للإشارة، يُعد طلبي من المثقفين والإعلاميين الجزائريين المساهمين في نشر الثقافة الجزائرية بالخليج من خلال الندوات والمشاركة في الحياة الفكرية هناك، مع اهتمام خاص بالتعريف بالتراث الثوري الجزائري.
قال عنه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي: «لا يمكن أن يتكرر هذا الرجل في أيامنا هذه، فهو قضى حياته في منشات البناء، رغم ذلك لا يتوقف بكتاباته التي تعرّف بالجزائر».
للمؤلف 18 إصدارا، أغلبها بالخليج والمشرق العربي، علما أنه من مواليد 1948 بعين ملوك، وتلميذ جمعية العلماء المسلمين بعنابة، وطالب ثانويتي القديس وأغستين وعبان رمضان بالجزائر العاصمة، وهو أيضا تلميذ ثانويتي أمية بدمشق والمأمون بحلب، وخرّيج كلية الهندسة الميكانيكية بحلب عام 1976، عمل في مركب الحجار حتى عام 1981، ثم بالكويت.