"مجهول" أول فيلم قصير لأحمد زيتوني
عمل مليء بالرموز والقراءات
- 785
قدم أحمد زيتوني فيلمه القصير الأول "مجهول"، مساء السبت الأخير، بقاعة سينماتك الجزائر العاصمة، بعد تجاربه السابقة في التمثيل، في السينما والتلفزيون، ويعكس عمله ثمرة مخرج يريد الاحتراف في المجال، وينُم عن ثقافة سينمائية واسعة، وحظي العرض الأول بحضور عدد كبير من الوجوه الفنية المعروفة.
يروي فيلم "مجهول" (13 دقيقة، إنتاج 2024) قصة مكالمة هاتفية مجهولة وغريبة، بطلتها الممثلة نرجس عسلي (أدت دور سليمة)، ضمن فضاء واحد، متمثلا في الشقة، باستثناء المشهد الأول، لما كانت ترمي الزبالة أسفل العمارة، حيث تقطن، وحيث وجدت الهاتف المحمول وأخذته معها، عسى صاحبه يتصل ويسترده.
و«سليمة" فنانة تشكيلية تحضر لمعرض فني، يتضح في اتصال مع حبيبها "حليم" أنهما على غير وفاق، بعدها يبدأ الهاتف الذي وجدته في الرنين، تجيب "سليمة"، وتحاول أن تفهم المتصل أنها وجدت الهاتف صدفة، غير أن المتصل يرد بحزم "هذا هاتف خالد، ولا بد أن يكون عنده قبل منصف الليل، وإلا ستندمين"، ثم تتصل سيدة على الهاتف نفسه وتردد الجملة نفسها، وتتوالى الاتصالات، وكلها باسم مجهول.
تجد الفنانة نفسها في دوامة، وتحاول فهم ما يحدث، تكتشف أمرا ما غير معلن، لما قامت بإجراء اتصال من الهاتف الضائع إلى هاتفها، تصاب بصدمة، ترمي الهاتف من نافذة بيتها، يجده شخص آخر، ثم سرعان ما تتصل هي الأخرى وتخبر ذلك الشخص أن الهاتف لخالد، ومن الضروري أن يسترجعه قبل منتصف الليل، وإلا سيندم"، وبذلك تجد "سليمة" نفسها ضمن قائمة طويلة ممن يشكلون تهديدا بهاتف "خالد".
رغم أن الفيلم قصير، لكنه مليء بالرموز والقراءات، لا يتوقف زيتوني عن ضخها، ليخلق بذلك تصاعدا في التوتر لدى "سليمة" التي تجد نفسها ضمن سلسلة التوتر العام الذي يعيشه الناس، ضمن حلقة لا نهائية، وقد رمز إليها المخرج لما رسمت البطلة على أرضية بيتها رمز مالا نهاية، وكأنهما أيضا جناحان، ثم توسطت الهاتفين، أو الجناحين.
وحتى يجعل الفيلم خفيفا، ولافتا أكثر، يستعين المخرج أحمد زيتوني بالممثلة فقط، أما باقي الشخصيات فهي عبارة عن أصوات، هي تلك الاتصالات الهاتفية المجهولة.
الفيلم كتبه حكيم طرايدية، وهي أول تجربة لأحمد زيتوني المعروف بأدائه دور لقمان في سلسلة "عاشور العاشور"، وتعكس شغفه ومتابعته للسينما العالمية، يبقى أن يخوض تجارب أخرى لصقل موهبته، عسى أن يكسب المشهد السينمائي في الجزائر مخرجا متميزا.