احتضنت المكتبة البلدية لعين قشرة، غرب سكيكدة، أول أمس، تظاهرة ثقافية تكريمية، خصصت للدكتور السعيد بوسقطة، في التفاتة أريد منها أن تكون اعترافا بما قدمه الدكتور، سواء في مجال التعليم، أو من خلال إسهاماته التي أثرت المكتبة الجزائرية بأمهات المراجع.
خلال هذه الفعاليات التي حضرها، إلى جانب أبناء مدينة عين قشرة، ورئيس البلدية، مجموعة من الأساتذة الجامعيين والمثقفين من عدة جامعات، كالدكتور علي خفيف من جامعة عنابة، والدكتور يوسف وغليسي ومحمد كعوان من جامعة قسنطينة، والدكتور أحسن دواس وهشام لعور والدكتور مصطفى كيحل، وغيرهم من جامعة سكيكدة، إضافة إلى شعراء ومدراء مؤسسات ثقافية، أعطيت الكلمة للدكتور السعيد بوسقطة، الذي تحدث بإسهاب عن سيرته والظروف الصعبة التي عاشها بعد الاستقلال، خاصة أنه ابن شهيد، إلى جانب تطرقه إلى مسيرته التعليمية بداية بالمرحلة الابتدائية حتى انتقاله إلى جامعة عين شمس بالقاهرة، وعودته بشهادة الماجستير سنة 1991، وانتسابه إلى جامعة عنابة، كأستاذ في نفس السنة، تخصص أدب جزائري، راصدا مختلف المواقف التي تعرض لها، وكانت من العوامل التي حفزته أكثر للسير قدما نحو عالم التأليف.
من جهته، قدم الدكتور مصطفى كيحل من جامعة سكيكدة، محاضرة حول السيرة العلمية للدكتور السعيد بوسقطة، وقف خلالها عند المنجز العلمي للأستاذ المحتفى به، والمتمثل في مجموعة من الكتب والدراسات والأبحاث، من أهمها، كتابه الموسوم بـ "الرمز الصوفي في الشعر العربي المعاصر"، ومؤلف آخر بعنوان "السيميائية وقراءة النص الأدبي" وكذا "الظاهرة الصوفية في الشعر العربي الحديث" و«ملامح الشخصية الدينية في أعمال الطاهر وطار" وأيضا "القصيدة السبعينية بين الخطاب الشعري والأيديولوجي"، كما تناول الكلمة العديد من زملائه، الذين قدموا عرضا شاملا عن المنجز العلمي والأدبي للدكتور السعيد بوسقطة.
للإشارة، يعد الأستاذ الدكتور السعيد بوسقطة أحد وجوه الأدب الجزائري، وأحد المتعصبين لكل ما هو جزائري شعرا أو نثرا أو نقدا، سخر قلمه للكتابة والحفر في التراث الأدبي الجزائري، كما يعد مرجعا أساسيا للأدب الجزائري بجامعة عنابة، إلى جانب المرحوم الكاتب شريبط أحمد شريبط، ولم يقتصر اهتمامه بالأدب الجزائري على التأليف فقط، إنما تجاوزه إلى فتح مشاريع الدكتوراه في تخصص الأدب الجزائري، والإشراف على عديد الرسائل التي اتخذت من النص الإبداعي الجزائري مدونة لها.