من أجل غزة
فنانون يعرضون إبداعاتهم بـ"الجاحظية"
- 693
فنانون رسامون شباب وثلة من المخضرمين، أبوا إلا أن يعبروا عن تضامنهم مع ما يحدث في غزة من جرائم وإبادة، فعرضوا طيلة ثلاثة أيام، بعض من أعمالهم برواق "محمد خدة" لجمعية "الجاحظية"، ضمن الفعالية التي نظمت في هذا الفضاء، وتنوعت بين عرض اللوحات والحلي وتقديم وصلات موسيقية من "كورال إيكوزيوم".
بالمناسبة، قال رئيس جمعية "الجاحظية"، عبد الحميد صحراوي، لـ"المساء"، إن هذا المعرض شارك فيه إجمالا فنانون جامعيون من الشباب، رغبوا بشدة، في التنديد بالجرائم المرتكبة على غزة، مضيفا أنه شارك أيضا في هذه الفعالية بلوحات رسمها منذ مدة طويلة، إلا أنها ما تزال راهنة، لأنه تناول فيها عدة مواضيع، من بينها الهجرة القسرية للإنسان، من خلال رسمه لحركات أناس أُجبروا على مغادرة مساكنهم إلى وجهات قد تكون حتى غير معلومة.
ورسم صحراوي أيضا، لوحة عن حمامة، قال إنها ترمز للحرية التي يرجوها بشدة للشعب الفلسطيني، وثلاث لوحات أخرى عن السجن، رسمها باللونين الأبيض والأسود، ترمز إلى السجن الكبير الذي يعيشه سكان غزة. علاوة على لوحة رسمها في 15 دقيقة. وأكد الفنان أن هذا المعرض شكل فرصة للشباب لعرض أعمالهم، خاصة وأن "الجاحظية" تمثل جرعة أكسجين لهم، وفضاء لإبراز مواهبهم، ليشكلوا بذلك قيمة مضافة للفن التشكيلي الجزائري.
من جهته، شارك الفنان المخضرم شعابني في المعرض بأكثر من لوحة، وفي هذا قال لـ«المساء"، إنه يقترح أربع لوحات، الأولى رسم فيها صورة طفل إفريقي، وعنونها بـ«أمل"، رسمها عن النازحين من الدول المجاورة الذين وجدوا في الجزائر ضالتهم، أما لوحة "حصار" فقد رسمها عن الحصار الذي طال الرئيس ياسر عرفات، حيث رسم فيها وجه الرئيس وفي أعلاه رؤوس الشياطين المتمثلة في رئيسي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا آنذاك، وناتنياهو.
وعرض شعابني أيضا، لوحة عن طفل جالس والحيرة تأكل محياه، رمز الطفل الفلسطيني ضحية هذه الحرب الشعواء، بينما رسم في لوحة أخرى، امرأة تضع الحلي التقليدي، قال إنها تدل على ثراء التراث الجزائري العريق.
بالمقابل، تحدث الفنان وأحد منظمي المعرض، رضا مهشم، لـ«المساء"، عن مشاركة الفنانين الشباب في هذه الفعالية، والبداية بالفنانة "كاش حاجة"، التي شاركت بأكثر من لوحة، مثل لوحة "روح ممزقة"، رسمت فيها رجلا يستند على امرأة، لكن يدي الشيطان تمزق روحهما، في حين رسمت وبشكل غريب، إنسانا لا ندري حتى جنسه، يصرخ ويحاول غلق صندوق أحمر، يطل منه رأس إنسان آخر في لوحة "سر أحمر"، بينما رسمت في لوحة أخرى، طفلا يبكي، رأسه يقابل اللوحة وجسده عكس ذلك.
أما الفنان رفيق حدوشي، فعرض لوحة مؤثرة فعلا، وكأنه أنجزها بقطع من روحه، استعمل فيها الزجاج المحطم وسيفا مملوء بالدم، واستعمل فيها اللونين الأحمر والأبيض. هناك أيضا الفنان "موهيك" الذي شارك بلوحتين، الأولى جزأها إلى رسومات مختلفة، وكأنها لعبة "بازل" غير مصنفة بالشكل الصحيح، والثانية عبارة عن لوحتين ملتصقتين، رسم فيهما حركة تمتد في أطراف اللوحة، وحتى في قلبها، لتشكل وجها "هل يبتسم لنا؟".
الفنان "لامان دو بوبل" (يد الشعب) بدوره شارك في المعرض بلوحتين، رسم في الأولى حبلا ملتو في آخره يد، لا نعلم هل تحاول أن تقص الحبل، وتنقذ ما يمكن إنقاذه، أم تمسك به لكي تنهي الحياة؟. كما رسم في اللوحة الثانية، ذراعا تحمل هيكل عصفور.
شارك أيضا في هذه الفعالية الفنية، فنانون آخرون، مثل "تخربيشة" بلوحة عن زوج عاصمي يرتدي الزي التقليدي، و«لورد" الذي عرض لوحتين، لون الأولى باللون الأزرق المخضر، وزودها بفن الكاليغراف، أما الثانية فلم يشأ أن يلونها. وعبد العزيز الذي عرض في لوحتين له، تمثالين لرأسي امرأتين، وفي لوحة ثالثة رسم رجلا يجلس على الأرض ورأسه عبارة عن نبتة. وكذا الفنانة فتيحة لعجاج التي رسمت لوحة عن الحصار، من خلال امرأة مسجونة تبكي. علما أن هذا المعرض شاركت فيه أيضا المصممة منال بوفناز والمتخصصة في الحلي منيرة كحول.