اختتام الأيام الثقافية الكويتية بقسنطينة
مقتطفات من رياحين القافية وحديث عن التراث
- 1466
زبير. ز
اختار وفد الكويت المشارك مؤخرا في فعاليات الأيام الثقافية الكويتية بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، أن يكون مسك الختام للقافية ولعذب الكلام، حيث صدحت الأصوات بكل جميل وأصيل بقاعة العروض أحمد باي بعد أيام من العروض المتواصلة، التي أبرزت الوجه الثقافي والحضاري لهذا البلد العربي.
نشّط الجلسة الأولى الأستاذ شهاب عبد الحميد الشهاب، الأمين المساعد لقطاع الآثار والمتاحف والشؤون الهندسية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، بينما نشّطت الجلسة الثانية الأديبة جميلة عبد الله سيد علي، رئيسة قسم الاتصال الجماهيري وإدارة العلاقات العامة بوزارة التربية الكويتية، والجلسة الأخيرة كانت من تنشيط الشاعر هشام المغربي، الذي حمل الحضور إلى خيالات العالم المطلق وإلى مكامن الكلمة.
وكشف صاحب دراسة القلاع في دولة الكويت، عن خسارة منطقة الخليج مبلغ 9 ملايير دولار، بسبب الاعتداءات على الآثار وتدميرها خلال الحروب أو النزاعات المسلحة أو حتى تهريبها والمتاجرة بها في السوق الموازية، حيث طالب بضرورة وضع خطط احترازية في المستقبل للحفاظ على ما هو موجود، معتبرا أن الخطر يكمن فيما يحدث الآن من حراك وتجنيد للمنظمات التخريبية الموجودة في المنطقة، من خلال استغلال التراث الثقافي. كما أكد أنه ليس شرطا الانضمام إلى المنظمات الدولية كي نحافظ على التراث، بل هناك تحركات بسيطة تصب في هذا المسعى؛ من خلال تسجيل هذا التراث في السجل الوطني لكل دولة.
وتَوقع المحاضر أن يأتي يوم تصبح فيه المؤسسات الرسمية غير قادرة لوحدها على الحفاظ على هذا التراث المادي، علما أن المحاضر استند في تدخّله، على تحليل اليونسكو وتقرير العديد من الدول، التي أكدت أن المشاريع الثقافية في المنطقة تفشل بسبب 3 عوائق، لُخصت في عدم وجود خطة للحفاظ على التراث، وغياب أو تغييب دور تدخّل الكوادر والكفاءات الوطنية في هذه المعركة، وعدم وجود خطة لإشراك المجتمع في هذه القضية.
وبالنسبة للكويتيين، فقد أكد المتحدث أنهم انطلقوا في العمل مع الجزائريين على هامش اجتماعات لجنة التراث العالمي، وذلك في إطار الحفاظ على التراث، مضيفا أن هناك بعض المشاكل التي تعرقل المهتمين بالتراث والباحثين، وعلى رأسها مشكل تسجيل المناطق الأثرية مستوفية الشروط. كما أثار المحاضر قضية خطورة النبش في المواقع الأثرية غير المعروفة وغير المسجلة، وبذلك الاستحواذ على القطع الأثرية في غياب أدنى رقابة.
وبالمناسبة قدّم المحاضر لمحة سريعة عن تاريخ بناء المتاحف في الكويت، مؤكدا أنه في سنة 1959 وقبل صدور قانون الآثار، فتحت الكويت أول متحف وطني لها، وكان عبارة عن قلعة تاريخية، يعود بناؤها إلى بدايات القرن الـ20، مضيفا أن الدولة الكويتية وضعت خططا استراتجية كي لا تكون المتاحف مجرد وعاء لعرض بعض الآثار والقطع. كما تمت دعوة أكبر المتخصصين العالميين منهم المهندس الفرنسي أوتو شير، لبناء متحف الكويت في الستينات على مساحة أكثر من 100 ألف متر مربع، ويتكون من 5 مباني وقاعات عرض. وتم الافتتاح الرسمي لهذا المتحف سنة 1983، وكان من أكبر المتاحف في الخليج في ذلك الوقت، قبل أن يدمَّر في حرب الخليج الأولى، والأعمال جارية لإعادة تأهيله، ليكون من أكبر وأجمل المتاحف في المنطقة، وذلك بالتنسيق مع مصممين عالميّين، والأشغال جارية الآن لتحويل هذا المتحف إلى مركز تكويني تعليمي وترفيهي.
