معرض "أقلام صاعدة" للخط العربي بقصر "رياس البحر"

فتح الخط للمواهب وعروض على شرف الوافدين

فتح الخط للمواهب وعروض على شرف الوافدين
  • 893
 مريم . ن مريم . ن

يجتمع الخطاطون الشباب، في معرض جماعي يضم أعمالهم بقصر "رياس البحر"، بعنوان "أقلام صاعدة"، تتجلى فيه المواهب التي كانت في الظل لزمن، لتأتيها هذه الفرصة السانحة وتقابل الجمهور مباشرة، كما تزينت هذه اللوحات بفنون أخرى، وعلى رأسها فن الزخرفة الذي يليق بمقام الحرف العربي.
يقام المعرض في إطار الاحتفالات بذكرى استرجاع السيادة الوطنية، ويتواصل إلى غاية 18 جويلية الجاري، وعند دخولها إليه، التقت "المساء" في بهو المعرض (وسط الدار)، بالأستاذ محمد بن قانيف، رئيس النادي الجزائري للخط العربي والزخرفة، المنظم للفعالية، بالتنسيق مع مؤسسة "آفاق للفنون" و«قصر الرياس".
أشار محدث "المساء"، إلى أن المعرض عرف مشاركة 30 خطاطا من عدة ولايات هي؛ العاصمة، وهران، برج بوعريريج، سطيف وكذا تسمسيلت، بشار، تمنراست، ميلة، قسنطينة، تيارت، غليزان والأغواط.
قال الأستاذ بن قانيف، إن "تلك المواهب الصاعدة مثل البلدان الصاعدة، لابد أن تأخذ فرصتها في الظهور والنجاح، لقد حضرت أو شاركت باعتباري خطاطا في كل المعارض، ورأيت أن غالبيتها طغت عليها الأسماء الثقيلة والبراقة، في حين أن المواهب الشابة لم تأخذ مكانها، بالتالي قررنا كمنظمين، أن يكون الظهور تاما في هذا المعرض للمواهب الشابة (الأقلام الصاعدة) بنسبة 80 بالمائة، ونترك للجمهور الزائر فرصة الاطلاع والاستمتاع بأعمالهم، واكتشاف أسمائهم وطاقاتهم الجديدة، كخطوة أولى نحو النجاح، بالتالي فتح المجال والآفاق أمامهم".
أضاف المتحدث "اعتذرنا هذه السنة من الأسماء الثقيلة، ليحل محلها الخطاطون الشباب، علما أننا عندما باشرنا التحضير للفعالية، خفت أنا شخصيا أن يكون المستوى هزيلا، على اعتبار أن تلك الأقلام قد تكون أقل من المستوى، وتشارك بأي عمل كان، لذلك حرصت على ضرورة مراعاة المستوى وقطع الطريق على كل من هب ودب، وفي الأخير، اكتشفت أن أغلب المشاركين (حوالي 70 بالمائة) لم يعرضوا من قبل، ثم استقبلتهم بنادي الخطاطين بالقبة، وأعجبت بمستواهم من مقبول إلى جيد إلى ممتاز، الأمر الذي أسعدني كثيرا، علما أن الكثير تلقوا تكوينا ودرسوا أسس ممارسة الخط العربي في شتى المدارس الخاصة ودور الشباب".
كما أكد الخطاط أن هؤلاء الشباب فرحوا كثيرا وهم يرون لوحاتهم تعلق في المعرض، وازداد فرحهم مع الافتتاح وهم يرون الجمهور ووسائل الإعلام تصورهم، وتتحدث إليهم تماما كالمحترفين، وهي الأضواء، كما يشير بن قانيف، التي تحفز الفنان وتشجعه على مواصلة المشوار بكل همة، وقال "هذه في رأيي وظيفة المعرض الأولى، وهو نفس الشعور الذي انتابنا ونحن شباب".
ظل الأستاذ بن قانيف جالسا على طاولة وسط الأقلام والأوراق، وعندما سألته "المساء" عن ذلك، رد أن ذلك يدخل في إطار عمل المداومة، ملحا على أن تكون في أي معرض فني كان، هذه المداومات، فمن الخطأ، كما يرى، ترك المعرض، بالتالي الجمهور، كما قال، إن المعارض في المناطق القريبة من الأحياء الشعبية لها طعمها، بالتالي تشجع على أن يكون الفن دارجا في المجتمع.
جلست "المساء" تراقب بن قانيف وهو يرسم الخطوط والحروف بالخط الفارسي، ويلبي طلبات الجمهور، حيث كان يرسم على ورقة من النوع الرفيع، مزركشة بالزخرفة بعض العبارات أو الأسماء التي يطلبها البعض، وبثمن رمزي بين 200 و300 دينار، ثم ازداد الوافدون في طابور طويل، منهم شابة مغتربة قادمة من باريس، طلبت من الأستاذ أن يكتب لها اسم "ايمانويل"، وعندما سألتها "المساء" عن ذلك، قالت إنها هدية لفرنسي معجب بالثقافة والدين الإسلامي الحنيف.
جالت "المساء" عبر أجنحة المعرض (3 غرف ووسط الدار)، حيث تمثل الحرف العربي في أبدع صوره عبر 60 لوحة، تضمنت آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، وأشعارا وحكما وأمثالا، ومما يتم عرضه "الحلية الشريفة" التي قدمها أكثر من فنان، منهم فاتح بن الضيف وتوفيق عيادي من برج بوعريريج في نسخ الثلث، مع تزيين اللوحة بالزخرفة الإسلامية ذات الألوان الفاتحة المستمدة من ألوان الزهر.
توالت لوحات المشاركين، منهم عبد الرحمن عبد المجيد من أدرار، ولخضر غزال من الأغواط، ومحمد ياسين عبسي من تسمسيلت، ومراد شارف من غليزان وغيرهم كثيرون، كما خُصصت لوحة لفلسطين بعنوان "طوفان الأقصى" بخلفية الكوفية ووسطها كتب اسم "فلسطين" بالخط الفارسي، وخصصت أيضا لوحة للفنان البرعم ذي 7 سنوات، إدريس فرشان من العاصمة، رسم عليها حروفا أبجدية بالخط الديواني.  ضم المعرض أيضا، لوحات قليلة لبعض الخطاطين المحترفين، منهم بن قانيف في لوحة "حكمة"، وكذا الخطاط المصري أيمن فريد ضيف شرف التظاهرة الفنية، وقد قدم "من دخل الجزائر فهو آمن" بالخط الفارسي.
لم يغب الجنس اللطيف عن المعرض، حيث شاركت الكثير من الشابات، منهن آسيا شعواطي من العاصمة في الخط الفارسي بآية قرآنية "وكان فضل الله عليك عظيما"، ثم هناء صيلع من الأغواط بـ«واصبر لحكم ربك" بالكوفي، وآسيا المشاري من وهران بآية قرآنية بالخط المغاربي.
للإشارة، يتم خلال هذه التظاهرة فتح بعض الورشات البيداغوجية، ينشطها خطاطون محترفون.