حزّ في نفسي وأنا استمع لجديد الساحة الفنية وهي أغنية لمطربة نكرة، حاولت أن تجد لنفسها مكانا بأسلوب أقل ما يمكن وصفه بالهابط، فبعد إطلاقها لجملة من الكلمات الخادشة للحياء في أغنية وأخرى تدعو فيها إلى ضربها بدون رحمة من طرف عشيقها، قائلة بصريح العبارة "خلوه يسوطني" "خلوه يكويني" ...

كلمات محرضة على العنف الجسدي، بل وتحمل معنى المازوشية ومختلف الأمراض النفسية التي تود نقلها لأجيال بأسلوب هابط تساءلت بيني وبين نفسي هل تعاني هذه المغنية من مشكل ”صفر ثقافة” فخرجت لتخاطب الناس بجسد بلا روح؟ 

وفي الوقت الذي هبت فيه الدولة الجزائرية بكامل قطاعاتها لحماية المرأة من العنف بمختلف أنواعه وحصنتها بقوانين، نسمع أصواتا نشازا تطالب بالعبودية للمخلوق والخضوع له والسيطرة لإرادته ونزواته وعنفه وضربه المبرح وو... 

والعجيب في الأمر أن هذه الأغنية قد سجلت بالأستوديو- لتحقيق الكسب السريع والذي تشاركت فيه مع الذين يضربون عرض الحائط بالقيم والمبادئ والأخلاق، فإلى متى سنظل نعاني من النزوات العابرة لمثل هؤلاء ممن يسعون لإفساد الذوق وتحطيم الجميل وتسويق الوقاحة وقلة الأخلاق٫.