وتحدّث المحاضر عن مشروع المجمع الثقافي الذي من المنتظر أن تحتضنه دولة الكويت، والذي يضم أربعة متاحف، ويسهر على تنفيذه المجلس الوطني للثقافة والآداب، وسيكون جاهزا بعد ثلاث أو أربع سنوات. كما تحدّث عن الفكرة التي مكنت من وضع متحف بحري بالكويت بعدما تم استرجاع أحد القوارب القديمة الكويتية، والذي كان يُعرض للبيع بدولة الإمارات، وكان هذا القارب الذي يزن 37 طنا وطوله 33 مترا، نواة متحف التراث البحري بالكويت. وشمل حديث شهاب عبد الحميد الشهاب أيضا، موضوع استرجاع العديد من القطع الأثرية الكويتية من العراق، التي استُرجعت منها حوالي 47 قطعة، ومن إيران التي استُرجع منها لوحدها أكثر من 370 قطعة أثرية.
قدّمت صاحبة المجموعة القصصية «الأصفار تشكل رقما»، محاضرة حول نشأة وتطور الرواية الكويتية وخروجها من النطاق المحلي الضيق إلى العالمية، حيث تحدثت عن نشأة الحركة الثقافية في الكويت، والتي تُعد امتدادا للحركة الثقافية العربية، من خلال مولد أول ناد ثقافي كويتي في بداية القرن العشرين سنة 1924.
وقالت جميلة الكويت إن مرحلة الازدهار الثقافي والفكري في بلدها، بدأت رسميا مع استقلال البلاد في بداية ستينات القرن الماضي، بعدما تجاوزت الكويت مرحلة البلد المستقبل للثقافات الخارجية ودخلت مرحلة الأخذ والعطاء والمشاركة. وشجع على ذلك، حسب قولها، مساهمة وسائل الاتصال؛ من إذاعة تلفزيون ومسرح، التي خلقت تواصلا مباشرا مع الجهور، مما شحن أقلام وأفكار الكثير من المثقفين للكتابة.
وأكدت المحاضرة أن الرواية في الكويت التي عرفت سبقا عربيا في الخيال العلمي من خلال الثلاثية «انقراض الرجل» للروائية الراحلة طيبة أحمد الإبراهيم التي تنبأت بعلم الاستنساخ، قد فرضت حضورا داخل الخريطة العربية، معتبرة أن بداية الرواية الكويتية كانت سنة 1948، وهي رواية بعنوان «آلام صديق» للأديب فرحان راشد الفرحان، وأن المسيرة الروائية لم تكن بشكل منتظم بعدما توقفت سنوات الخمسينات، لتعود في الستينات بشكل بطيئ ولكن مستمر، وبدخول المرأة جنبا إلى جنب الرجل، وظهور روايات صبيحة المشاري، فاطمة يوسف العلي ونورية السداني. وكانت الرواية خلال هذه المرحلة تتناول في غالبية مواضيعها الشأن الاجتماعي، لتضيف الأديبة جميلة سيد علي أن الرواية الكويتية في مرحلة السبعينات عرفت مرحلة التأسيس وتثبيت الدعائم ووضع المعالم الفنية مع روايات إسماعيل فهد إسماعيل، الذي نقل الرواية الكويتية نقلة نوعية. كما اتسمت هذه المرحلة، حسب تأكيدها، بتجاذب الرؤى والأفكار بين الكتّاب والمؤصلين لفن الرواية، وتسارعت الرواية في الثمانينات والتسعينات إلى غاية عام 2000، وكانت الكويت من أهم دول الخليج رفقة المملكة العربية السعودية بروزا في فن الرواية. هذه المرحلة عُرفت بظهور الرواية المطولة، ووُصفت بمرحلة الانتشار الروائي؛ إذ اعتمدت على تجريب التقنيات السردية غير التقليدية وتمثيلها فنيا وجماليا، على غرار روايات إسماعيل فهد إسماعيل صاحب 23 رواية، وأكثر الروائيين الكويتيين إنتاجا، ليلى العثمان وعبد الله خلص، ومع العقد الأول من الألفية الثالثة، تقول صاحبة المجموعة القصصية «يرجى عمل اللازم»، عرفت الرواية الكويتية التي طُبعت في الكويت، مصر، لبنان وسوريا، غزارة في الإنتاج ورقيّا في نوعية السرد، وبلغ عدد الروائيين 45 روائيا، ووصلت إلى العالمية سنة 2013 برواية «ساق البامبو» لسعود السنعوسي. وتميزت الرواية في هذه المرحلة بالانتشار الإلكتروني، على غرار رواية « المسيخ الإلكتروني» للروائية الشابة حياة الياقوت.
