محافظة تظاهرة "قسنطينة" تؤكّد الجاهزية

كل عناصر النجاح متوفّرة

كل عناصر النجاح متوفّرة �
  • 809
ز. الزبير � ز. الزبير

أكّد السيد محمد العلمي، ممثل محافظة تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، ومستشار بالمحافظة نهار أمس، أنّ الولاية في أتمّ الجاهزية لاستقبال ضيوفها، مضيفا أنّ خير دليل على ذلك هو ما تمّ الوقوف عليه من تحوّلات وتغيّرات، ولم يخف وجود بعض التأخرات التي لن يتم تداركها في فترة وجيزة من الزمن، لكن ذلك لن يمنع -حسب رأيه- من وجود عمل جبّار من العامل البسيط إلى المسؤول الأول عن الولاية.

ووصف محمد العلمي، الذي نزل ضيفا على "منتدى الإذاعة" رفقة عدد من أعضاء المحافظة، هذه المحطة بالهامة في تاريخ المدينة، معتبرا أنّها فرصة لتتصالح المدينة مع نفسها، لأنّ قسنطينة -في نظره- عانت كثيرا الصراع مع نفسها، وتشتّت وخلاف مع قاطنيها، مضيفا أنّ كلّ العناصر توفّرت الآن في ظلّ توفّر الإرادة السياسية والإدارية، من أجل رأب الصدع لأنّ البرامج المعدّة ستزيل الشوائب التي أصابت مختلف أركان المدينة.

وقال السيد محمد العلمي، أنّ برنامج الافتتاح سيكون ثريا، حيث سينطلق زوال يوم الأربعاء 15 أفريل الجاري، في شكل استعراض ينطلق في الساعة الرابعة من حي "باب القنطرة"، عبر شارع "العربي بن مهيدي" (طريق جديدة) إلى وسط المدينة، ثم التوقّف عند المنصة الشرفية التي ستكون أمام قصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة"، ثم الانطلاق مجددا نحو شارع "عبان رمضان" إلى شارع "خميستي"، حيث سيكون نهاية العرض مع غروب الشمس لإطلاق الإضاءة الرمزية لعشر معالم بمدينة قسنطينة مرفوقة بالألعاب النارية من فوق جسر "صالح باي".

وسيكون الافتتاح الرسمي يوم 16 أفريل، الذي يتزامن مع يوم العلم بحضور السلطات الرسمية وتقديم العرض الكبير للألعاب النارية في محيط قاعة "الزنيت" بحي "زواغي" التي ستعرف في نفس الليلة عرض "ملحمة قسنطينة" على مدى ساعتين، وحسب السيد العلمي، فإنّ هذه الملحمة ستكون مميّزة كونها اعتمدت على العرض العصري لكرونولوجيا تاريخ قسنطينة، من عصر إنسان الكهف، عبر الحضارات البونيقية، النوميدية، الإغريقية، والدولة في عهد ماسينيسا إلى يوغرطة فسفاقص إلى الرومان والبيزنطيين، الوندال ثم الإسلام وتفاصيل دخوله إلى قسنطينة، مضيفا أنّ نص الملحمة كتب بأقلام أبناء قسنطينة على غرار عبد الله حمادي، ناصر لوحيشي، نور الدين درويش ومنير طيار.

كما سيعرف العرض ـ حسب ضيف الإذاعة ـ مشاركة 22 دولة عربية، ويكون لكلّ دولة عربتها الخاصة التي تعرض فيها عناصرها الثقافية المستوحاة من تراثها التقليدي ومن بيئتها الأصلية، على أن تكون عربة قسنطينة في المقدّمة تليها عربة الثقافة الجزائرية، وسيعرف العرض أيضا مشاركة فرق فلكلورية وفنية، إضافة إلى فرقة من الحرس الجمهوري ستؤدي استعراضا فنيا، وسيكون افتتاحا مميزا لم تشهده قسنطينة منذ زمن طويل، كما سيكون هذا الحدث ـ حسب السيد العلمي ـ فرصة ومحطة في تاريخ الأمة، لتذكير الدول العربية أنّهم أمة واحدة وثقافة واحدة وما يجمعهم أكثر مما يفرّقهم، فهي فرصة لمراجعة النفس ولم لا العودة إلى توحيد الصفوف من جديد.

