نحو تصنيف قصور مدينة جانت

لعبيدي تثمّن مكانة الأغنية التارقية

لعبيدي تثمّن مكانة الأغنية التارقية
  • 1027
ن.ج/ (واج) ن.ج/ (واج)
أعلنت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي بجانت (ولاية إيليزي)، أنّ دائرتها الوزارية ستعمل على تصنيف قصور مدينة جانت، قطاعات محمية ضمن التراث الوطني، مضيفة أنّ الثقافة الجزائرية في منطقة التاسيلي (إيليزي) هي رمز من رموز الثقافة الوطنية المتنوّعة، مع التأكيد على أنّ الشعب الجزائري بحاجة ماسة إلى ثقافة تجمعه؛ بحيث تكون مزيجا بين الثقافة الأصيلة والمعاصرة.
في هذا السياق، أوضحت السيدة لعبيدي لدى تفقّدها قصر "تاغورفيت" بحي الميهان بوسط المدينة في إطار الزيارة التي قامت بها إلى الولاية نهاية الأسبوع الماضي، أنّ وزارة الثقافة ستعمل على "رفع التحفّظات الخاصة بملكية البنايات الواقعة داخل قصور مدينة جانت؛ من أجل تصنيفها قطاعات محمية ضمن التراث الوطني، إضافة إلى إدراج عمليات لترميم هذه المواقع الأثرية ذات الأهمية التاريخية الكبيرة".
وبعد أن أكّدت وزيرة الثقافة أنّ تثمين التراث الثقافي من أولويات برنامج الحكومة، شدّدت على ضرورة إشراك قاطني هذه القصور العريقة والمهتمين بالتراث الثقافي، في عملية إعداد الدراسة الخاصة بالترميم؛ بغية المحافظة على الطابع التقليدي والأصلي لهذه الفضاءات العمرانية القديمة، مشيرة إلى أنّه سيتم مستقبلا تشكيل ورشة عمل بالتنسيق مع قطاعات وزارية أخرى، لتجسيد العديد من الأفكار، الرامية في مجملها إلى المحافظة على هذه المعالم التاريخية التي تبرز مدى عراقة المنطقة.
وأعلنت السيدة لعبيدي لدى اطلاعها على بعض المخطوطات بزاوية حي الميهان، أنّه سيتم رقمنة هذه المخطوطات للمحافظة عليها، بالإضافة إلى تثمين الموسيقى والقصائد المحلية لتكون في متناول الجمهور؛ من أجل حماية الذاكرة الوطنية. 
وبالمناسبة، تابعت وزيرة الثقافة بقصر "أغرم" بحي زلواز، عرضا تراثيا قدّمته "فرقة السبيبة" لمدينة جانت، وهو التراث الثقافي غير المادي الذي تمّ تصنيفه مؤخّرا ضمن التراث العالمي من قبل "اليونسكو".
زيارة جانت، كانت فرصة عاينت خلالها الوزيرة ورشة إنجاز مسرح الهواء الطلق الذي يتّسع لـ 1.500 مقعد، وخُصّص له غلاف مالي بقيمة 185 مليون دج في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو، حيث بلغت نسبة تقدّم الأشغال به حدود 80 في المائة، حسب الشروحات المقدمة للوفد الوزاري.
وبنفس الموقع، حثّت وزيرة القطاع القائمين على هذا المشروع، على ضرورة مراعاة الفضاءات المخصّصة لذوي الاحتياجات الخاصة؛ من أجل تمكينهم من حضور مختلف الأنشطة المقامة بهذا الهيكل الثقافي. كما تفقّدت قاعة سينما "تاسيلي" بوسط مدينة جانت، والتي من المنتظر أن تستفيد لاحقا من عملية لإعادة الترميم والتجهيز. وعاينت أيضا المكتبة البلدية الواقعة بحي تين خاتمة، ودعت إلى أن يكون هذا الفضاء الثقافي مفتوحا أمام الشباب وتلاميذ المدارس يوميا بعد أوقات العمل ونهاية الأسبوع، لضمان الخدمة العمومية لهذه المرافق الثقافية. 
وفي شأن متصل، أكّدت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي خلال إشرافها على اختتام المهرجان الوطني للصناعة التقليدية والأغنية الذي تمّ تنظيمه بالتنسيق بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية ووزارة الثقافة، أنّ الأغنية التارقية هي أغنية "حية" تبرز الموروث الثقافي الجزائري، مؤكّدة أنّ شباب ولاية إيليزي مبدعون من خلال إبرازهم للفن التارقي الأصيل، ومجهوداتهم الجبارة في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي غير المادي، الذي يعكس الثقافة الجزائرية.
واعتبرت السيدة لعبيدي أنّ الثقافة الجزائرية في منطقة التاسيلي (إيليزي) هي رمز من رموز الثقافة الوطنية المتنوّعة، وأنّ الشعب الجزائري بحاجة ماسة لثقافة تجمعه؛ بحيث تكون مزيجا بين الثقافة الأصيلة والمعاصرة.
وخلال حفل اختتام هذه التظاهرة الثقافية التي امتدت على مدار أسبوع بساحة "مغارة السفراء" بتيسراس، والذي أحياه الفنانون عبد الله مصباحي ونبيل ووليد عثماني بالي، تمّ تكريم عائلة عميد الأغنية التارقية المرحوم "أمبارك عثماني بالي" الذي قدّم الكثير للأغنية التارقية التي صال وجال بها مختلف أصقاع العالم.
من جهة أخرى، ذكرت السيدة لعبيدي أنّ الثقافة لها علاقة "كبيرة" بالمسار التنموي للبلاد؛ حيث تعمل دائرتها الوزارية بالتنسيق مع "الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب"؛ من أجل خلق مؤسّسات شبانية مصغّرة في مختلف الجوانب الفنية، ستسهم لا محالة في تنمية وتطوير الاقتصاد الوطني، واعتبرت أنّ الاستثمار في الأعمال الإبداعية المختلفة يُعتبر طاقة متجدّدة، تعطي مستقبلا الكثير للتنمية المستدامة.