فيلم عن حياة إدوارد سعيد

فيلم عن حياة إدوارد سعيد
  • 967

كنت ولداً شقياً، وكنت أعذب المعلمين والمعلمات في المدرسة، ولهذا طُردت من المدرسة، وهذا سبب مجيئي إلى الولايات المتحدة عام 1951”، هكذا افتتح الفيلم الوثائقي الجديد الذي أطلقته مؤسسة ثمانية للنشر على صفحتها على يوتيوب. ويتناول حياة إدوارد سعيد الابن والزوج، وكذلك الفنان والأديب، وروتين يومه بعيون أسرته.

تقول مريم سعيد زوجة إدوارد التي تحدثت في الفيلم، إنه اهتم بدراسته بعد أن ذهب إلى أمريكا وعدل عن دراسة الطب للتوجه نحو الأدب. وتضيف ابنته نجلاء أنه كان منعزلا عن الشرق الأوسط حتى أواخر الستينيات. وتوفي المفكر والناقد الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد قبل 16 عاما تقريبا، تاركا وراءه إرثا مثيرا للجدل والاهتمام في آن واحد.

ويقدم الوثائقي الجديد بعنوان من الاستشراق وحتى المقابلة الأخيرة، منظورا جديدا لرحلة سعيد الحافلة من منظور عائلته، مسلطا الضوء على جوانب شخصية سعيد الأب والمثقف المحب للموسيقى، وبالطبع المثقف مؤلف الاستشراق و«الثقافة والإمبريالية، والناشط المعارض لاتفاقات أوسلو التي وصفها بالصفقة الخاسرة.

ويحكي صوت سعيد في الفيلم عن فلسطين والقدس والناصرة التي لم يعد يذكر منها الكثير، لكنه قليل يخصه بعمق من الذكريات المحسوسة التي لا يمكن نسيانها، مضيفا: فلسطين هي المنفى، المغصوبة، الذكريات غير الدقيقة لمكان ما تستحيل إلى ذكريات ضبابية لمكان آخر.

كما تحكي ابنته نجلاء عن رحلة العائلة إلى فلسطين عام 1992، التي كانت أول رحلة لسعيد إلى بلاده التي وُلد فيها. وتصف زوجته مريم زيارته المؤثرة لبيته القديم بالصدمة. وتذكر أنه رفض دخوله. وتعتبر مريم أن هذه الزيارة فتحت عليه فلسطين، بينما تقول ابنته إن أباها وجد الكثير من الارتباط العاطفي في الزيارة رغم أنه لم يكن معروفاً في بلده الأول مثلما كان معروفاً في أمريكا.

وتضيف زوجته أن مؤلف الاستشراق لم يكن يتوقع أن يثير كتابه هذه الضجة الكبيرة، إذ وصف سعيد الاستشراق بأنه مصطلح غير دقيق، واعتبره تحيزا مستمرا وماكرا من دول مركز أوروبا تجاه الشعوب العربية الإسلامية. واعتبر سعيد أن الصور الرومانسية الكلاسيكية الشائعة في الكتابات الأوروبية تجاه آسيا والشرق الأوسط ليست إلا تسويغا للطموحات الاستعمارية الإمبريالية للدول الأوروبية، ولاحقا الولايات المتحدة.

كما انتقد سعيد النخب العربية التي حاولت استيعاب واستبطان وتمثل الأفكار الاستشراقية، الذي اعتبره تقليدا أكاديميا يقوم على التمييز المعرفي والوجودي بين الشرق والغرب، لتتطور هذه النظرة أواخر القرن الثامن عشر، فتغدو أسلوبا سلطويا في التعامل مع الشرق من أجل الهيمنة عليه.