المطرب قاسي عبد الرحمان لـ"المساء":

فرحتي لا تكتمل إلا بحماس الجمهور

فرحتي لا تكتمل إلا بحماس الجمهور
  • القراءات: 2591
حاورته: سميرة زميحي حاورته: سميرة زميحي
قاسي عبد الرحمان ابن قرية إغيل بوكياسة بتيزي وزو، من أقدم الفنانين بالمنطقة.. امتاز بصوت جميل وكلمات معبرة، ظهر على الساحة الفنية في السبعينيات، حيث تمكن من جذب الجمهور بباقة فنية متنوعة صنعت طريقه الفني، وهو يسعى دوما لأخذ الوقت الكافي لتقديم ألبوم جديد، مثقلا بالإبداع في الكلمة والموسيقى والأداء، "المساء" التقته ونقلت لكم هذا الحوار معه.

"المساء": من يكون قاسي عبد الرحمان؟
قاسي عبد الرحمان: من مواليد 1955 من آث ايجر وتحديدا بقرية إغيل بوكياسة. بدأت الغناء وعمري 19 سنة، في 1970 حيث أصبح الجمهور يعرفني، وأصدرت عام 1979 أول ألبوم غنائي بالعاصمة، ومنذ ذلك الوقت وأنا أنتج ألبومات من حين لآخر، لكن لست من الفنانين الذين ينتجون كل سنة ألبوما، حيث يستغرق انتاج ألبوم وآخر وقتا، وهذا ما يجعلني أبدع في الألبومات التي أحضرها والتي تنال إعجاب الجمهور وتكون في المستوى الذي انتظرته.

^ كم هو عمرك الفني؟
^^ عمري الفني 35 سنة، قدمت خلالها 65 أغنية، فألبومي الأول سجلته وعمري 23 سنة والذي حمل اسم "أبابا"، وثاني ألبوم صدر لي في جويلية 1980 والذي حمل عنوان "السجن" وضم 7 أغاني، وبعده ألبوم نزل في 1985 والذي لم يلق رواجا. وفي عام 1990 سجلت ألبوما جديدا لم ينزل السوق بسبب "العشرية السوداء"، وبعدها توقفت لأزيد من 10 سنوات، وبقيت بعدها بدون إنتاج إلى غاية 2005، حيث قمت بإنزال ألبومين جديدين، الأول حمل اسم "امذان" والثاني قمت من خلاله بإعادة أغاني قديمة. وفي سنة 2007، قدمت ألبوما يعالج الحياة البسيطة في منطقة القبائل، كما صدر لي عمل جديد في نهاية ديسمبر 2012.

^ هل هي الظروف أم نقص الإمكانيات؟
^^ لا، بل هو قرار شخصي، فأنا أحب التريث لإصدار ألبومي الجديد، وآخذ الوقت الكافي لتحضيره، وأحرص من خلاله على الإبداع... صراحة أحب الفن، لكنني لم اعتمد عليه في العيش، حيث توجهت للفلاحة وتربية المواشي، وهو مجال اعتبره رائعا ولا مثيل له، فهو يبعث الراحة في النفس.

^هل من جديد لديك؟
^^ طبعا أحضر لإصدار ألبوم جديد، يضم العديد من المفاجآت لمحبي قاسي عبد الرحمان، وهو يحمل لغزا أقول فيه "اسكن بقرية بها أربعة منازل وبكل منزل أربعة جدران، لكن وبعدما بدأت العد وجدت 99 جدارا، وطبعا سيكون في نفس النوع الذي قدمته في أعمالي السابقة.

^ من هو الفنان الذي تأثرت به؟
^^ صراحة أنا أحب العديد من الفنانين القدماء ولحد الآن لا أزال اعتبرهم مدرسة فنية، ففي الصغر كنت أحب كل من الفنان الراحل سليمان عازم، طالب رابح، الشيخ الحسناوي، زرق علاوة، شريف خدام وياسف ابجاوي والفنانة حنيفة التي أحبها كثيرا، فكل ما غنته أعجبني وأحببته، وكذلك الفنانة أنيسة، جميلة وغيرهم.. لكني لم أقلد أي فنان والطريقة التي أغني بها والتي يعرفني بها الجمهور هي طريقتي الخاصة، لأن تقليد الفنانين لا يقود إلى أي اتجاه، فكل واحد يتميز بصوته وطريقة أدائه.