أكدت الأديبة الكويتية جميلة سيد علي أن اختيار قسنطينة كعاصمة للثقافة العربية 2015، أسعدت المثقفين العرب، وقالت: «نعتز ككويتيين بأن بلد الثقافة في الجزائر؛ بلد المليون ونصف المليون شهيد، وبلد التاريخ والحضارة «. وقالت إنها تعتز بهذا التاريخ الذي صاحبها مند مولدها، عندما قررت والدتها الكويتية أن تطلق عليها اسم جميلة؛ تيمنا بجميلة بوحيرد، التي قالت عنها إنها جميلة الجزائر، حيث أهدت تحياتها من المنبر الذي كانت تعتليه، إلى مثقفي الكويت، الجزائر والعرب.
يا أيها الوهم المهاجر في محاجر أهلنا
كم ليلة ماتت على أمل الرجوع!
كم زهرة نذرت لأجل قدومك العطري!
لكنك لم تجئ، كذابة هذه الحياة!
وفي رده على الشاعر الكويتي نشمي المهنا الذي كتب «البحر يستدرجنا للخطيئة»، رد الشاعر محمد هشام المغربي بقصيدة «الخطيئة تستدرجنا إلى البحر»، وقال فيها:
شاعرنا هذه الليلة أجمل
لا تترك نفسك في البيت
مندوزة نظرت في المرآة وماتت
فاحزم أوراقك واخرج
لا تترك هذا الوطن المتحجر يغرق في الليل
من أين يجيئ الشعراء
والتاريخ يقبّل أقدام الأمراء؟
ومدينتك الفاضلة أفلاطون
تتناثر ما بين الثكنات
كما قرأ العيد من القصائد الأخرى.
للإشارة، فقد تم تكريم المشاركين في هذه الأمسية الأدبية والعلمية من طرف مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، الذي منح هدايا تذكارية لضيوف قسنطينة والجزائر.
نشّط الجلسة الأولى الأستاذ شهاب عبد الحميد الشهاب، الأمين المساعد لقطاع الآثار والمتاحف والشؤون الهندسية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، بينما نشّطت الجلسة الثانية الأديبة جميلة عبد الله سيد علي، رئيسة قسم الاتصال الجماهيري وإدارة العلاقات العامة بوزارة التربية الكويتية، والجلسة الأخيرة كانت من تنشيط الشاعر هشام المغربي، الذي حمل الحضور إلى خيالات العالم المطلق وإلى مكامن الكلمة.
التراث مسؤولية جماعية
اعتبر الأستاذ شهاب عبد الحميد الشهاب أن مسؤولية الحفاظ على التراث يتحملها الجميع، بمن فيه المجتمع المدني؛ إذ أن الدولة لوحدها لا تستطيع القيام بهذا الدور على أكمل وجه.وكشف صاحب دراسة القلاع في دولة الكويت، عن خسارة منطقة الخليج مبلغ 9 ملايير دولار، بسبب الاعتداءات على الآثار وتدميرها خلال الحروب أو النزاعات المسلحة أو حتى تهريبها والمتاجرة بها في السوق الموازية، حيث طالب بضرورة وضع خطط احترازية في المستقبل للحفاظ على ما هو موجود، معتبرا أن الخطر يكمن فيما يحدث الآن من حراك وتجنيد للمنظمات التخريبية الموجودة في المنطقة، من خلال استغلال التراث الثقافي. كما أكد أنه ليس شرطا الانضمام إلى المنظمات الدولية كي نحافظ على التراث، بل هناك تحركات بسيطة تصب في هذا المسعى؛ من خلال تسجيل هذا التراث في السجل الوطني لكل دولة.
وتَوقع المحاضر أن يأتي يوم تصبح فيه المؤسسات الرسمية غير قادرة لوحدها على الحفاظ على هذا التراث المادي، علما أن المحاضر استند في تدخّله، على تحليل اليونسكو وتقرير العديد من الدول، التي أكدت أن المشاريع الثقافية في المنطقة تفشل بسبب 3 عوائق، لُخصت في عدم وجود خطة للحفاظ على التراث، وغياب أو تغييب دور تدخّل الكوادر والكفاءات الوطنية في هذه المعركة، وعدم وجود خطة لإشراك المجتمع في هذه القضية.
