مونودرام "حكاية طرابلسية" لجمال عبد الناصر
مأساة المرأة الليبية
- 654
من تونس: دليلة مالك
قدّم المخرج المصري جمال عبد الناصر عمله المونودرامي "حكاية طرابلسية" ليمثّل ليبيا في المهرجان الثاني للمسرح النسوي "مرا" بتونس، وهو عبارة عن عرض حال لراهن إمرأة ليبية تعيش الوحدة والألم، تستنجد بالذكريات، تشكو لمتنفسها الوحيد أمها، غير أنّ أمها فارقت الحياة وتركتها.
تبدأ المسرحية عند دخول الممثلة خدوجة صبري الخشبة، وهي تلتحف رداء أبيض، على محياها حيرة وقلق، وتتعقب الأسئلة التي تتفجر في كل حين باحثة عن ما يؤنس وحدتها، تفتح الصندوق... إنه صندوق ذكرياتها، وتخرج صورة لها مع أمها، ويدور حوار حميم فيه الكثير من الحنين والذكريات المؤثرة، إذ استحضرت أيام طفولتها وجوانب من حياة امرأة ليبية عاشت ببساطة وراحة بال واسعة.
ويركّز العرض في سرد متواصل لذكريات امرأة وعلاقتها الحميمة بوالدتها من خلال مقتنيات توارثتها عن أمها، هي مقتنيات شاهدة على مرحلة مؤلمة وقاسية، لذلك تقوم بتهميشها وتجاهلها عنوة، وتتصاعد لحظات القهر لتصوّر مجتمعا فرض قيودا وقيما، لأصحابها عقول متحجرة ويملكون نظرة متخلفة عن المرأة.
واستعان المخرج بالأغاني التراثية التي تتمتّع بها الثقافة الليبية، ليعزّز صورة الشوق الكبير الذي يصعق هذه المرأة خلال الأزمات التي تواجهها. وجسد كذلك صور الاحترام في العلاقات، الملايات على الجسد والرأس والحناء، المعاكسات الخجولة التي لا تجرح إحساس الأنثى، لكنها ما تلبث أن تتحول إلى حالة من الوحشية والتهميش والنظرة الدونية للمرأة، بسبب مفاهيم المجتمع المتخلف الذي يرى في المرأة مرادفا للمتعة.
تجد بطلة المونودرام نفسها تشكو إلى أمها، تبوح بأوجاع وحدتها وقلقها وقسوة الدنيا والزمن عليها، ذلك أن المرأة هي الخاسر الأكبر حتى بعد طول انتظار، فتحصل على بقايا رجل، ينام في سريرها ليزيد من إحساسها بالقهر وظلم المجتمع والحياة، وتستعرض خدوجة صبري نماذج من الشخصيات والعلاقات لنساء وأبناء وبنات يؤول مصيرهم إلى تزعزع العلاقات الأسرية والإنسانية.
وهروبا من هذه الأجواء الخانقة، تلجأ من جديد إلى أمها وإلى ذكرياتها وإلى رائحة الخبز والقهوة والأغاني وتضيق الدائرة عليها، لم يبق لها إلا أمها لكن الأم ماتت ولم يبق لها متسع إلا أن تختار الموت وتضع نفسها بمحاذاة أمها في القبر.
يفتح المسرح على مفردات ديكور واكسسوارات كصندوق خشبي يتوسط الركح وطاولة على الجانب إضافة إلى صور وأشياء معلقة على الجدران والسقف، منها مزهرية وساعة وصندوق الجواهر ومظلة ومسدس وأزياء تتدلى بطريقة مبعثرة. وقد عزز أداء الممثلة دلالات المفردات المستخدمة لمصلحة البناء العام للعرض سواء كان فكريا أو جماليا، بقدر حاجة العرض لها ودون إرباك للممثلة أو تشويش على المتلقي.
يذكر أن عرض مونودراما "حكاية طرابلسية" من ليبيا من تأليف محمد يوسف وإخراج المصري جمال عبد الناصر، ومن بطولة النجمة الليبية خدوجة صبري صاحبة تجربة فنية واسعة في السينما والتلفزيون والمسرح.
تبدأ المسرحية عند دخول الممثلة خدوجة صبري الخشبة، وهي تلتحف رداء أبيض، على محياها حيرة وقلق، وتتعقب الأسئلة التي تتفجر في كل حين باحثة عن ما يؤنس وحدتها، تفتح الصندوق... إنه صندوق ذكرياتها، وتخرج صورة لها مع أمها، ويدور حوار حميم فيه الكثير من الحنين والذكريات المؤثرة، إذ استحضرت أيام طفولتها وجوانب من حياة امرأة ليبية عاشت ببساطة وراحة بال واسعة.
ويركّز العرض في سرد متواصل لذكريات امرأة وعلاقتها الحميمة بوالدتها من خلال مقتنيات توارثتها عن أمها، هي مقتنيات شاهدة على مرحلة مؤلمة وقاسية، لذلك تقوم بتهميشها وتجاهلها عنوة، وتتصاعد لحظات القهر لتصوّر مجتمعا فرض قيودا وقيما، لأصحابها عقول متحجرة ويملكون نظرة متخلفة عن المرأة.
واستعان المخرج بالأغاني التراثية التي تتمتّع بها الثقافة الليبية، ليعزّز صورة الشوق الكبير الذي يصعق هذه المرأة خلال الأزمات التي تواجهها. وجسد كذلك صور الاحترام في العلاقات، الملايات على الجسد والرأس والحناء، المعاكسات الخجولة التي لا تجرح إحساس الأنثى، لكنها ما تلبث أن تتحول إلى حالة من الوحشية والتهميش والنظرة الدونية للمرأة، بسبب مفاهيم المجتمع المتخلف الذي يرى في المرأة مرادفا للمتعة.
تجد بطلة المونودرام نفسها تشكو إلى أمها، تبوح بأوجاع وحدتها وقلقها وقسوة الدنيا والزمن عليها، ذلك أن المرأة هي الخاسر الأكبر حتى بعد طول انتظار، فتحصل على بقايا رجل، ينام في سريرها ليزيد من إحساسها بالقهر وظلم المجتمع والحياة، وتستعرض خدوجة صبري نماذج من الشخصيات والعلاقات لنساء وأبناء وبنات يؤول مصيرهم إلى تزعزع العلاقات الأسرية والإنسانية.
وهروبا من هذه الأجواء الخانقة، تلجأ من جديد إلى أمها وإلى ذكرياتها وإلى رائحة الخبز والقهوة والأغاني وتضيق الدائرة عليها، لم يبق لها إلا أمها لكن الأم ماتت ولم يبق لها متسع إلا أن تختار الموت وتضع نفسها بمحاذاة أمها في القبر.
يفتح المسرح على مفردات ديكور واكسسوارات كصندوق خشبي يتوسط الركح وطاولة على الجانب إضافة إلى صور وأشياء معلقة على الجدران والسقف، منها مزهرية وساعة وصندوق الجواهر ومظلة ومسدس وأزياء تتدلى بطريقة مبعثرة. وقد عزز أداء الممثلة دلالات المفردات المستخدمة لمصلحة البناء العام للعرض سواء كان فكريا أو جماليا، بقدر حاجة العرض لها ودون إرباك للممثلة أو تشويش على المتلقي.
يذكر أن عرض مونودراما "حكاية طرابلسية" من ليبيا من تأليف محمد يوسف وإخراج المصري جمال عبد الناصر، ومن بطولة النجمة الليبية خدوجة صبري صاحبة تجربة فنية واسعة في السينما والتلفزيون والمسرح.