معرض الصناعات التقليدية بتنس
محطة لاكتشاف الموروث الثقافي المادي المحلي
- 929
يُعدّ معرض الصناعات التقليدية الذي دأبت على تنظيمه خلال كل موسم اصطياف بالشاطئ المركزي لمدينة تنس غرفةُ الصناعة التقليدية والحرف بالشلف، فرصة لتسويق منتجات العارضين، ومحطة لاكتشاف الموروث الثقافي المادي المحلي والترويج له.
وانطلقت فعاليات هذا المعرض الذي يشهد مشاركة زهاء 20 عارضا في مختلف تخصصات الصناعة التقليدية والحرف، منذ بداية الأسبوع، حيث استقطب هذا النشاط بقوة المواطنين الوافدين على مدينة تنس، التي تبقى الوجهة السياحية الأولى بامتياز بالنسبة للولايات الوسطى والغربية الداخلية.
أشاد مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف محمد لخضاري، بدور هذا النشاط في الترويج للسياحة المحلية ومنتجات الحرفيين، سيما أنها "تمت بكل ما له صلة بالموروث الثقافي المادي لمدينة تنس الإمارة الإسلامية العريقة تاريخيا، وكذا ولاية الشلف عامة، المعروفة بتعددها وتنوعها الثقافي".
واسترسل قائلا: "هذا المعرض أضحى تقليدا سنويا لبعث السياحة الداخلية وتنشيط موسم الاصطياف، فضلا عن إعطاء فرصة للحرفيين لتسويق منتجاتهم المتنوعة ما بين تحف فنية وفخار وخزف وسلال الدوم والحلفاء، وكذا ألبسة تقليدية تبرز الثراء الثقافي الذي تتميز به كل منطقة".
وثمّن عدد من المتوافدين على هذه الفعاليات ذات الأبعاد الثقافية والسياحية والاجتماعية، تنظيم هكذا نشاطات؛ مما يسمح - حسبهم - "بتنويع برنامج الاصطياف، والتعريف والترويج للعديد من الحرف والصناعات التقليدية المهددة بالزوال والضاربة في عمق هوية وثقافة أهل المنطقة". وقال عمر (من تيسمسيلت) الذي يزور شاطئ تنس لأول مرة: "بحكم أن ولاية الشلف لا تبعد كثيرا عن مكان إقامتي لم أكن أتوقع اختلافا في العادات والتقاليد والتراث الثقافي (...). بصراحة، المعرض كان فرصة لتغيير رأيي، والتعرف أكثر على ثقافة المنطقة التي تتميز بالتعدد والثراء؛ في مشهد ينم عن حفاظ أجيال وتواصلها مع عادات وتقاليد السابقين".
أما السيّدة سهام التي جاءت رفقة العائلة من ولاية تيارت، فأبت إلا أن تقتني تذكارات لأقاربها، سيما تذكار "منارة تنس"، ليأخذها الفضول بعدها لزيارة هذا المعلم الموجود بمحاذاة شاطئ سيدي مروان، الذي يُعد أول منارة بناها المستعمر الفرنسي في الجزائر سنة 1861، وبقيت صامدة منتصبة إلى يومنا هذا رغم تعرضها لزلزالي 1954 و1980.
ومن جانبهم، استحسن الحرفيون إقامة هذا المعرض بالشاطئ المركزي لمدينة تنس على أساس وجهة سياحية بامتياز، وتعرف حركة دؤوبة خلال موسم الاصطياف، الأمر الذي يسمح لهم بتسويق أفضل لمنتجاتهم؛ ليس فقط محليا ولكن حتى وطنيا.
وتُعرف مدينة تنس (55 كم شمال مركز الولاية) بشواطئها الصخرية والعذراء التي تستقطب المصطافين وعشاق المغامرة من مختلف الولايات الداخلية؛ حيث تُعد الوجهة السياحية الأولى على مستوى ولاية الشلف التي تحوز على 26 شاطئا مسموحة فيها السباحة، وشريط ساحلي يبلغ طوله 129 كلم.
الجدير بالذكر أن عدد المصطافين الذين تستقبلهم ولاية الشلف سنويا، يقدّر - حسب إحصائيات مديرية السياحة - بخمسة ملايين زائر، فيما تراهن السلطات الولائية على تطوير الخدمات المقدمة في هذا المجال، وتنويع البرنامج الثقافي الترفيهي للترويج للسياحة بهذه المنطقة، واستقطاب أكبر عدد من الزوار.