من جهته، أكّد الباحث في التاريخ وعضو قسم الندوات والمؤتمرات بالمحافظة عبد المجيد مرداسي، أنّ هناك قفزة نوعية في إطار مشروع قسنطينة عاصمة الثقافة العربية من ناحية الحصول على المرافق الثقافية التي كانت تفتقر إليها عاصمة الشرق منذ الاستقلال، مضيفا أنّه لا يهمّ التأخّر في استقبال المرافق بل الأهمية تكمن في كيفية توظيف هذه المرافق مستقبلا، واستغلالها في تبادل الآراء والترقية الحضارية، كما أثنى المتحدّث على مشروع المسرح الجديد بمدينة الخروب وهو المشروع الذي سيخفّف الضغط عن مسرح قسنطينة الجهوي، مضيفا أنّ أوّل ملتقى سيكون يوم 20 أفريل الجاري، حول "النخب الجزائرية وحركة الإصلاح". 

أمّا السيد محمد زتيلي، نائب رئيس دائرة المسرح بالمحافظة ومدير المسرح الجهوي بقسنطينة، فكشف أنّ المسرح الجهوي الذي عرف تجديدا كليا، سيعرف عرض حوالي 50 عرضا جديدا بين مسرح للكبار في 40 عرضا، وعروض للأطفال في 10 عروض، مضيفا أنّ المسرح عرف خلال السنوات الأخيرة ضغطا كبيرا شأنه شأن دار الثقافة "محمد العديد آل خليفة"، التي أغلقت أبوابها بسبب مشاكل تقنية، وأكّد أنّ هذه المناسبة جاءت لتكون فرصة من ذهب لتحصل قسنطينة على مرافق جديدة وكبيرة، الجديدة منها والتي رمّمت، مؤكّدا أنّه يجب ضمان حياة ثقافية بعد 2015، وكشف أنّ أوّل عرض في التظاهرة سيكون بمسرحية "صالح باي" يوم 23 أفريل، مضيفا أنّ هناك قرابة 180 عرضا مسرحيا خلال هذه التظاهرة، وكذا برنامج توأمة مع مسارح عربية وورشات مشتركة مع عدد من الدول العربية، كما سيكون ـ حسب مدير مسرح قسنطينة ـ معرض لتاريخ الفن الرابع بقسنطينة ببهو المسرح الجهوي، وهو المعرض الذي سيساهم في إزالة الغبار عن الوجوه الفنية والجمعيات الناشطة في هذا المجال.

من جهتها، اعتبرت السيد حليمة علي خوجة، رئيسة قسم التراث غير المادي والفنون الحيّة بالتظاهرة، أنّ قسنطينة أصبحت عروس المدائن بفضل هذه المنشآت الثقافية الجديدة، لتكون مدينة تتجاوب مع الصورة الأبدية التاريخية الحاضرة والمستقبلية التي رسمتها منذ قرون، مضيفة أنّ المجتمع المدني خاصة من الشباب والنخبة المثقفة ومحبّي الفن، عليهم احتضان هذه المرافق وإخراجها من الجانب الإداري إلى الجانب الفني والثقافي، مضيفة أنّ العرض الأوّل سيكون حول الموسيقى العربية الأصيلة ابتداء من الحجازي وصولا إلى المالوف، وتمّ برمجته ابتداء من 20 ماي إلى 20 أكتوبر من هذه السنة، بقصر الثقافة "مالك حداد"، سيكون مرفقا بمحاضرات وموائد مستديرية، أمّا المعرض الثاني فسيكون للسماع الروحي، حيث سينطلق يوم 12 جوان ويختتم في شهر سبتمبر، والمعرض الثالث سيهتم بالتقاليد الثقافية التي حافظت عليها العائلات القسنطينية داخل المدينة القديمة.