"شارع الليل" بمكتبة "الاجتهاد"
مترف يتغلغل في حي شعبي بجزائر فتية
- 391
لأن روايته "شارع الليل" نُشرت في زمن "كورونا"، لم تحظ بالترويج مثل رواياته الأخرى، ارتأى الكاتب أرزقي مترف تسليط الضوء عليها مجددا، من خلال تقديمها بمكتبة "الاجتهاد" في الجزائر العاصمة، أول أمس.
قال الكاتب أرزقي مترف، إن روايته التي تقع في 102صفحة، والموسومة بـ"شارع الليل"، صدرت عن دار النشر "كوكو"، نهاية عام 2019، أي في عز جائحة "كورونا"، بالتالي لم تنل الترويج المطلوب، لهذا قرر أن يضفي عليها بعضا من الدعاية، كي تصل إلى الجمهور بشكل أوسع. وأضاف أن هذه الرواية قليلة الصفحات، إلا أن نصها كثيف، تناول فيها يوميات أناس في حي شعبي، مثلما هو الأمر في الرواية التي صدرت عام 2023، بعنوان "أناس الحور"، والتي لا تعد جزء ثانيا لـ"شارع الليل"، إلا أنها تشبهها في أكثر من وجه.
ورفض مترف كتابة الواقع كما هو، مثلما كان الأدب يُكتب في القرن التاسع عشر، بل أكد ميله لأدب أمريكا اللاتينية، مستشهدا بمقولة الأديب غابريال غارسيا ماركيز التي ذكر فيها، أن "الواقع يمثل رواية سيئة يجب العمل على إثرائها"، أما عن أحداث الرواية، فتدور بين سنتي 1965 و1968، أي سنوات قليلة بعد الاستقلال، في حي شعبي، يعيش فيه أناس يتسمون بغرابة الأطوار، رغم أن الكاتب أقر بأنه التقى في حياته بأناس أكثر غرابة من شخوص روايته، مضيفا أنه تناول في عمله هذا علاقات القوة التي تدير الحي وتنقسم إلى قسمين، السلطة الأولى تتمثل في خلية الحزب أو كما سماها بـ"دار العلم"، والثانية هي السلطة الدينية التي يديرها الإمام.
وتابع الكاتب، أن شخصا واحدا تجاوز هاتين السلطتين، بل أصبح هو السلطة الأولى، يدعى "موتشو" الذي لا نعلم إن كان صعلوكا أم ماذا، لكنه محبوب الجماهير، فهو يساعد المحتاج وينصر المظلوم. وكان يلجأ كثيرا إلى مقهى، حيث يجد فيه أبناء الحي راحتهم في الكلام.
كما تحدث مترف عن اختياره لفترة محددة من تاريخ الجزائر الفتية، والتي كانت ما تزال تعاني من جروح خلفها الاستعمار الفرنسي، وقد كتب في روايته هذه عن أستاذ يتذكر طفولته التي قضاها في هذا الحي الشعبي، يتعرض في مرحلة العشرية السوداء، إلى محاولة اغتيال من طرف تلميذ سابق له، لا يعلم إن قصد عدم إصابته أم لا، فيقرر الرحيل إلى بلد آخر، ويعود إلى حيه بعد مرور 25 سنة، فيجد أن العديد من الأمور تغيرت، مثل رحيل أصدقاء له. أما عن اختياره عنوان "شارع الليل" لكتابه هذا، قال أرزقي مترف، إن ذلك يعود إلى ظلمة الحي الذي كتب عنه، بسبب تحطيم الأطفال لإنارته.`
بالمقابل، أكد قراره في أن تكون روايته هذه في 102 صفحة لا غير، رغبة منه في كتابة رواية قصيرة في شكل جيب، حتى تُسهل قراءتها، إلا أن ذلك منعه من المشاركة في المسابقة الأدبية "محمد ديب"، لأنها تشترط مشاركة أعمال لا تقل صفحاتها عن 130 صفحة.