وجوه من الربيرتوار الجزائري

عثمان بالي.. الفنان الرمز

عثمان بالي.. الفنان الرمز
  • القراءات: 4583

تسع سنوات كاملة مضت على رحيل فنان الأغنية التارقية عثماني مبارك، المدعو بالي، الذي وافته المنية في 17 جوان 2005 عن عمر يناهز 50 سنة، بعدما جرفته فيضانات وادي ‘’إيدجريو’’ لتجرف معها زخما فنيا حير العازفين الغربيين، فمن منا لم يكن يجلس صامتا في حضرة الجمال والعزف الرائع الذي كان بالي يبدعه ولا يزال مطلب عشاقه ومحبي الراحة والسكون في كل بقاع الأرض.

عثمان بالي الفنان العازف الذي بدأ مشواره الفني بمدينة تمنراست وكشف عن مواهبه الفنية كمغنٍ وراقص في فرقة الثانوية، لينتقل إلى العاصمة ويشارك في مختلف التظاهرات الثقافية الوطنية والدولية، بعد أن كوّن فرقته الموسيقية الخاصة به سنة 1987، حيث أبدى براعة لا مثيل لها في العزف على آلة العود، حيث كان يسحر كل من يستمع له في قلب الصحاري أين ترحل به جاذبية العزف.

بالي الذي ولد في ماي 1953، كان مغنيا يتميز بصوت دافئ يؤلف أغانيه حسب طابع ‘’التندي’’ وهو اللون الموسيقي الذي يميز منطقة جانت. ترعرع ابن الرمال العسجدية الجزائرية بأقصى جنوب الوطن بين أحضان عائلة من الشعراء وممن يتذوقون الموسيقى، حيث تعلم الموسيقى على يد والدته التي كانت إحدى مغنيات ‘’التندي’’. واستطاع هذا الفنان الفذ الذي كان مؤلفا، ملحنا ومغنيا في نفس الوقت أن يرتقي بالموسيقى التارقية ليعطيها بعدا عالميا، وأثر المتمسك بتقاليده بنكهة من التفتح على الألوان الموسيقية الغربية، إذ سجل ثلاث مجموعات من الأغاني رفقة المغني الأمريكي من أصل هندي شروكي استيف شهان، إلى جانب أدائه رائعة موسيقية رفقة عازف الجاز الفرنسي جون مارك باد وفاني، وهو الأمر الذي جعل موسيقاه مطلوبة بقوة في كل بقاع الأرض .