قسنطينة تستحضر ثورة الطلاب
كوكبة من الفنانين تلهب ”أحمد باي”
- 1027
ألهبت مجموعة من الفنانين الجزائريين ليلة أوّل أمس، قاعة "أحمد باي" بقسنطينة، في حفل نظّمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام، بمناسبة عيد الطالب المصادف لـ19 ماي من كل سنة، وعرف حضورا كبيرا جدا للطلبة من مختلف الإقامات الجامعية بعاصمة الشرق الجزائري، عبّروا عن سعادتهم الكبيرة بمناسبة هذا الحفل، خاصة وأنّه عرف تنوّعا يعكس ثراء الفن الجزائري، حيث شمل الحفل مختلف الطبوع الغنائية من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب وبأصوات متميّزة.
الحفل استهل مع فرقة "فريكلاين"، التي أمتعت الحضور بأحسن أغانيها على غرار "أمين أمين"، التي نالت شهرة كبيرة، ثم "يا بنت السلطان" التي تفاعل معها الجمهور العريض من طلبة قسنطينة، ليفسح المجال لفرقة "إمزاد" من أقصى الجنوب الجزائري، التي أبت إلاّ أن تنقل ثقافة الرجل الأزرق وحضارة الإفناغ، وهي فرقة حقّقت نجاحات كبيرة داخل الوطن وخارجه من خلال التوزيع الموسيقي الجديد، الذي أدخلته على الموسيقى التقليدية واستعمالهما للآلات العصرية ليقترب فنّهم نوعا ما إلى فن الريغي، وقد حملت الفرقة معها رسالة حب وسلام إلى قلوب كلّ طلبة الجزائر. الفنان القسنطيني، فؤاد غانم، عاد إلى جمهوره وإلى عشّّاقه، خلال هذه السهرة الفنية، حيث تفنّن في أداء أغاني الطابع القسنطيني العصري من بينها بعض الأغاني التي اشتهر بها على غرار "يا حليلي خليني نروح"، "سيدي راشد يا طير الحوم"، "البارح شت منام" و«لو كان يدوم"، كما استحضر فؤاد غانم ذكرى المرحوم الشاب عزيز من خلال أداء بعض أغانيه المشهورة على غرار "يا لجمالة"، "كوكا بنت الحاج" و"عينيك ملاح"، وهي الأغاني التي تفاعل معها الطلبة كثيرا، قبل أن يغادر الخشبة ويترك المجال للطابع القبائلي مع وسام، التي شدّت انتباه الجمهور بلباسها القبائلي التقليدي وأداء أغنية "أصحاب البارود" و"أسانزها".
ومن الطابع القبائلي إلى الطابع الشاوي والفنان ماسينيسا، الذي خاطب الجمهور بأغنية "أحنا جزائريين ولا تقولو ولو"، لتطير السهرة الفنية إلى غرب البلاد والفنان صابر الهواري، الذي استهل بمقطوعات شرقية قبل أن يتفنّن في أداء بعض الأغاني الخالدة للفنان القدير عبد الحميد درياسة، وأدى "نجمة قطبية" و"الممرضة" وفاجأ الطلبة بأداء بعض أغاني المرحوم حسني، حيث قدّم "ما تبكيش وتقولي هذا مكتوبي"، و«طال غيابك يا غزالي".
أمّا الشق الثاني من الحفلة، فاستهله الشاب عبده السكيكدي في طابع السراوي، حيث أدى عددا من أغانيه التي نالت شهرة كبيرة على غرار "عشقك صعيب وواعر"، "رولي رولي يا البيضا رولي" و"عندي حبيبتي مافيا"، تلاه بعد ذلك الشاب أنور، الذي غنى "يا ريت لقيت لي يخبرها"، "عشقها في قلبي"، و"منك لله يا ظلمني"، وكان ختام الحفلة بالشاب خلاص، ابن مدينة الجسور المعلقة الذي رقّص كل القاعة من خلال أغانيه المشهورة على غرار "ألو عمري"، و"وعلاه أعلاه".
قالوا بعد الحفل
الشاب أنور:
أتمنى أن تكون انطلاقتي مجددا من عاصمة الثقافة العربية
«الشاب أنور ملك لكلّ الشعب الجزائري وعندما توجه لي دعوة، ألبي دون تردّد، غبت مدة طويلة عن شرق البلاد واليوم أعود إلى قسنطينة بعد حوالي 8 سنوات من آخر مرة صعدت فيها الركح بعاصمة الشرق الجزائري، أتمنى أن تكون الانطلاقة من عاصمة الثقافة العربية للعودة بقوة إلى الساحة الفنية والاقتراب من جمهوري أكثر فأكثر".
صابر هواري:
انتظروا عودتي بقوّة من لبنان وسوريا
«أنا سعيد بتواجدي هنا بقسنطينة وخصيصا بين الطلبة في عيدهم الوطني، وأظن أنّ العديد من الطلبة يعرفونني من خلال البرامج العربية التي شاركت فيها، والألبوم العربي الذي أصدرته، أقول لجمهوري أن صابر هواري رجع بقوّة وأعدهم بالعودة بالجديد من لبنان وسوريا".
خلاص:
ألبومي الجديد بعد شهر رمضان
«أنا سعيد لتواجدي بين أهلي وأصدقائي بقسنطينة، كما لا يفوتني أن أرحّب بزملائي الفنانين في مدينتي، خلاص هنا في كلّ مرة تطلبه ولايته، حقيقة أبهرتني قاعة أحمد باي، والجمهور الحاضر من الطلبة، غنيت في الزنيت بفرنسا ولم يكن شعوري مثلما غنيت بقاعة أحمد باي، أعد الجمهور بالجديد بعد شهر رمضان الفضيل، حيث أنني بصدد تحضير ألبوم جديد، بدأنا التسجيل في الأستوديو، والمنتج قرر عدم إصدار الألبوم إلا بعد شهر رمضان لأسباب تجارية محضة، هو ألبوم يضم أغاني جميلة وكلمات محترمة".
وسام القبائلية:
شعرت وكأنّني في بجاية
«لاحظت تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور العريض من الطلبة، وخلال الحفل الذي أديته بقسنطينة، شعرت وكأنني بمدينة بجاية، كان التفاعل إيجابيا، وسعداء بمشاركتنا في فعاليات عيد الطالب، التي جاءت هذه المرة ضمن فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، نرحب بكلّ ضيوف الجزائر من العرب ونتمنى أن نقدم لهم ما يرضيهم".