الموقع الأثري “مرسى الدجاج” ببومرداس

قرب استكمال أشغال إنجاز المخطط التقني للحماية

قرب استكمال أشغال إنجاز المخطط التقني للحماية
  • 732

سيتم قريبا، استكمال أشغال إنجاز المخطط التقني لحماية واستصلاح الموقع الأثري مرسى الدجاج، المكتشف في السنوات الأخيرة بزموري البحري، شرق بومرداس، حسب ما أعلن عنه مدير الثقافة بالولاية، مؤخرا.

قال السيد عبد العالي قوديد في تصريح لـ”وأج، إن أشغال إنجاز هذا المخطط الخاص بالموقع الأثري مرسى الدجاج، الذي اكتشف سنة 2006، إثر عمليات التحري التي أجرتها مديرية الثقافة، جارية على قدم وساق، وسوف تستكمل وتسلم بين نهاية 2020 وبداية 2021، كأقصى تقديريجري إنجاز هذا المخطط، الذي يعد بمثابة أداة تعميرية تضم توجيهات تنظيمية لحماية هذا الموقع واستغلاله كفضاء سياحي، من طرف مكتب دراسات متخصص، تم اختياره من طرف اللجنة الولائية لحماية الممتلكات الثقافية، إثر تسجيل وتصنيف هذا المعلم الهام سنة 2016، كمعلم أثري وطني، استنادا إلى النتائج الإيجابية لعمليات الحفر والتنقيب التي قام بها على مستواه، خبراء المعهد الوطني للأثآر. يتضمن هذا المخطط ثلاث مراحل أساسية؛ تتمثل الأولى في التشخيص والإجراءات الاستعجالية للموقع، والمرحلة الثانية في الرفع الطوبوغرافي والأركيولوجي، وإعداد الصيغة التمهيدية لمشروع المخطط، والمرحلة الثالثة التي لا زالت قيد الإنجاز، تتمثل في إعداد الصيغة النهائية للمخطط، التي من خلالها تحدد التوجيهات الأساسية لحماية وكيفية استغلال الموقع ككل.

سيتم تقديم هذا المخطط، بعد الانتهاء من إعداده أمام اللجنة الولائية لحماية الممتلكات الثقافية، ثم المجلس الشعبي الولائي، من أجل الدراسة والمصادقة عليه، وبعدها يقدم للوزارة الوصية من أجل الدراسة والمصادقة النهائية قبل دخوله حيز التنفيذ، بعد نشره في الجريدة الرسمية. كان هذا الموقع الذي يحتوي على طبقات جوفية أثرية لمختلف الحقب الحضارية والتاريخية للمنطقة، بداية من عصور ما قبل التاريخ، إلى العصور الإسلامية، قد استفاد في 2017 من أشغال ريادة واستكشاف أثري، شارك فيها 35 طالبا من معهد الآثار بجامعة الجزائر “2”، تحت إشراف أساتذة وباحثين أخصائيين. تعد أشغال الريادة والاستكشاف الأثري الثانية من نوعها، حيث أن هذا الموقع استفاد كذلك من حفريات سبر الأغوار (Sondage Archéologique)، في شهر مارس 2007، حققت نتائج علمية هامة، أكدت ما يكتنزه من أثار باطنية، شجعت على تصنيف الموقع بتاريخ 28 أبريل 2016اكتشف هذا الموقع الأثري جراء عمليات التحري والمعاينة، التي كانت تجريها مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة، بالتنسيق مع الجمعية الثقافية السواقي المختصة في المجال، حيث تم من خلالها، التأكد من أهمية الموقع من وجهة التاريخ وعلم الآثار وثرائه الأركيولوجي.

على إثر ذلك، أثبتت التحريات الميدانية والمصادر والمراجع التاريخية، أن هذا الموقع الأثري يتضمن موقع المدينة التاريخية مرسى الدجاج، التي اشتهرت في الفترة الإسلامية، وعرفت قديما باسم روسوبيكاري، وهي من أشهر مدن موريتانيا القيصرية، حيث بنيت وشيدت على أنقاض مرفأ روسوبيكاري الذي شيده القرطاجيون خلال القرن السادس قبل الميلاد. حسب المؤرخين، فقد تعرضت مدينة مرسى الدجاج سنة 1225 بعد الميلاد، لهجوم عسكري بقيادة يحيى بن أبي غانية الميورقي، الذي ثار على الموحدين، فهدم مدن وحصون هذه الدولة الموحدية، ولم يتم تعميرها بعد هذا الخراب، مما أدى إلى تحولها إلى أطلال غطتها الرمال لقرون من الزمن، ولم يعد اكتشاف مكانها إلا خلال سنة 2006.