أصوات جزائرية وقطرية تفتح مسارات لغزة
قوافي الحماسة والغزل والفخر
- 140
احتضنت القاعة الكبرى بمعرض "سيلا"، أوّل أمس، أمسية شعرية جزائرية قطرية صدحت فيها أصوات القصائد معبّرة عن قوافي الحنين والبوح والأوطان مع وقفة تضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصنع وحده الكلمة والفعل ويضع موازين الحق بادية تشاهدها عيون العالم.
جرت الفعالية في إطار مشاركة قطر كضيف شرف الدورة السابعة والعشرين لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، أشرف عليها الشاعر إبراهيم صديقي وسادت فيها أجواء من الحميمية والتواصل بين الشعراء والجمهور. وافتتح القراءات الشاعر عبد الرحمن الدليمي وهو من كبار شعراء قطر، وله العديد من الإسهامات الثقافية والفكرية، مستهلا بقصيدة مهداة للجزائر قال فيها:
"جزائر ما بيني وبينك عامر
ماذا قد يقول فيك المسافر
وفي أيّ شيء قد تبوح المشاعر
كيف تراك المشاعر حين التقينا
وأنت بعيني فضة وجواهر".
قرأت الشاعرة الجزائرية آمنة حزمون بعده مباشرة مقاطع من قصيدة "فنوس" (حائزة على جوائز أدبية أهمها جائزة البردة العالمية للشعر الفصيح، وجائزة الشارقة للإبداع العربي فرع المسرح وجائزة علي معاشي لرئيس الجمهورية فرع الشعر وأيضا جائزة سعاد الصباح للرواية بالكويت.)، ومن بين ما اختارت:
"إلى امرأة تربي الوقت
إلى أن يجيء الفجر من حزن الليالي"
أما الشاعر القطري علي أحمد الكواري، فنشد في الشعر النبطي ليتغنى بالجزائر وما فيها من آيات ربانية تمثّلت في الطبيعة وفي الناس، وقال إنّه لم يتردّد لحظة حينما طلبت منه وزارة الثقافة ببلده أن يحضر إلى الجزائر هذا البلد الذي تعلق به منذ الطفولة وأحب نضال شعبه الأبي، متوقفا أيضا عند الشعر النبطي الذي قال إنّه متوارث عن الأجداد وحاول أن يقرّبه أكثر للجمهور الجزائري في صالون الكتاب سيلا 2024، مؤكّدا أنّ هذا الشعر الأصيل هو من قيم المجتمع لينشد "من قطر جيت الجزاير". وأسهب في وصف الجزائر وأهلها قائلا عنهم "لا هم أفراد ولا عشائر بل في وقفة واحدة".
كما كان شاعر الزيبان الأزهر عجيري "الفيروزي" نجم الأمسية بقصائده المدوية حينا والناعمة في أخرى، متمكّنا فيها من اللغة والصور الشعرية ومن الفصحى والدارجة. قرأ بداية:
"عيد انتصارك يا جزائر
فاغتنمي مجدا تحقق بالجهاد والدم"
ثم قال للجمهور "سأنقلكم لأرض المعركة" حين قرأ "الياسين 105" إهداء لغزة:
"لغم مقذوفك لا تحذر
فجر صاروخك في المعبر
واسحق أعداءك
فأنت الأيوبي يا عنتر".
قرأ الفيروزي بعدها في الغزل وبدا أهدأ وأنعم بلغة ساحرة وبليغة، كما قرأت آمنة الكثير عن المرأة وعن همومها وأحاسيسها قائلة إنّ تحت قدميها الثلج والجمر، لتتوالى القراءات مع الشاعر الموريتاني رئيس الاتحاد العالمي للأدب الحساني الشاعر الموريتاني الدوه ولد بنيوك وقرأ:
"إني يشنقسط يا تاريخ
أروي زور الأساطير
وصدق الأقاويل
فهل من عليم يسحر التعاويل".
كما تغنى بالجزائر في قصيدة "أعود من بلادي لبلادي"