هوليوود تتحدّى إسرائيل

كوفيّة ورسائل سياسية في حفل توزيع جوائز إيمي

كوفيّة ورسائل سياسية  في حفل توزيع جوائز إيمي
الممثل الإسباني خافيير بارديم على السجادة الحمراء مرتدياً الكوفية الفلسطينية
  • 143
م. ص م. ص

حجزت الحرب في غزة مكاناً بارزاً في الدورة 77 من حفل توزيع جوائز إيمي لعام 2025، الذي أُقيم في لوس أنجلس، الأحد الفارط. ومن أبرز لحظات الحفل كلمة الممثلة الأمريكية هانا أينبايندر، التي دعت إلى "لفت الانتباه إلى حرب إسرائيل في غزة". وقالت عند تسلّمها الجائزة: "الحريّة لفلسطين".

كما ظهر الممثل الإسباني خافيير بارديم على السجادة الحمراء مرتدياً الكوفية الفلسطينية، ومعبّراً عن دعمه لمجموعة "عمّال السينما من أجل فلسطين". وكانت هذه المجموعة التي تضم مخرجين وممثلين في هوليوود، أعلنت، الأسبوع الماضي، عن مقاطعة مؤسّسات إسرائيلية أو شركات إنتاج سينمائي "متورّطة في الإبادة الجماعية، ونظام الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني"، وفق ما ورد في بيانها.

هانا أينبايندر قالت: "ديانتنا وثقافتنا مؤسّسة مهمة وعريقة جداً.. وهي منفصلة تماماً عن هذا النوع من الدولة القومية الإثنية". وأضافت التي فازت بجائزة أفضل ممثلة مساعدة في مسلسل كوميدي عن دورها في الكوميديا السوداء "هاكس" على منصة "إتش بي أو ماكس"، إنّ "القضية قريبة إلى قلبها لأسباب عديدة"، مؤكّدة في كواليس الحفل، "أشعر أنّ من واجبي كيهودية، أن أُميّز بين اليهود وبين دولة إسرائيل؛ لأنّ ديانتنا وثقافتنا مؤسّسة مهمة، وعريقة جداً.. وهي منفصلة تماماً عن هذا النوع من الدولة القومية الإثنية".

وكانت أينبايندر شاركت أيضاً، في وقت سابق من هذا الشهر، في التوقيع على تعهّد "عمّال السينما من أجل فلسطين" بعدم العمل مع شركات إسرائيلية متورّطة في الحرب، فيما قال: "نطالب بفرض حصار تجاري ودبلوماسي، وكذلك عقوبات على إسرائيل لوقف الإبادة. الحرّية لفلسطين". وفي حديثه مع مجلة "فاريتي" الأمريكية على السجادة الحمراء، تطرّق بارديم إلى الحرب المستمرة في غزة، وموقفه منها. وقد حضر الممثل الإسباني الحفل مرشّحاً عن تجسيده شخصية خوسيه مينينديز في مسلسل الجريمة على نتفليكس "مانسترز: ذا لايل أند إيريك ميننديز ستوري" (وحوش: قصة لايل وإريك مينينديز)، إذ نافس في فئة أفضل ممثل مساعد في مسلسل قصير، أو أنثولوجي، أو فيلم تلفزيوني.

وقال بارديم خلال المقابلة: "أنا اليوم أندّد بالإبادة الجماعية في غزة. إنّني أتحدّث عن الرابطة الدولية لدارسي الإبادة الجماعية. وهي جهة تدرس بشكل معمّق الإبادات الجماعية. وقد أعلنت أنّ ما يجري هو إبادة جماعية؛ لهذا السبب نطالب بفرض حصار تجاري ودبلوماسي، وكذلك عقوبات على إسرائيل لوقف الإبادة. الحرّية لفلسطين".

وفي الأسبوع الذي سبق حفل الإيمي، وقّع 3900 من العاملين في قطاع السينما والتلفزيون، على تعهّد مفتوح نظّمته مجموعة "عمّال السينما من أجل فلسطين". وأعلن الموقّعون أنهم لن يعملوا مع مؤسّسات إسرائيلية أو شركات إنتاج سينمائي "متورّطة في الإبادة الجماعية، ونظام الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني". وجاء في نصّ التعهّد أنّ أمثلة التواطؤ تشمل "تلميع صورة الإبادة الجماعية والفصل العنصري أو تبريرهما، و/أو الشراكة مع الحكومة التي ترتكبهما". 

وقد وقّع على الرسالة عدد من صانعي الأفلام في هوليوود، من بينهم يورغوس لانثيموس، وخافيير بارديم، وإيفا دوفيرني، وأسيف كاباديا، وإيما سيليغمان، وبوتس رايلي، وآدم مكاي، وأوليفيا كولمان، وأيو إيديبيري، ومارك رافالو، وريز أحمد، وتيلدا سوينتون، وليلي غلادستون، وهانا أينبايندر، وغايل غارسيا برنال، وميليسا باريرا، وإيما ستون، وغيرهم.

وفي المقابل، ردّت شركة باراماونت للإنتاج على هذه الرسالة يوم الجمعة الماضي، ببيان أدانت فيه الدعوات إلى مقاطعة صناعة السينما والتلفزيون الإسرائيلية. وجاء فيه: "في باراماونت نؤمن بقوّة السرد القصصي في ربط الناس وإلهامهم، وتعزيز التفاهم المتبادَل، والحفاظ على اللحظات والأفكار والأحداث التي تُشكّل العالم الذي نتشاركه. هذه هي مهمتنا الإبداعية.

نحن لا نتّفق مع الجهود الأخيرة لمقاطعة صانعي الأفلام الإسرائيليين. إنّ إسكات الفنانين الأفراد على أساس جنسيتهم لا يعزّز التفاهم، ولا يخدم قضية السلام" . وتابع البيان: "على صناعة الترفيه العالمية أن تشجّع الفنانين على رواية قصصهم، ومشاركة أفكارهم مع الجماهير في جميع أنحاء العالم. نحن بحاجة إلى مزيد من التواصل، والمشاركة، لا إلى تقليلهما".

وقد علّق بارديم على رسالة باراماونت قائلاً: "أودّ أن أوضّح أمراً على ضوء رسالة باراماونت. إنّ (مجموعة) عمّال السينما من أجل فلسطين، لا تستهدف أيّ أفراد على أساس الهوية. الاستهداف موجّه إلى شركات ومؤسّسات سينمائية متورّطة. وتعمل على تلميع صورة الإبادة الجماعية أو تبريرها، ونظام الفصل العنصري المرتبط بها. نحن نقف مع كل من يساعد ويدعم الشعب المظلوم". وأضاف: "لا أستطيع أن أعمل مع شخص يبرّر أو يدعم الإبادة الجماعية. الأمر بهذه البساطة. يجب ألّا يُسمح بذلك، لا في هذه الصناعة، ولا في أي صناعة أخرى".