عنابة

عرض فيلم "الشبكة"

عرض فيلم "الشبكة"
  • 94
سميرة عوام سميرة عوام

قدّمت، أول أمس، المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "بركات سليمان" بولاية عنابة بالتنسيق مع نادي بونة للأدب والسينما، عرضا للفيلم الثقافي "الشبكة" للمخرج الغوثي بن ددّوش، عن سيناريو للشاعر مصطفى تومي. ويُعدّ فيلم "الشبكة" واحدا من الأعمال السينمائية التي تمزج بين البعد الاجتماعي والإنساني؛ حيث يتناول قضايا معاصرة تتعلق بالتواصل بين الأجيال والبحث عن الهوية، مستخدما أسلوبا بصريا مميزا، يعتمد على الصور الرمزية، والسيناريو الشعري الذي صاغه مصطفى تومي.

أما المخرج الغوثي بن ددّوش فهو من الأسماء المعروفة في السينما الجزائرية الحديثة. حيث اشتهر بقدرته على مزج السرد الروائي مع اللغة السينمائية البصرية، وإبراز القيم الثقافية والاجتماعية من خلال أعماله؛ ما يجعل لكل فيلم تجربة غنية بالمعاني والرموز. وأعقب العرضَ نقاش مفتوح، شارك فيه الحضور حول مختلف محاور العمل السينمائي، من بينها الرسائل الفنية والثقافية. كما قدّمت المكتبة لمحة تعريفية عن الشاعر مصطفى تومي وأعماله؛ ما أضاف بعدا معرفيا للفعالية، وأثرى الحوار بين الحضور والمبدعين.

وتأتي هذه المبادرة ضمن البرامج الثقافية التي تنفذها المكتبة بالتعاون مع النوادي المحلية؛ بهدف تعزيز الثقافة السينمائية والأدبية، وتشجيع الجمهور على الاطلاع والمشاركة في الأنشطة الثقافية التي تجمع بين الأدب والسينما في فضاء تعليمي وترفيهي. وأكد القائمون على النشاط أن مثل هذه العروض يشكّل فرصة لتقريب الجمهور من الإبداع المحلي، وتعريفه بالمواهب الوطنية في مجالي الشعر والسينما. ويعزز التواصل بين المثقفين والجمهور في بيئة مفتوحة للنقاش، والتبادل الثقافي.


ملتقى "أصول ومسالك المسرح الجزائري" بعنابة

مقاربات جديدة لقراءة أبي الفنون

احتضن قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب واللغات بولاية عنابة، خلال الأسبوع الجاري، فعاليات الملتقى الوطني "المسرح الجزائري: أصول ومسالك" ، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين والأكاديميين والفاعلين في المشهد الثقافي والفن المسرحي من مختلف الجامعات والمؤسسات الثقافية عبر الوطن.

وشكّل هذا الحدث العلمي والثقافي فضاء رحبا للحوار الأكاديمي وتبادل الرؤى حول أحد أهم الفنون التي رافقت التحولات الاجتماعية والثقافية والفكرية في الجزائر. ولإثراء النقاش وتوسيع دائرة المشاركة، شهد الملتقى، أيضا، مداخلات عن بعد لأساتذة وباحثين من ولايات مختلفة عبر التراب الوطني؛ ما يعكس البعد الوطني لهذه التظاهرة، وأهميتها في لمّ شمل جهود البحث المسرحي.

وسعى  الملتقى إلى تسليط الضوء على الجذور التاريخية للمسرح الجزائري، واستكشاف مسارات تطوّره منذ إرهاصاته الأولى، وصولا إلى تجاربه المعاصرة، مع التوقف عند الأشكال التعبيرية التي ساهمت في تشكيل هوية المسرح الوطني؛ سواء من خلال المسرح الشعبي، أو التجارب الطليعية، أو الإبداعات التي رافقت فترة ما بعد الاستقلال وما تلاها.

كما تناول المشاركون خلال جلسات الملتقى، محاور متعددة، تشمل تطور النص المسرحي الجزائري، ومساهمات الرواد في ترسيخ قواعد الكتابة المسرحية، ودور الفرق المحلية في إحياء المشهد المسرحي، إضافة إلى بحث تأثير الحراك الثقافي والسياسي على بنية العرض المسرحي، ومدى قدرة المسرح الجزائري اليوم، على ملامسة قضايا المجتمع، والحفاظ على توازنه الفني والجمالي. كما تم تخصيص جلسات نقدية لتحليل نماذج من الأعمال المسرحية الجزائرية، مع التوقف عند التجارب الشابة التي تحاول إعادة صياغة الخطاب المسرحي، عبر توظيف تقنيات جديدة، وإدماج عناصر بصرية وسمعية معاصرة، بما يضمن مواكبة التحولات العالمية في فنون العرض.

وبالمناسبة، أكد المنظمون أن هذا الملتقى يمثل فرصة لتعزيز البحث الأكاديمي في الفنون الدرامية، وفتح جسور الحوار بين الجامعة والمؤسسات المسرحية بما يتيح بلورة رؤى تساعد على النهوض بالمشهد المسرحي الوطني، ودعم الجهود الرامية إلى ترسيخ ثقافة مسرحية أصيلة، تجمع بين الإرث الجمالي والابتكار المعاصر. وخلال اختتام فعاليات الملتقى، تم تقديم جملة من التوصيات التي ستساهم في صياغة مقاربات جديدة لقراءة المسرح الجزائري، وتثمين دوره كفضاء للتعبير الإبداعي، والتفاعل الاجتماعي بما يعكس الحيوية الثقافية التي تتميز بها الجزائر في مختلف مجالات الفنون.