صدور "المرأة الجزائرية.. الجندي المجهول"
عرفان بتضحيات وبطولات "حرائر الجزائر"
- 737
صدر عن المركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والإعلام، مؤخرا، كتاب "المرأة الجزائرية..الجندي المجهول" يبرز نضال وتضحيات المرأة الجزائرية عبر التاريخ، منه ما قدّمته وما عانته تحت قهر الاستعمار الفرنسي وأساليب التعذيب والتقتيل الوحشية التي مارسها ضدّ نساء الجزائر "الحراير".
يعتمد الكتاب في مضمونه العام على مجموعة من الصور الأرشيفية والنصوص، يسلّط الضوء من خلالها على تاريخ المرأة الجزائرية خاصة إبّان الاحتلال الفرنسي، ويتطرّق أيضا إلى الدور الفعّال الذي لعبته المرأة في الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال التزامها بإحياء والمحافظة على العادات والتقاليد والدين الإسلامي وترسيخه في وجدان أبنائها.
يتطرّق الإصدار للدور البطولي للنساء الجزائريات في مقاومة المستعمر الفرنسي إبان الثورة التحريرية، مع نماذج حية تحكي ما عاشته وما قدّمته وإصرارها على تحدي فرنسا وجها لوجه، كانت منهن المجاهدات والفدائيات والمسبلات والمناضلات ونساء أخريات بسيطات وجدن أنفسهن في قلب المعركة أو في غياهب السجون وقاعات التعذيب، وكلّهن أصبحن عنوانا ومثالا لنساء العالم الذي سمع صوتهن وانبهر بشجاعتهن . يجمع الكتاب بطلات تبرزن عبر صفحاته الـ159، بعضهن ساهمت في تموين الثورة وجمع الأموال وأخريات في جمع المعلومات وتطبيب المرضى والجرحى والجهاد بالسلاح، وكثيرات دخلن السجون والمعتقلات وواجهن التعذيب.
من البطلات كانت هناك جميلة بوحيرد وجميلة بوباشا وحسيبة بن بوعلي وزهرة ظريف وجميلة بوعزة ومريم بوعتورة وفاطمة دبوز والطفلة فاطمة بيدار وأخريات من مختلف ربوع الوطن، الكثيرات استشهدن وأخريات عشن الاستقلال والحرية وبقيت حياتهن درسا وعبرة لكلّ أحرار العالم الباحثين عن الحرية والمجد، وظلّ جهادهن يشكّل جزءا من الذاكرة الوطنية الجزائرية .
يضمّ الكتاب العديد من السير الذاتية المختصرة لهؤلاء البطلات مع صور وشهادات شخصية لهن، كما خصّص الكتاب حيّزا مهما للنساء الأجنبيات اللواتي اخترن الثورة وساهمن فيها وذلك من باب العرفان والتأريخ لمواقفهن الإنسانية العادلة وكانت منهن مثلا جاكلين قروج وجانيت بلخوجة وآني ستينر. كما تم إبراز دور المرأة في بعض الأحداث الكبرى منها مظاهرات باريس سنة 1961 من خلال الفرع النسوي لفيدرالية جبهة التحرير بفرنسا، وكذا التعبئة من أجل التصويت بنعم في استفتاء تقرير المصير سنة 62، ناهيك عن المحكوم عليهن بالإعدام والسجينات .
للإشارة، يمثّل الكتاب في مجمله وثيقة تاريخية حية يعتمد على مجموعة وثائق وصور بالأبيض والأسود، من أرشيف المركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والإعلام، ويحيي الكثير من أسماء المجاهدات والشهيدات ويعرف بمسارهن النضالي، كما يبقى هذا الكتاب بمثابة التكريم والعرفان لهؤلاء البطلات. وجاء في خاتمة الكتاب عبارة تقول "لكل اللائي لم يرد ذكرهن في هذا الكتاب نلتمس منهن العذر ونتقدم إليهن بأسمى عبارات العرفان والتقدير.