في سهرة "يدوم هناكم" بالمهرجان الدولي للمالوف

ليلة أردنية تونسية - جزائرية في عاصمة الجسور

ليلة أردنية تونسية - جزائرية في عاصمة الجسور
  • 127
  مبعوثة "المساء" إلى قسنطينة: دليلة مالك مبعوثة "المساء" إلى قسنطينة: دليلة مالك

عاشت مدينة قسنطينة، عاصمة الجسور المعلقة والفن الأصيل، أول أمس، على وقع السهرة الرابعة من المهرجان الدولي الثاني عشر لموسيقى المالوف، حيث شهدت قاعة العروض الكبرى "أحمد باي" ليلة مميزة، امتزجت فيها الأنغام الأردنية والتونسية والجزائرية في توليفة موسيقية أبهرت الجمهور الذواق.

افتتحت السهرة فرقة "عذوبة" الأردنية بقيادة الفنان نصر الزعبي، التي أبدعت في تقديم أداء استثنائي بأغنيات مثل "من زمان"، التي حملت الجمهور إلى أجواء الحنين، و«يا أخت رم"، التي جسدت الهوية البدوية الأردنية الأصيلة. أما ذروة العرض، فكانت مع أغنية "لمن أشكي وجع القلب"، التي أظهرت القدرات الصوتية المميزة لقائد الفرقة، ولامست مشاعر الجمهور بأسلوبها الشاعري والموسيقي المتقن.

يُذكر أن فرقة "عذوبة"، التي تأسست على يد الفنان نصر الزعبي، تسعى للحفاظ على التراث الموسيقي الأردني وإيصاله إلى العالمية، عبر مشاركتها في مهرجانات دولية مختلفة. وقد أضافت مشاركتها في مهرجان المالوف الدولي، بُعدًا جديدًا للتنوع الثقافي والفني، الذي يميز هذا الحدث السنوي بمدينة قسنطينة، عاصمة الجسور المعلقة والفن الأصيل.

تميزت الوصلة الثانية بتقديم الفنان رضا عباد برنامجه الموسيقي، باختيار نوبة "الرمل الكبير" من طبع "الزيدان"، مع أغاني مثل "شمس العشية" و«شحوب العشية". أظهر عباد تفهما عميقا لذوق الجمهور القسنطيني، حيث حرص على إعدادهم لاستقبال باقي الفنانين، وهو ما يعكس تواضعا واحتراما كبيرين للفن والجمهور.

وشارك الفنان الجزائري محمد شريف ناصري، التونسي حمدي الشلغمي وصلته، حيث قدما عرضا مشتركا جمع بين المدرستين الجزائرية والتونسية في فن المالوف. أبدع شريف ناصري في تقديم مقاطع من الأزجال ونوبات قسنطينية، مثل "جاء زمن الانشراح" و"لمن عطاك البهاء"، وهي قطع نادرة من التراث الجزائري، أضافت عمقا فنيا للعرض.

كما تألق الشلغمي في تقديم وصلات من المالوف التونسي، أبرزها "جا زمان" و«يا ناس جراتلي غرايب"، إلى جانب قصائد في الإنشاد الصوفي للطريقة العوامرية. هذا التناغم بين الفنانين أضفى على السهرة بعدا ثقافيا راقيا، يعكس روح التآخي بين البلدين.

شهدت السهرة الرابعة أيضا، تكريم أيقونة ورمز من رموز المالوف القسنطيني، تم استحضار ذكرى الفنان الراحل سليم عزيزي، الذي ترجل في ريعان الشباب، وتسلم والده التكريم، بحضور مدير الثقافة والفنون بولاية قسنطينة وأصدقاء الراحل. هذه اللحظة المؤثرة، جسدت وفاء المهرجان للفنانين الذين أسهموا في الحفاظ على هذا التراث الموسيقي الأصيل، فكان التكريم للابن والوالد معا.