السهرة الأخيرة من مهرجان جميلة العربي

مسك الختام بصوت فلسطين محمد عسّاف

مسك الختام بصوت فلسطين محمد عسّاف
  • 6338
آسيا عوفي آسيا عوفي
ودّع جمهور مهرجان جميلة العربي سهرات الطبعة الحادية عشرة بعد أزيد من أسبوع من الفعاليات التي شاركت فيها أسماء لامعة جزائرية وعربية، واختير أن يكون مسك الختام من فلسطين التي صدح منها صوت الفنان المتألق محمد عسّاف.
حضر المناسبة أيضا المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام السيد، لخضر بن تركي وغيره من المشرفين على هذا الموعد الفني السنوي القاري لينطلق بعدها البرنامج الختامي المتنوع والموقع من طرف العديد من الأصوات الرائعة.
تقدم في هذه السهرة الأخيرة من عمر المهرجان الفنان المحبوب والمطلوب بإلحاح في كل مناسبة وهو الفنان محمد عسّاف القادم من أرض فلسطين، والمتخرج من البرنامج المشهور ”عرب أيدول” إلى جانب كوكبة من الأسماء الجزائرية الشابة من خرجي مدرسة ألحان وشباب في طبعته الأولى على غرار عبد الله الكرد، هواري عبد الله، تينهينان، جلول مرقة، عمر بالحرمة، هشام حنفي، عدة لميا، بطوش سفيان زيقم وعماد باشا، الذين افتتحوا السهرة وتداولوا على الركح وأدوا أجمل ما جادت به حناجرهم ومن شتى الطبوع الجزائرية من الصحراوي، الرايوي، السطايفي والقبائلي وغيرها من روائع ”السندو” و«الجمالة”، وكذا أغنية جديدة لعبد الله الكرد بعنوان ”شرقت وغربت” التي تفاعل معها الجمهور الحاضر والمتكون من الكثير من العائلات الفلسطينية المقيمة بالجزائر.
الشطر الثاني من السهرة، والذي تواصل إلى غاية الساعة الثالثة صباحا كان مع ذلك الفنان الذي خطف مسامع الحضور بأدائه الرائع وبصوته العذب .. إنه ابن فلسطين الجريحة، محمد عساف الذي أمتع الحاضرين بتلألئه في سماء جميلة من خلال أغاني ”عالكوفية” التي بقي الجمهور يطلبها ويرقص على أنغامها، إلى جانب العديد من الأغاني الطربية كأغنية عبد الحليم حافظ ”جانا الهوا” التي رددها معه الجمهور الحاضر.
بعدها أسدل الستار رسميا على الطبعة الحادية عشر من مهرجان جميلة العربي الذي عرف هذه السنة مشاركة أزيد من 370 فنانا كانوا سفراء الأغنية العربية والجزائرية، بالإضافة إلى عدة فرق عربية كفرقة ”إنانا” القادمة من سوريا وفرقة ”مازغان” المغربية وعدة فرق جزائرية.
عرفت سهرة الختام تكريم العديد من الأطراف والجهات التي سهرت على إنجاح الطبعة منها المديرية الولائية للأمن الوطني والدرك الوطني والحماية المدينة والجزائرية للمياه وسونلغاز وكذا الخطوط الجوية الجزائرية.
للإشارة، فقد استمر المهرجان طيلة 10 أيام كاملة حقق فيها نجاحا مميزا وتبنى شعار ”الوحدة الوطنية  والشعب الواحد”، كما تميز بالتنظيم المحكم وحضور ألمع نجوم الأغنية العربية منهم من حط الرحال لأول مرة بالموقع كالفنان التونسي نور شيبة والفنانة نبيهة كراولي والفلسطيني محمد عسّاف، كما تألق العديد من النجوم العرب كالفنان العراقي رضا العبد الله والفنان السوري علي الديك والأردنية ديانا كرزون.

سمير مفتاح:

الثقافة الجزائرية الواجهة المشرقة للجزائر

خلال كلمة ألقاها السيد سمير مفتاح، مدير الإعلام والاتصال والتسويق بالديوان الوطني للثقافة والإعلام، أكد أن المهرجان كان ناجحا إلى أبعد الحدود، وأنه أوصل رسالة الثقافة السامية وبذور الحب التي تم زرعها من أجل الجزائر وللجزائر فقط، مؤكدا أيضا تقديم الكثير من أجل إنجاح هذه الطبعة التي تفخر بكل أبناء هذا الوطن وخير دليل رسالة رئيس الجمهورية في إطار ذكرى يوم المجاهد إلى الذين حرروا الوطن ولا زالوا يوفون بالعهد، كما حملت الرسالة ـ حسبه - نفس الشعار الذي حملته جميلة وهو وسام شرف يعلق على صدر هذه الطبعة وعلى صدر الثقافة التي تحمل الكثير من الرسالات إلى العالم أجمع ”لنقول دائما بأننا شعب واحد ووطن واحد”، كما تطرق إلى الزيارة التي قام بها الوزير الأول إلى قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، شاكرا للذين ساهموا في إنجاح هذه الطبعة وقدموا الدعم للثقافة الجزائرية التي تبقى الوجهة المشرقة للجزائر والتي كسرت بالأمس حصار الأزمة التي عرفتها الجزائر في العشرية السوداء.

