الكاتب الواعد زكريا خواطبة لـ"المساء":
فوزي بجائزة المثقف سيخدم قضيتي المتعلقة بمرض السرطان
- 688
قال الكاتب الشاب زكريا خواطبة لـ"المساء”، إن ظفره بالمرتبة الأولى في الطبعة الأولى لمسابقة المثقف لأحسن عمل أدبي، عن روايته (عام على وفاتي)، سيمنحه ثقة أكبر لمواصلة مساره الأدبي، مضيفا أنه تناول في روايته هذه، وفي روايته الثانية التي سترى النور لا حقا، مرض السرطان وتداعياته الرهيبة.
ذكر الكاتب الشاب زكريا خواطبة في حديثه لـ"المساء”، أن عن روايته الأولى (عام على وفاتي)، هي سيرة ذاتية، تحمل عنوانا ثانويا يصرخ قائلا: ”أمي! في جسمي ورم سرطاني”. مضيفا أنها تقع في 130 صفحة، وسلط الضوء فيها على صراع مرير بين بطل الرواية، لاكوزا ومرض السرطان، وهنا باح الكاتب بتفاصيل وحيثيات لم يُجهَر بها من قبل لا في دردشات المقاهي ولا أرصفة الأحياء الشعبية، أو حتى في مناجاة الصداقات الحميمية... عبر أربع مراحل هي: مرحلة ما قبل المرض والحياة الشبانية. مرحلة صدمة اكتشاف المرض وكتم السر. مرحلة تقبل المرض والبوح به. ومرحلة استئصال الورم والعلاج الكيميائي.
كما كشف زكريا عن وجود حس الكوميديا والسخرية عن أحداث الرواية الدرامية والتراكبات التراجيدية، مما جعل قراء الرواية يصفون الأمر بـ«خليط من المشاعر”، كما أعتبروا أن الكاتب وُفق في نقل كل ما يشعر به مريض السرطان أثناء معاناته في المجتمع، وحتى في سرائره وأكنانه، كما أشار إلى بعض البشر الذين تصدر عنها توجهات وتصرفات غريبة لا تخدم المريض البتة، بل تذكي من كربة المريض وتكسبه طاقة سلبية إضافية. وتابع أن الرواية موجهة للمريض وغير المريض، لأن الإنسان يكون على شاكلتين: إما مريضُ سرطان، أو قريبُ مريض بالسرطان (صديقا كان أو من الأهل)، وفي هذا كتب في روايته؛ ”إن كنتَ مريضا بالسرطان، احزن وامسح دموعك بالذكر وأرجع إلى الله، أما إذا لم تكن مريضا بالسرطان، فينطبق عليك نفس الكلام، ففي كلتا الحالتين أنت في الدنيا”.
تطرق زكريا حسبما صرحه لـ"المساء”، أيضا إلى الأفكار والمعتقدات الشائعة التي لا تمت للحقيقة بصلة، بل توارثتها العقول والألسنة فقط، وكادت أن تكون مسلمة في يقين الإنسان، بيْدَ أنها خاطئة وكاذبة كالناصية، منها: اعتقاد الناس أن درجة خطورة الإصابة بالمرض مرتبطة بتساقط شعر المريض من عدمه.
في المقابل، اعتبر زكريا أن الرواية عبارة عن عصارة كفاح، استوجبت تقديم رسالة، مفادها ضرورة الصبر والمقاومة لكل ما قد يصادفه الإنسان في حياته، فالأيام عبارة عن بيضة ”كيندر سوربرايز” تحمل المفاجآت، ولكل منا بيضته الخاصة، مؤكدا أن أحداث الرواية مستوحاة من الواقع وبالضبط من حياته الشخصية.
عودة إلى جو المسابقات، وفوز الكاتب الشاب بجائزة المثقف، وفي هذا قال بأن الجائزة من تنظيم دار المثقف للنشر والتوزيع، التي تعد من بين دور النشر الرائدة في المجال، وقد خصصت الجائزة المتمثلة في درع أحسن عمل أدبي ومبلغ 10 ملايين سنتيم، لعدد من الأعمال تتنافس على لقب أحسن عمل بالدار، حيث تنافس على هذا الأخير 90 مؤلفا أدبيا، وقد أعلنت القائمة القصيرة فيما بعد عن تأهل 12 عنوانا لنيل اللقب، ثم فيما بعد صدر قرار لجنة التحكيم وإعلانها عن فوز رواية (عام على وفاتي) بالجائزة.
أضاف أنه لم يكن يتوقع أن يفوز بالمرتبة الأولى لجائزة المثقف، إلا أنه كان يحمل رغبة شديدة في نيل اللقب، حتى تتغذى روحه بثقة أكبر لمواصلة المسار الأدبي، مشيرا إلى أنه شعر بالاستغراب في بادئ الأمر، ومن ثمة بفرحة كبيرة، مثل الفرحة التي تصاحب اللاعب حينما يسجل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من مباراة حاسمة. أما عن الشعور بالاستغراب، فكان نتيجة أنه كان يعتقد بأن نتائج المسابقة ستكون بعد عشرة أيام من اليوم الذي اكتشف فيه فوزه.
وقرر زكرياء تأجيل الإعلان عن عمله الثاني للعام المقبل في ظل الظروف الصحية الراهنة، وتناول في عمله هذا أيضا مرض السرطان الذي اعتبره رسالة يخدم بها المرضى من المصابين بهذه العلة في رواياته.
للإشارة، أعلنت ”دار المثقف” على لسان مديرة نشرها سميرة منصوري، عن الطبعة الثانية للمسابقة، بعد فوز الروائي خواطبة زكرياء في الطبعة الأولى لمسابقة المثقف لأحسن عمل أدبي، حيث سيتم اختيار أحسن عمل منشور بـ«دار المثقف” في الفترة الممتدة من 15 سبتمبر إلى غاية 15 نوفمبر، للفوز بجائزة أحسن عمل أدبي (مجموعة قصصية، رواية، ديوان شعري، نصوص مسرحية، نصوص مفتوحة..)، وتقدر قيمة الجائزة بمبلغ 100000.00 دج (10 ملايين سنتيم ).