بحضور المخرجة فيفيان كانداس

عرض الفيلم الوثائقي "الجزائر البلد الذي لا يعرف المستحيل"

عرض الفيلم الوثائقي "الجزائر البلد الذي لا يعرف المستحيل"
  • 1104

عُرض بقاعة متحف السينما بوهران، مساء أول أمس، الفيلم الوثائقي "الجزائر البلد الذي لا يعرف المستحيل، ثورة إيف ماتيو" الذي يتناول مسيرة المناضل المناهض للاستعمار ومحامي جبهة التحرير الوطني "إيف ماتيو" لابنته المخرجة فيفيان كانداس، وسط حضور جماهيري تصدّره إعلاميون ومثقفون ومهتمون بتاريخ الجزائر.

ويتطرق هذا الفيلم الوثائقي في 90 دقيقة، لمسار هذه الشخصية المناضلة التي وُلدت بمدينة عنابة، حيث تضمّن شهادات حية لرفقاء السلاح لهذا المناضل، من بينهم الرئيس الراحل أحمد بن بلة، وكذا المشاريع الكبرى للدولة الجزائرية غداة الاستقلال، التي شارك فيها إيف ماتيو وزوجته، على غرار محو الأمية وإعادة تشجير المناطق التي قصفها الجيش الاستعماري بالنابالم، وكذا وضع أسس المنظومة الصحية بالبلاد.

وخُصص جزء كبير من الفيلم الوثائقي لنظام التسيير الذاتي للمجالات الفلاحية الذي أصدره الرئيس أحمد بن بلة في مارس 1963، بموجب مرسوم حرره "إيف ماتيو"، حسبما أدلت به شهادات أطراف سياسية فاعلة آنذاك، على غرار أحمد بجاوي، محمد حربي ومراد لعمودي. ويذكر العمل زيارات عدة شخصيات مناهضة للاستعمار للعاصمة في تلك الفترة؛ مما جعل الجزائر منارة وقِبلة، وقدوة كل الثورات والحركات التحررية في العالم.

وبعد ذلك واصلت المخرجة مسار والدها بعد تولي هواري بومدين الرئاسة في 19 جوان 1965 بصور من الأرشيف، وشهادات عن هذا اليوم الذي شغل عقبه "إيف ماتيو" منصب أستاذ بمعهد التسيير والتخطيط. واستأنف دراساته في الاقتصاد بجامعة الجزائر قبل أن يفتح مكتب محاماة مع زوجته، في حين أن العديد من رفقاء السلاح غادروا الجزائر أو كانوا معتقلين، استمر "إيف ماتيو" في ممارسة مهنته.

توفي "إيف ماتيو" في 15 ماي 1966 في حادث مرور، إثر اصطدامه بشاحنة على الطريق الرابط بين قسنطينة وسكيكدة، وتطرقت فيفيان كانداس مطولا لظروف هذا الحادث التي شجعتها على إخراج هذا الفيلم، الذي انطلقت في إنجازه سنة 2009، وأكدت بأنه يؤرخ لمسار والدها الراحل ووقوفه إلى جانب الثورة التحريرية المظفرة ونضال الشعب الجزائري؛ من أجل الاستقلال والتحرر من الغطرسة الكولونيالية الفرنسية. واعتبرت أن هذا العمل التوثيقي هو شهادة حية للتاريخ وللأجيال عن مجهودات المناضلين الفرنسيين الذين ساندوا القضية الجزائرية.