محمد عساف:

 أحلم بتأدية الغناء العربي من مشرقه إلى مغربه

هو فنان بدأ مشواره الفني منذ أن كان طفلاً، عندما شارك في أوبريت طلائع فلسطين والذي غنى فيها من أجل حق الأطفال في التعليم، تأثر بالأغاني الوطنية منذ الصغر، فغنى لفلسطين أغنية ”شدي حيلك يا بلد” عندما كان في الحادية عشر من عمره، أما الأغنية الأكثر شهرة فهي ”على الكوفية” التي غناها عندما كان في الـ 16 من عمره، والتي أصبحت إحدى أغاني التراث الفلسطيني الثورية وفي فترةٍ قياسية أصبحت هذه الأغنية من أكثر الأعمال المذاعة والمحبوبة لدى الشعب الفلسطيني، أما المشاركة التي غيّرت مجرى حياته فهي مشاركته في برنامج ”أرب أيدول” حينها أبهر لجنة التحكيم في كافة مراحل المشاركة، خاصة في مرحلة الاختبار الأولى والتي تمكن من اللحاق بها بعد تجارب الأداء في مصر، إذ أنه كان مهدداً بعدم تمكنه من المشاركة بالبرنامج بسبب تعرضه لمشاكل على الحدود ما اضطر المنظمين إلى انتظاره لساعات طويلة، لكنه تمكن من خطف أنظار الجماهير العربية بأدائه الرائع وليشيد الجميع بصوته.
عساف عقد ندوة صحفية على هامش مهرجان جميلة العربي أكد فيها أن أي فنان يكون معجبا بطابع فني ما حتما سيتمكن من أدائه والنجاح فيه، مشيرا إلى أنه شديد الإعجاب والانبهار بالطبوع الموسيقية المغاربية منها الجزائرية على وجه التحديد، لهذا غنى ”وهران وهران رحتي خسارة” بتمكن شديد وهو مستعد لتأدية طبوع أخرى، كما أكد أنه يحلم بتأدية الغناء العربي من مشرقه إلى مغربه وبكل ما فيه من لهجات وتنوع، وذلك نابع من باب حبه لإرضاء وتلبية أذواق جمهوره أينما كان.
عن تجربته مع التمثيل، أكد عساف أن قناة عربية معروفة عرضت عليه إنتاج فيلم عن مشواره كفنان تحدى الصعاب من أرض محاصرة ومحتلة، لبلوغ النجومية والبروز على كل الأصعدة فقال ”رفضت الفكرة تماما لأني مغني بالدرجة الأولى والتمثيل آخر ما أفكر فيه أوبصراحة التطرق للحديث عنه مؤجل، وبعدها استأذنت القناة لكي تأخذ شخصية مشابهة من أجل تجسيد الفيلم، وبفعل الغيرة وعدم تطابق الشبه الكبير بيننا تركت العمل يسير وأنا غير راض تماما، وبالمختصر، الفيلم هو في مرحلة الإنتاج ولست مشاركا فيه لا من بعيد ولا من قريب”. وعن مشاركته في مهرجان جميلة العربي، صرح الفنان أن هذه أول مشاركة له في المهرجان وأنه سعيد بإحياء حفل بجميلة ولقاء الجمهور الجزائري.

لخضر بن تركي:

الإعلام هو المرآة العاكسة للمهرجان

قبل ساعات من الإعلان عن اختتام مهرجان جميلة العربي في طبعته الحادية عشر، عقد المدير العام لديوان الثقافة والإعلام السيد، لخضر بن تركي ندوة صحفية تقييمية للمهرجان أكد فيها أن مهرجان جميلة كان ناجحا من جميع النواحي وهذا بفضل الخطوات التي خطاها الديوان الوطني للثقافة والإعلام ومحافظة المهرجان، كما نوه بالدور الإعلامي الذي لعبته كل الوسائل الإعلامية دون استثناء، معتبرا إياها الوسيلة الوحيدة لتصدير صورة البلاد، وسيتم العمل إلى غاية الوصول إلى ما وصلته إليه المهرجانات الأخرى.. وعن هذه الطبعة قال إنها ضمت أسماء كبيرة، كما أن الجماهير التي واكبت السهرات اكتشفت شباب وأسماء فنية جديدة قادرة على الإبداع هي الأخرى.بن تركي اعتبر تصريح السيد ميهوبي، وزير الثقافة والخاص بإعادة النظر في طبيعة المهرجانات من حيث المدة والمشاركات هو عبارة عن كلام قيل على هامش الافتتاح الرسمي للطبعة والحديث عن أبعاد التصريح ومناقشته لا يجب أن يكون إلاّ بعد تطبيقه بتعليمات موثقة، لذا كما قال لا يمكن التطرق إلى هذه النقطة في الوقت الراهن.اختتمت الندوة الصحفية بتكريم الإعلاميين الذين غطوا المهرجان بمنحهم درع المهرجان معتبرا الإعلام المرآة العاكسة لأي نشاط كان.