المجلس الأعلى للّغة العربية ينظم دورة تكوينية

مرافقة الصحافيين في استعمالهم لغة الضاد

مرافقة الصحافيين في استعمالهم لغة الضاد
  • 264
مريم. ن  مريم. ن 

نظم المجلس الأعلى للغة العربية، أول أمس، بمقره، دورة تكوينية للإعلاميين، خاصة بـ "التقرير الصحفي والتدقيق الإملائي" ، نشطها وأطَّرها المدرب الإعلامي الدكتور نوار لعبيدي من جامعة الشاذلي بن جديد بالطارف، وصاحب مدرسة المراسل الصحفي. كما قدّم بعض التوجيهات. وصحّح بعض المفاهيم، خاصة تلك المتعلقة بالخبر والمعلومة. واستطاع أن يخلق جوا مريحا، وحوارا مباشرا بينه وبين المشاركين من مختلف وسائل الإعلام الوطنية.

في كلمته الترحيبية أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، البروفيسور صالح بلعيد، أن هذه الدورة التكوينية هي الرابعة، مشيرا إلى أن هذه الدورات التكوينية تدخل في إطار مهام المجلس وبرنامجه السنوي؛ بهدف الوصول إلى" السلامة اللغوية" للصحفيين.

كما أوضح البروفيسور بلعيد أن الغرض من هذه الدورات التكوينية، "مرافقة الصحافيين في استعمالهم للّغة العربية"، مؤكدا أن المجلس الأعلى سيواصل برمجة هذه الدورات التكوينية لفائدة الإعلاميين. ووعد الصحفيين بالدورة الخامسة التي ستكون بعد شهر رمضان. واستهل الدكتور نوار لعبيدي الدورة بالإشارة إلى الحرب الإعلامية الجارية،  علما أن الغلبة فيها للأقوى، خاصة في التوجيه، والتأثير على الرأي العام، ونقل المعلومة، وطرق توظيفها ونشرها، داعيا إلى تمكين الصحفي من فنيات التحرير، والتحكم حين الكتابة، في مختلف الأنواع الصحفية، مع اعتماد النزاهة، والمصادر الموثوقة والمعنية بهذا الحدث أو ذاك.

ودخل، بعدها، الدكتور لعبيدي مباشرة، في موضوع الدورة، وهو التقرير الصحفي، موضحا أنه يقع بين الخبر والتحقيق. ويُعد شكلا من أشكال الكتابة الصحفية، يتصف بالجدة، والسرعة، والحضور، والوضوح، والدقة. ويحتوي وصفا دقيقا للحدث، لا يهتم بالزمان والمكان، عكس الخبر الذي يهتم، فقط، بالإجابة عن الأسئلة الستة (من؟ متى؟ أين؟ ماذا؟ لماذا؟ وكيف؟)؛ فهو أكثر عمقا. كما يمكن الصحفيَّ أن يحوّل الخبر إلى تقرير. ومن أبرز مميزات التقرير أنه يتطلب أن يعيش الصحفي الحدث حضوريا. وعلى عكس التحقيق الذي يجب أن يكون موضوعيا، فإن التقرير يكتبه الصحفي بذاتية؛ بإبداء رأيه في الظاهرة أو الحدث. وأشار الدكتور لعبيدي إلى أن التقرير الصحفي يقدم معلومات حول الأحداث بصورة سريعة ولكنها مستوفية للعديد من العناصر المفقودة في الخبر الصحفي. وهو بثلاثة أنواع؛ الإخباري المنطلق من الخبر، ليفصل فيه بمعلومات جديدة، وبخلفية لم تكن في الخبر، مع إمكانية تقديم الرأي الشخصي للصحفي. أما التقرير الحي فيعتمد على الوصف بالزمان والمكان، والفاعلين. وأما تقرير عرض الأشخاص فيخص شخصية بارزة  صنعت الحدث.

وعن كتابة هذا النوع الصحفي فهو يشمل مقدمة، وهي تمهيد للتقرير بزاوية جديدة في الموضوع. وجسم، وهو المعلومات والتصريحات والآراء والأدلة المرتبة. وخاتمة، وتخص النتائج.

للإشارة، فقد استمع المدرب لتساؤلات الصحفيين. وفتح نقاشا موسعا معهم، ليختتم اللقاء بتكريم الدكتور لعبيدي، وتوزيع شهادات على الصحفيين المشاركين.