تواصل معرض طاوس حموش وسعاد سماعيلي

لوحات تتغنى بالطبيعة وترقص معها

لوحات تتغنى بالطبيعة وترقص معها
  • 514
لطيفة داريب لطيفة داريب

تتربّع الطبيعة بمناظرها وتنوّعاتها وجمالها على رواق "عائشة حداد" من خلال معرض الفنانتين طاوس حموش وسعاد سماعيلي الموسوم بـ«الطبيعة والحياة" الذي تتواصل فعالياته إلى غاية العاشر فيفري الجاري.

تعود الفنانة التشكيلية طاوس حموش إلى جمهورها من خلال عرض لوحاتها التي تتغنى جميعها بالطبيعة، مرتدية ثوبا انطباعيا مزيّنا بالرسم الزيتي، من بينها لوحة رسمت فيها رجال التوارق يركبون الأحصنة ويعبرون الصحراء بكلّ حزم وثقة قبل أن يحلّ الظلام بما أنّ الشمس آيلة للغروب. ودائما مع التوارق وهذه المرة يمتطون الجمال "سفينة الصحراء" بدون منازع. في حين رسمت الفنانة في لوحة ثالثة عن الصحراء، نخيلا باسقا يتوسط واحة برمل ذهبي مختلط باللون البرتقالي بفعل أشعة غروب شمس.

انتقلت الفنانة صاحبة 75 سنة، إلى البحر من خلال مجموعة من اللوحات أبرزت فيها زرقة اليم الجميلة وهيجانه أحيانا وهدوءه في مرات أخرى، من بينها ثلاث لوحات رسمت فيها غضب البحر وارتفاع أمواجه إلى درجة زعزعة مركب ثم إغراقه، بينما رسمت في لوحة أخرى بحرا هادئا ترسو فيه المراكب بشكل عادي، تجلس قبالته شابة في حال تأمّل، تضع قبعة على رأسها وترتدي فستانا أبيض. أيضا لوحة عن البحر رسمت فيها طاوس مقدّمة مركب كبير يتحرّك في البحر بشكل سريع. ودائما مع المياه ورزقتها، لكن هذه المرة مع مياه جدول رقراق أمام منزل تقليدي مبني تحت جبال شامخة، في منظر يجذب إليه النفوس المتعبة التي ترى في الطبيعة ملاذا لها وراحة من كلّ وهن وعلّة. 

بالمقابل، تعرض الفنانة أيضا مجموعة من اللوحات في الطبيعة الصامتة مثل واحدة رسمت فيها باقة من الأزهار وأخرى عن فاكهة متنوعة. وتعرض حموش لوحتين عن فصل الشتاء وتساقط الثلوج الذي جعل الأرض ترتدي حلة بيضاء مثل العروس، كما رسمت لوحة عن القصبة من خلال بنيانها ولباس نسائها ورجالها التقليدي.

من جهتها، تشارك الفنانة سعاد سماعيلي في هذا المعرض الثنائي بلوحات رسمت فيها هي الأخرى الطبيعة وشيء من البورتريهات واستعملت أيضا التقنيات المختلطة لإبراز مواهبها الفنية. ورسمت لوحات في فن الطبيعة الصامتة بأسلوب واقعي مثل اللوحة التي رسمت فيها فاكهة تين موضوعة في صحن بالقرب منها قارورة خضراء، وفي لوحة أخرى رسمت مجموعة من أزهار توليب وردية بهية بشكل يوحي أنّها حقيقية فعلا.

ورسمت سماعيلي لوحات عن غابة أشجارها مخضرة طويلة إليها إلى درجة حجبت عنها بعض أشعة الشمس. بينما رسمت في لوحة أخرى حقلا من أزهار الأقحوان الحمراء، وفي ثالثة نجد مزهرية تتمايل فيها الأزهار الملوّنة. كما رسمت في لوحة أخرى تلاقي الصخور بالبحر وفي عمل آخر نرى ارتطام الأمواج بالصخور وتتطاير زبدها.

إعجابا منها بالقصبة، رسمت الفنانة لوحة عن زقاق من المحروسة مبرزة في ذلك تفاصيل العمران التي تتميّز بها القصبة، ونفس الأمر في لوحة أخرى التي رسمت فيها سعاد سماعيلي زقاقا طويلا بسلالم حجرية مرتبة. بالمقابل، ألصقت الفنانة زربية حمراء صغيرة في لوحة، وألصقت في أخرى قرطا وحليا على جسد امرأة ببشرة سوداء، تضع على رأسها قماشا مختلف الألوان في شكل قبعة.

كما أنجزت سعاد سماعيلي لوحة بتصاميم هندسية مختلفة حول حيّ يتشكّل من بنايات عديدة، بينما رسمت أكثر من لوحة في الفن التجريدي، مع التأكيد على تناسق الألوان والأشكال فيها.