^كيف هو وضع الأغنية القبائلية بين الأمس واليوم في رأيك؟
^^  زمن الفنانين القدماء كان يوجد الفن الأصيل، فبالنظر للوجوه الفنية الكبيرة التي ذكرتها والتي أبدعت في اللحن والكلمة ووقفوا في جوه الصعوبات والعراقيل والمستعمر وغنوا عن الغربة وغيرها، وبعدهم مباشرة دخلت الأغنية  الغربية والشرقية، وفي سنوات السبعينيات ظهرت فئة من الفنانين الشباب الذين أتوا بالجديد والمتمثل في الأغنية العصرية وخلالها ظهر الفنان ايدير بأغنيته، "ابابا اينوفا"، امازيغن ايمولا، جمال علام وغيرهم، ثم تلتها فرق فنية الواحدة تلوى الأخرى، حيث اجتمع مجموعة من الشعراء أمثال موحيا، محند بلحنافي وغيرهم وشكلوا أغاني لايدير، وبذلك استعادت الأغنية القبائلية مكانتها، لكن للأسف اليوم هناك فراغ، لأنه لا يوجد من ننتظره بشغف ليصدر ألبوما، بقي فقط لونيس آيت منقلات، لكننا بحاجة للعديد من الفنانين لأن اللغة القبائلية غنية وثرية ولكل واحد طريقته في إظهارها، فالفنان تلقى على عاتقه مسؤولية كبيرة وثقيلة. كما أن المطربين في السابق كانوا يظهرون مساوئ المخدرات والخمر وغيرها، يعطون صورتها الحقيقية، فهي بمثابة تنبيه وتحذير بناء على ما عاشوه، لكنف الآن العكس تماما، حيث بات بعض المطربين يثنون على مثل هذه الأمور وهذا أمر خطير ولا يخدم الفن القبائلي وليست هذه الطريقة التي تعالج بها المشاكل.

^ ومن يكتب لك ويلحن؟
^^ أنا من يكتب ويلحن الأغاني، فقط اغترفت من التراث القديم لفرقة اظبالن، وأخذت لحن موسيقي لأغنيتين وقمت بوضع كلمات أخرى من إنتاجي ضمن ألبوم صدر سنة 1980.

^ما هي الأغنية التي تركت بصمة في مشوارك الفني؟
^^ أغنية "تامورثيو" التي أديتها عن قريتي، والتي أحبها الجميع وأحببتها بعمق بفضلهم وقد قمت بتأديتها نهاية السبعينات، كما أنني قمت بأداء أغنية تحمل عنوان "اسمي ادراغ" من كلماتي وألحاني، كتبتها وعمري وقتذاك 15 سنة أمام عميد الأغنية الشعبية الحاج محمد العنقى، سألني لمن هي، فأجبته  إنها لي، حينها، أمسك بيدي بطريقة مشجعة، شعرت يومها بسعادة لا توصف.

^ أين تجد راحتك في الغناء داخل أو خارج الوطن؟
^^ صراحة الجمهور يوجد أينما ذهبت، هناك من الكبار والشباب من يحب ما أقدمه، فعدد كبير من الأغاني التي أصدرتها يعرفها ويحفظها الكثير عن ظهر قلب، وهذا أمر مفرح جدا.

^ لديك مشاركة في الأعمال السينمائية، هل تفكر في كتابة السيناريوهات؟
^^ بالفعل، شاركت في فليم "قاري اذيمانيو"، أي "بيني وبين نفسي" في الدور الرئيسي. ويتطرق الى الجوانب الايجابية والسلبية في شخصية الانسان والتي عكستها شخصية "قاسي" التي تقمصتها، وعملت على كتابة سيناريو فيلم الزواج والطلاق وآخر حول العجزة.

^ ماهي نصيحتك للمغنين الشباب؟
^^ أقول لهم لماذا لا تجتمعون وتعملون معا لتطوير هذا الفن؟ لأن الفنان البعيد عن الوحدة والعمل الجماعي، يصعب عليه بلوغ الهدف، فلكل واحد لون إبداعي يقدمه، وأنا أحب كل الشباب وأشجعهم على العمل.

^ كلمة أخيرة؟
^^ أنا أحب المشاركة في الحفلات التضامنية والغناء من أجل صنع البسمة على وجوه المرضى، كما أنها فرصة للقاء الفنانين.. وبالمناسبة أبلغ تحياتي للجمهور عبر جريدتكم وشكرا لكم.