تستعد ولاية بجاية لاحتضان فعاليات الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي للمسرح، في الفترة الممتدة من 10 إلى 17 أكتوبر الجاري، بمشاركة ثماني فرق مسرحية تمثل سبع دول إفريقية، في تظاهرة فنية تحمل بعدًا ثقافيًا وإنسانيًا، يعكس غنى التنوع الإفريقي في مجال الفن الرابع.

خلال ندوة صحفية نُظمت ببجاية، أوضح محافظ المهرجان سليمان بن عيسى، أن هذه الدورة تولي اهتمامًا خاصًا بالمسرح الإفريقي، من خلال برمجة عروض مسرحية تمثل الجزائر، موريتانيا، السنغال، كوت ديفوار، غينيا، بوركينا فاسو وتونس، حيث ستُعرض الأعمال على ركح المسرح الجهوي "عبد المالك بوقرموح"، إلى جانب عدة فضاءات ثقافية عبر الولاية.

تُفتتح التظاهرة بعرض مسرحية "فلسطين المغدورة" لزياني شريف عياد، من إنتاج المسرح الجهوي "كاتب ياسين" بتيزي وزو، في عرض يُتوقع أن يشد الانتباه بالنظر إلى رمزيته ومضمونه السياسي والإنساني. كما تقدم فرقة موريتانيا، ضيف شرف الدورة، مسرحيتها "ديبه"، تليها مسرحية "كرنفال روماني" للمخرجة موني بوعلام وإنتاج المسرح الجهوي لقسنطينة. وتتواصل العروض بمسرحيات متنوعة، مثل "رفض العار" من بوركينا فاسو، "البخارة" من تونس، "الاعترافات" من السنغال، "سارجي، الفينوس المنسية" من كوت ديفوار، على أن تُختتم التظاهرة بعرض المسرحية الغينية "لمجرد المعرفة"، وتكريم الفنان الجزائري مصطفى عياد.

ويتضمن برنامج المهرجان عروضًا وطنية تحتضنها دار الثقافة "طاوس عمروش"، منها "ستاند آب"، "غدوا يا من عاش"، "طرو - بلام محند عمي"، "بدون مأوى" و"هبالي"، إلى جانب عرضين مسرحيين موجهين للأطفال، وجولة للحكواتي في المدارس الابتدائية بكل من بجاية، وادي غير والقصور.

كما يشمل البرنامج تنظيم أكثر من 20 عرضا مسرحيا عبر تسع بلديات من الولاية، وهي خراطة، أوقاس، آيت إسماعيل، أميزور، أكفادو، أوزلاقن، أقبو، تازمالت وبجاية، ما يعكس البعد الشعبي واللامركزي لهذه التظاهرة الثقافية. في الجانب الأكاديمي والتكويني، تم برمجة ورشتين، الأولى حول الإخراج والأداء المسرحي، والثانية حول فن الدراما وكتابة السيناريو، يؤطرهما مختصون وأساتذة في الميدان، بهدف تمكين الشباب من أدوات العمل المسرحي الحديثة.

كما ستحتضن المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ببجاية، يومي 12 و13 أكتوبر، ملتقى علميًا دوليًا حول موضوع "اللغات الشعبية في المسرح الإفريقي"، بحضور وزراء ثقافة سابقين من السنغال، كوت ديفوار وبوركينا فاسو، إلى جانب أكاديميين من جامعات إفريقية، حيث سيتم تناول إشكالية التنوع اللغوي في القارة الإفريقية، وانعكاساته على التعبير الفني المسرحي. ويتضمن البرنامج أيضا، مائدة مستديرة حول النقد المسرحي، يشارك فيها عدد من الإعلاميين والمثقفين، من بينهم أحمد شنيقي، بوخالفة أمازيت ونجيب سطمبولي، لمناقشة واقع الكتابة النقدية في المسرح ومواكبتها للإنتاج الفني.