انتهى الفريق الفني "المدرسة" بوهران، من إنجاز عمل فني بطابع "الكوميديا الموسيقية" بعنوان "ياكلك الحوت"، الموجه في سبيل تحسيس الشباب وتوعيتهم حول مخاطر الإبحار السري بهدف الهجرة غير الشرعية، حسبما أعلن عنه المخرج وحيد دوايدي المعروف في الوسط الفني باسم "وحيد القوال".

تم الانتهاء من تصوير هذا العمل الفني الذي يحاكي من خلال الغناء والتمثيل في نفس الوقت، إحدى القضايا التي يشهدها المجتمع، على غرار مخاطرة ومغامرة فئة من الشباب عن طريق الإبحار السري عبر البحر الأبيض المتوسط، من أجل الظفر بفرصة عيش "أفضل" في أوروبا.

يعكس هذا العمل الذي تدوم مدته 10 دقائق، وسينظم عرضه الأول على الركح قريبا بوهران، صورا من معاناة عائلات ما يعرف "بالحراقة"، وشدة الأسى الذي يخيم عليها بعد تلقيها أخبار فقدان ذويها في عرض البحر.

يروي "ياكلك الحوت" سيناريوهات متقاطعة لفريق من الشباب الذين عزموا على المخاطرة وامتطاء قارب، لتحقيق حلم الوصول إلى أوروبا،  أين يلغي أحدهم مشروع زواجه ويرفض آخر عرض عمل يظن أن مكسبه غير مجد، وغيرها من الحكايات.

حسب السيناريو، تصل هذه الكوميديا الموسيقية إلى نهاية المطاف، بأم تقف على حافة صخرة بحرية تترقب ظهور ابنها الغريق، فيما تتحطم أحلام آخر نجح في الوصول قبل أن يخيب ظنه ويصطدم بواقع مخالف لما كان يتصوره عن أوروبا، بينما يقرر آخر العزوف عن المغامرة في آخر لحظة، ليقوم بالإبحار المعاكس للعودة إلى أحضان الوطن وإتمام مشروع زواجه.

يضم هذا العمل رسائل متعددة عن واجب المواطنة واليقظة والحذر من الانزلاق وراء الأفكار المغلوطة، إلى جانب معاني التضحية والوفاء والوحدة الوطنية.

حرص المخرج، وهو مؤلف سيناريو وموسيقى هذا العمل، على إدراج الموسيقى من التراث الوطني العريق، حيث يمزج الفيديو المصور لهذا العمل الفني صورا ومعالم مخلدة للأمجاد الوطنية التاريخية التي ضحت من أجل عزة الوطن، وكذا مكاسب محققة على مختلف الأصعدة بعد الاستقلال.

كما صور الفيديو في أماكن متعددة منها، ما يعبر عن الموضوع كساحل "كريستل" وميناء وهران وبعض الأحياء العتيقة، كالطحطاحة وسيدي الهواري وميناء وهران، بينما دامت مدة إنجاز نفس العمل حوالي شهر، حيث تم إعداد ديكورات مناسبة لكل واحد من المشاهد.

يذكر أن "ياكلك الحوت" ثالث عمل لفريق "المدرسة" في مجال الكوميديا الموسيقية، بعد "البطاطا والمرشيات" (البطاطس والأسواق) و«البلاد" الذي يروي مشاهد عن زعماء الجزائر التاريخيين.

يجري أيضا إنجاز عمل رابع في نفس المجال، عنوانه "الصخرة"، يحاكي مقاومة الشعب الفلسطيني ضد عدوان المحتل الصهيوني.  يشار إلى أن فريق "المدرسة" يتكون من حوالي 10 فنانين شباب، يتم تكوينهم بصفة متواصلة في هذا الطابع الفني.

❊ق.ث

جمعية ترقية المطالعة "القارئ الصغير" لوهران ... إصدار كتاب يجمع الحكايات الشعبية الشفوية الجزائرية

ستنشر جمعية ترقية المطالعة "القارئ الصغير" لولاية وهران، كتابا يجمع الحكايات الشعبية الشفوية لبعض مناطق البلاد، مع نهاية مارس الجاري، قصد المساهمة في الحفاظ على التراث الوطني، حسبما استفيد من هذه الجمعية.

سيضم هذا المؤلف باقة من الروايات وهي "رجال القايد" من الهضاب العليا و«الفقير وتاجر الحكمة" من منطقة الساورة و«بنت الخس" من أولاد نايل (الجلفة) وثلاث قصص من منطقة القبائل. كما أضافت جميلة حميتو على هامش فعاليات الطبعة الـ12 للمهرجان الدولي للحكاية،  التي اختتمت مساء يوم السبت بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة" بوهران.

تم جمع هذه الحكايات الشفوية في إطار القافلة المنظمة من طرف نفس  الجمعية، تجسيدا لمشروع "أحكي لي القوال" المعتمد من طرف وزارة الثقافة، الرامي إلى حماية وتثمين التراث الوطني والممول من قبل الاتحاد الأوروبي، تضيف الحكواتية حميتو التي بادرت بعملية التدوين.

تميز حفل اختتام فعاليات المهرجان الدولي للحكاية بسرد مقاطع من الحكايات الشعبية من جهات مختلفة من البحر الأبيض المتوسط، من تقديم كافة حكواتيين المشاركين في هذه الطبعة، التي عرفت حضور 13 حكواتيا من تونس وفرنسا والكونغو، فضلا عن جزائريين.

في إطار هذه التظاهرة، برمجت جمعية "القارئ الصغير" طلية سبعة أيام، عروضا ممتعة للحكاية الشعبية على مستوى المؤسسات التربوية والمراكز الثقافية والمكتبات البلدية، ومنتزه "عبد الحميد بن باديس"،  وبالمعلم الأثري "حمامات الترك" بالحي الشعبي "سيدي الهواري".

كما كان حضور الحكواتيين الشباب الذين تم تكوينهم في فن الحكاية من طرف نفس الجمعية، في إطار مشروع "أحكي لي القوال"، قويا في هذه الطبعة المقامة تحت شعار "البحر الأبيض المتوسط في قلب الكلمات المسافرة"، مما سمح لهم بعرض محاولاتهم وتجربتهم الفتية في هذا المجال، واكتساب خبرات من المحترفين في هذا النوع من الأجناس الأدبية.

للتذكير، انتظم المهرجان الدولي للحكاية تحت رعاية المجلس الشعبي البلدي، من طرف جمعية "القارئ الصغير"، بمساهمة المسرح الجهوي "عبد القادر علولة" بوهران، وعدة جمعيات والمعهد الفرنسي بوهران.

❊ق.ث