الكاتب سعيد سعد يقدم روايته الجديدة في "أربعاء الكلمة"
"مجد المنهزمين".. عن مقاومة المقراني ونصرة الحق
- 703
عاد الكاتب المترجم سعيد سعد إلى المقاومة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي، في القرن التاسع عشر، من خلال روايته الجديدة "مجد المنهزمين"، الصادرة عن "دار القبية"، والتي قدمها نهاية الأسبوع الماضي، بفضاء "بشير منتوري" في إطار نشاط "أربعاء الكلمة".
تحدث الكاتب سعيد سعد عن موضوع روايته الرابعة، فقال إنه تناول فيها مسار رجلين، أحدها شاب جزائري لم يتجاوز سنه العشرين، يلتحق بمقاومة الشيخ المقراني، والثاني صحفي فرنسي توظف بجريدة "الأخبار" الصادرة بالجزائر. وأضاف أن الصحفي الفرنسي فرانسوا دوبري أكمل دراسته الجامعية، تخصص صحافة، بفرنسا، ولجأ إلى الجزائر، ليتم توظيفه بجريدة "الأخبار"، بشرط أن يجري تحقيقات عن مزايا المستعمر الفرنسي بالجزائر، خاصة في جانبه العسكري، فكان له ذلك واستطاع أن يجري تحقيقا حول هجرة الألزاسيين من فرنسا إلى الجزائر، بعد طردهم من طرف المحتل الألماني (معركة بروس)، لكنه اصطدم كثيرا بعد أن زار منطقة القبائل، لتغطية بناء مدينة ميرابو، ووقف عن الانتهاكات الكبيرة في حق الجزائريين، فاستقال من عمله وشرع في كتابة مؤلف، ليدحض مزاعم فرنسا المستعمرة حول مزاياها بالجزائر.
كما أشار سعد إلى اختياره لعام 1871، لكتابة أحداث روايته، والذي يتزامن مع اندلاع المقاومة الشعبية للشيخ المقراني، والتي تعد الأكثر قوة بعد المقاومات التي عرفتها الجزائر مباشرة بعد استعمارها عام 1830، بعد أن ضاق الشعب الجزائري من تبعيات قانون الأهالي الذي سنته فرنسا المستعمرة، والذي أجحف الجزائريين في حقوقهم بشكل رهيب، فلم يكن يستطيع الجزائري الانتقال من منطقة إلى أخرى إلا بتصريح عند السلطات، ناهيك عن مصادرة أراضيه ورفع صفة المدنية عنه.
أيضا قبيل عام 1871، تحديدا عامي 1867و1868، شهدت مناطق كثيرة من الجزائر انتشار "الكوليرا" وحدوث زلزال وغزو الجراد، وآفات أخرى دفعت بالجزائريين إلى المقاومة، ردا للاعتبار ومحاربة للجوع ومحاولة لاستعادة الأراضي وطرد المستعمر من البلد، بعد أن هلك أزيد من 300 ألف شخص، أي عشر سكان الجزائر آنذاك. علاوة على رفضهم الانتقال إلى فرنسا لمحاربة الألمان، يضيف سعد.
وتابع أنه في نفس الفترة، تعرضت باريس للحصار من طرف البروس، أي الألمان، وحدث انقسام كبير بين مؤيد للصلح والتنازل ومناصر للمقاومة، ما خلف عددا كبيرا من القتلى، وصل إلى 4 آلاف قتيل في ظرف أسبوع واحد، ونفي البعض إلى كاليدونيا الجديدة، ما جعله يتخيل مشهد التقاء المنفيين الفرنسيين في ميناء الجزائر بالمنفيين الجزائريين من المقاومة الشعبية، قبل نقل الجميع إلى كاليدونيا الجديدة في مدة لا تقل عن أربعة أشهر ونصف الشهر، وتخيل أيضا إجراء محادثات بينهم رغم عائق اللغة، علما أن نصفهم توفي قبل الوصول إلى المنفى.
وذكر الكاتب تمرد الجزائريين على قانون الأهالي، وعن كل ضيم نالوا منه، فتوجه عدد كبير منهم (200 ألف) مسلحين بأسلحة بسيطة، لمواجهة المستعمر الفرنسي المدجج بالسلاح في السهول، فكانت النتيجة وخيمة، مقتل عدد كبير منهم ونفي قادة مقاومة الشيخ المقراني إلى كاليدونيا الجديدة.
بالمقابل، قال سعد، إنه تأثر جدا بكتابين قبل كتابته لروايته الرابعة وهما "الأرض الصينية" لبيرال بوك الذي كتبت فيه عن عيش الشعب الصيني في سلام، قبل الهجوم الياباني عليه، ورواية "قصة وغد" للكاتب غي دي موباسان. كما تطرق الصحفي المترجم المتقاعد من وكالة الأنباء الجزائرية، إلى رواياته السابقة، فقال إنه اهتم بعد تقاعده بالكتابة الإبداعية، فكتب روايات "عطر امرأة ضائعة" و«خنادق الخداع "والناجين من بولا"، ليذكر بعض تفاصيل رواياته خاصة الثانية التي يحكي فيها عن تجنيد الجزائريين في الحرب العالمية الثانية، بعد أن أخبره والده بالمعارك التي خاضها في هذه الحرب.
في هذا السياق، يكتب سعد روايات تاريخية، فيحتفظ بالأسماء والتواريخ والأحداث والأزمنة والأمكنة كما هي، لكن في قالب روائي، أي أنه يضيف إليها أشياء من مخيلته.
في إطار آخر، قدمت السيدة العلجة بوغرد، قراءات شعرية باللغة الأمازيغية، في العدد الأخير من نشاط "أربعاء الكلمة" لموسم 2023-2024، الذي عرف في مقدمته، قراءة سورة الفاتحة على روح الفنان نور الدين سعودي، الذي توفي الأربعاء الماضي، جراء حادث مرور.