المكتبة الرئيسية بعنابة

لقاء مع الإبداع في حضرة "الزنقة"

لقاء مع الإبداع في حضرة "الزنقة"
  • 125
سميرة عوام سميرة عوام

تتّجه أنظار عشاق الأدب والقراءة، اليوم السبت، إلى المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "بركات سليمان" بعنابة؛ حيث تنعقد جلسة أدبية مميزة تحتفي بالإبداع، وتحتضن الكلمة الحرة بمناسبة تقديم آخر إصدارات الكاتب إبراهيم بادي الموسوم بـ "الزنقة"، في لقاء ثقافي يُنتظر أن يجمع بين عمق الفكرة، وجمال العبارة. ويتولى الأستاذ السبتي سلطاني مهمة التقديم، في تجربة حوارية تَعد بالكثير من المتعة والتأمل.

تتسلّل رائحة الورق بين رفوف المكتبة، وتنهض الكتب من صمتها لتفسح المجال لصوت جديد ينسج من الواقع حكايات نابضة. إبراهيم بادي الذي يعرفه القرّاء بقدرته على التقاط التفاصيل الصغيرة وتحويلها إلى مشاهد آسرة، يعود هذه المرة برواية تنبض بالشارع، تعكس توترات الزمان والمكان، وتحاور الهامش كما المركز، بلغة تمزج بين السرد الخفيف، والطرح العميق.

ويندرج هذا الموعد الأدبي ضمن الفعاليات الثقافية الدورية التي دأبت المكتبة على تنظيمها؛ في مسعى نبيل لإحياء الفعل القرائي، والترويج للفكر المحلي، وفتح نوافذ للحوار بين الكتاب والجمهور. ومن المتوقع أن تشهد الجلسة نقاشا مفتوحا، يتيح للحاضرين التفاعل مع الكاتب، والغوص في عوالم روايته الجديدة التي تحمل عنوانا مختزلًا لكنه محمّل بالدلالات؛ "الزنقة"، الكلمة التي تحيل على المكان الضيق، لكنها في المتن الروائي قد تتسع لتشمل حياة بأكملها.

وينبغي القول إنّ مثل هذه اللقاءات لا تكتفي بالترويج للكتاب، بل تعيد للثقافة بريقها، وتجعل من الفضاءات العمومية مسارح للفكر، والخيال. فالكتابة ليست، فقط، فعلًا فرديّاً، بل نداءٌ جماعيٌ، يُصغِي له من يحمل في داخله شغف الكلمة. من يقترب من "الزنقة" يوم السبت لن يضيق به المكان، بل ستتسع له آفاق المعنى؛ حيث تنبعث الحياة من الحبر، ويصبح الأدب مرآةً تعكس وجوهنا التي قد نغفل عن رؤيتها.