ينظمه المركز الجامعي "عبد الحفيظ بوصوف" بميلة
مؤتمر حول ظاهرة العنف في اللسان والأدب
- 1131
ينظم المركز الجامعي عبد الحفيظ بوصوف بولاية ميلة، مؤتمرا وطنيا حول موضوع" ظاهرة العنف في اللسان والأدب"، يومي 16 و17 نوفمبر المقبل. ويحمل الملتقى إشكالية؛ هل كان العنف في يوم ما تيمة وموضوعا للأدب الإنساني نتلمس فيه الرقة والصفاء والنبل الإنساني؟.
إن استخدام العنف والقوة في العلاقات الاجتماعية، تحت أي مسوغ كان، يعد انتهاكاً صريحاً للنواميس الاجتماعية التي حددت نمط التعاطي والتعامل في العلاقات الاجتماعية؛ فإننا نرى العنف من الأسلحة الخطيرة التي تقوّض الكثير من مكاسب المجتمع وإنجازات الأمة والوطن؛ لأن العنف بتداعياته المختلفة وموجباته العميقة والجوهرية، سيصنع جوا وظروفا استثنائية وغير مستقرة، تعرقل الحياة الاجتماعية والسياسية والتنموية.
وقد تطرقت مختلف الدراسات والأبحاث إلى أسباب إفراز العنف، فتشير منها إلى أن العنف إفراز طبيعي لتنشئة أسرية غير سوية، وأوضاع اقتصادية متدهورة، وعلاقات اجتماعية تشوبها الكراهية والحقد، واعتبارات ثقافية يحكمها الجهل والتخلف والعدوانية والفهم غير الصحيح لما يدور في محيط الفرد.
وإذا كان الأدب في أبسط تعريفاته هو التعبير الإنساني الجميل عن محتوى اجتماعي معين من خلال أبعاد الزمان والمكان، فإن الأدب ـ نثره وشعره - لم يكن في منأى عن معالجة ظاهرة العنف وفق رؤية تخالف ـ من دون شك ـ رؤية المحلل الاجتماعي أو عالم النفس، ذلك أن الأدب إبداع إنساني راق، تعبّر فيه النفس الإنسانية عن اللامتناهي الذي يسكن كل الذوات البشرية من الحب إلى الخير والسلام والسعادة والحزن، ومن ثم كانت نصوص الأدب شعرا أم نثرا مرجعا تاريخيا للمشاعر الإنسانية في لحظات صفائها.
وكان ظهور العنف في النصوص الأدبية مقرونا بمفهوم الآخر الذي يتجلى بوضوح في أغراض الحماسة والبطولة، حيث يظهر الآخر كعدو يجب دحره والتنكيل به. ولعل الشعر العربي كان حافلا بهذه التيمة لما كان من صراع قبلي عنيف متجذر في الحياة الاجتماعية العربية، وقبل ذلك تؤرخ لنا النصوص القديمة كالإلياذة والأوديسة وقبلها المهابهارتا وملحمة كلكامش (جلجامش) هذا الصراع الذي يأخذ شكل العنف في التعامل مع الآخر، والغريب في الأمر أن هذا العنف كان مقبولا في الحياة الأخلاقية والاجتماعية والنفسية للشعوب القديمة.
لكن منذ بداية ظهور ملامح النزعة الإنسانية مع الحضارة العربية الإسلامية وعصر الأنوار، بدأ يظهر العنف في شكله المرفوض في كل الثقافات وبدأ تخريج الشجاعة يدعى الدفاع عن النفس. ولعل أوضح صورة ظهر فيها العنف في شكله المرفوض كان مع الإعلان عن حقوق الإنسان سنة 1948، فأضحى تيمة مهمة في الأدب.
العنف بين الطوائف، العنف ضد المرأة، العنف ضد الطبيعة... كلها كانت موضوعات للأدب في العالم، وربما كان حظ الرواية أوفر من حظ الشعر لخصائصها البنائية، حيث تنفتح لغتها على كل العوالم وكل الأبعاد، فجاءت الكثير من النصوص العربية وخاصة الجزائرية تجسيدا لهذه التيمة، معالجة ومناقشة وتفسيرا، فروايات "محمد ديب" شخصت عنف الاستعمار الفرنسي اتجاه الأمة الجزائرية ثقافة ونفسا واجتماعا وأرضا، كما أن روايات "ألبير كامي" وسّعت الظاهرة وكشفت عن تفاصيلها في نفسية الفرنسي.
لا يمكن الاستهانة بتيمة العنف في الأدب، فقد كانت وراء شهرة ونجاح الكثير من الأعمال العربية، على غرار عزازيل، ثلاثية أحلام مستغانمي، ثلاثية غرناطة، أعمال واسيني الأعرج، فرنكشتاين في بغداد، دروز بلغراد… وغيرها من الأعمال. ويحاول الملتقى التركيز في عنصر الأدب والعنف على تشخيص الأدب للظاهرة في كل أبعادها، وما هي حدود مفهوم العنف في الأدب، هل هي مستمدة من الواقع أم من عالم المثل، وأيهما يجب أن يؤثر في الآخر؟
إن استخدام العنف والقوة في العلاقات الاجتماعية، تحت أي مسوغ كان، يعد انتهاكاً صريحاً للنواميس الاجتماعية التي حددت نمط التعاطي والتعامل في العلاقات الاجتماعية؛ فإننا نرى العنف من الأسلحة الخطيرة التي تقوّض الكثير من مكاسب المجتمع وإنجازات الأمة والوطن؛ لأن العنف بتداعياته المختلفة وموجباته العميقة والجوهرية، سيصنع جوا وظروفا استثنائية وغير مستقرة، تعرقل الحياة الاجتماعية والسياسية والتنموية.
وقد تطرقت مختلف الدراسات والأبحاث إلى أسباب إفراز العنف، فتشير منها إلى أن العنف إفراز طبيعي لتنشئة أسرية غير سوية، وأوضاع اقتصادية متدهورة، وعلاقات اجتماعية تشوبها الكراهية والحقد، واعتبارات ثقافية يحكمها الجهل والتخلف والعدوانية والفهم غير الصحيح لما يدور في محيط الفرد.
وإذا كان الأدب في أبسط تعريفاته هو التعبير الإنساني الجميل عن محتوى اجتماعي معين من خلال أبعاد الزمان والمكان، فإن الأدب ـ نثره وشعره - لم يكن في منأى عن معالجة ظاهرة العنف وفق رؤية تخالف ـ من دون شك ـ رؤية المحلل الاجتماعي أو عالم النفس، ذلك أن الأدب إبداع إنساني راق، تعبّر فيه النفس الإنسانية عن اللامتناهي الذي يسكن كل الذوات البشرية من الحب إلى الخير والسلام والسعادة والحزن، ومن ثم كانت نصوص الأدب شعرا أم نثرا مرجعا تاريخيا للمشاعر الإنسانية في لحظات صفائها.
وكان ظهور العنف في النصوص الأدبية مقرونا بمفهوم الآخر الذي يتجلى بوضوح في أغراض الحماسة والبطولة، حيث يظهر الآخر كعدو يجب دحره والتنكيل به. ولعل الشعر العربي كان حافلا بهذه التيمة لما كان من صراع قبلي عنيف متجذر في الحياة الاجتماعية العربية، وقبل ذلك تؤرخ لنا النصوص القديمة كالإلياذة والأوديسة وقبلها المهابهارتا وملحمة كلكامش (جلجامش) هذا الصراع الذي يأخذ شكل العنف في التعامل مع الآخر، والغريب في الأمر أن هذا العنف كان مقبولا في الحياة الأخلاقية والاجتماعية والنفسية للشعوب القديمة.
لكن منذ بداية ظهور ملامح النزعة الإنسانية مع الحضارة العربية الإسلامية وعصر الأنوار، بدأ يظهر العنف في شكله المرفوض في كل الثقافات وبدأ تخريج الشجاعة يدعى الدفاع عن النفس. ولعل أوضح صورة ظهر فيها العنف في شكله المرفوض كان مع الإعلان عن حقوق الإنسان سنة 1948، فأضحى تيمة مهمة في الأدب.
العنف بين الطوائف، العنف ضد المرأة، العنف ضد الطبيعة... كلها كانت موضوعات للأدب في العالم، وربما كان حظ الرواية أوفر من حظ الشعر لخصائصها البنائية، حيث تنفتح لغتها على كل العوالم وكل الأبعاد، فجاءت الكثير من النصوص العربية وخاصة الجزائرية تجسيدا لهذه التيمة، معالجة ومناقشة وتفسيرا، فروايات "محمد ديب" شخصت عنف الاستعمار الفرنسي اتجاه الأمة الجزائرية ثقافة ونفسا واجتماعا وأرضا، كما أن روايات "ألبير كامي" وسّعت الظاهرة وكشفت عن تفاصيلها في نفسية الفرنسي.
لا يمكن الاستهانة بتيمة العنف في الأدب، فقد كانت وراء شهرة ونجاح الكثير من الأعمال العربية، على غرار عزازيل، ثلاثية أحلام مستغانمي، ثلاثية غرناطة، أعمال واسيني الأعرج، فرنكشتاين في بغداد، دروز بلغراد… وغيرها من الأعمال. ويحاول الملتقى التركيز في عنصر الأدب والعنف على تشخيص الأدب للظاهرة في كل أبعادها، وما هي حدود مفهوم العنف في الأدب، هل هي مستمدة من الواقع أم من عالم المثل، وأيهما يجب أن يؤثر في الآخر؟