وبالنسبة للكويتيين، فقد أكد المتحدث أنهم انطلقوا في العمل مع الجزائريين على هامش اجتماعات لجنة التراث العالمي، وذلك في إطار الحفاظ على التراث، مضيفا أن هناك بعض المشاكل التي تعرقل المهتمين بالتراث والباحثين، وعلى رأسها مشكل تسجيل المناطق الأثرية مستوفية الشروط. كما أثار المحاضر قضية خطورة النبش في المواقع الأثرية غير المعروفة وغير المسجلة، وبذلك الاستحواذ على القطع الأثرية في غياب أدنى رقابة.
وبالمناسبة قدّم المحاضر لمحة سريعة عن تاريخ بناء المتاحف في الكويت، مؤكدا أنه في سنة 1959 وقبل صدور قانون الآثار، فتحت الكويت أول متحف وطني لها، وكان عبارة عن قلعة تاريخية، يعود بناؤها إلى بدايات القرن الـ20، مضيفا أن الدولة الكويتية وضعت خططا استراتجية كي لا تكون المتاحف مجرد وعاء لعرض بعض الآثار والقطع. كما تمت دعوة أكبر المتخصصين العالميين منهم المهندس الفرنسي أوتو شير، لبناء متحف الكويت في الستينات على مساحة أكثر من 100 ألف متر مربع، ويتكون من 5 مباني وقاعات عرض. وتم الافتتاح الرسمي لهذا المتحف سنة 1983، وكان من أكبر المتاحف في الخليج في ذلك الوقت، قبل أن يدمَّر في حرب الخليج الأولى، والأعمال جارية لإعادة تأهيله، ليكون من أكبر وأجمل المتاحف في المنطقة، وذلك بالتنسيق مع مصممين عالميّين، والأشغال جارية الآن لتحويل هذا المتحف إلى مركز تكويني تعليمي وترفيهي.
وتحدّث المحاضر عن مشروع المجمع الثقافي الذي من المنتظر أن تحتضنه دولة الكويت، والذي يضم أربعة متاحف، ويسهر على تنفيذه المجلس الوطني للثقافة والآداب، وسيكون جاهزا بعد ثلاث أو أربع سنوات. كما تحدّث عن الفكرة التي مكنت من وضع متحف بحري بالكويت بعدما تم استرجاع أحد القوارب القديمة الكويتية، والذي كان يُعرض للبيع بدولة الإمارات، وكان هذا القارب الذي يزن 37 طنا وطوله 33 مترا، نواة متحف التراث البحري بالكويت. وشمل حديث شهاب عبد الحميد الشهاب أيضا، موضوع استرجاع العديد من القطع الأثرية الكويتية من العراق، التي استُرجعت منها حوالي 47 قطعة، ومن إيران التي استُرجع منها لوحدها أكثر من 370 قطعة أثرية.
عراقة الشعر والرواية في الأدب الكويتي المعاصر
في سياق آخر وضمن جلسة نشّطتها الأديبة ورئيسة قسم الاتصال الجماهيري وإدارة العلاقات العامة بوزارة التربية الكويتية جميلة عبد الله سيد علي، أكدت أن السلطات ببلدها قدّمت دعما كبيرا للثقافة والمثقفين بشكل عام، وللأدب والأدباء بشكل خاص، واعتبرت أن التطور الكبير للرواية الكويتية وخروجها من المحلية إلى العالمية تعكسه جائزة البوكر العالمية سنة 2013، والتي فاز بها الروائي سعود السنعوسي عن رواية «ساق البامبو»، ويعود أيضا إلى دعم ورعاية الدولة وفتح المجال أمام الأدباء والمثقفين بدون قيود أو وجود خطوط حمراء، وكذا الاستقرار وانتشار الوعي خاصة بين فئة الشباب، وهو، حسبها، ما ساهم أيضا في صنع استقرار وتوازن داخل المجتمع.قدّمت صاحبة المجموعة القصصية «الأصفار تشكل رقما»، محاضرة حول نشأة وتطور الرواية الكويتية وخروجها من النطاق المحلي الضيق إلى العالمية، حيث تحدثت عن نشأة الحركة الثقافية في الكويت، والتي تُعد امتدادا للحركة الثقافية العربية، من خلال مولد أول ناد ثقافي كويتي في بداية القرن العشرين سنة 1924.
وقالت جميلة الكويت إن مرحلة الازدهار الثقافي والفكري في بلدها، بدأت رسميا مع استقلال البلاد في بداية ستينات القرن الماضي، بعدما تجاوزت الكويت مرحلة البلد المستقبل للثقافات الخارجية ودخلت مرحلة الأخذ والعطاء والمشاركة. وشجع على ذلك، حسب قولها، مساهمة وسائل الاتصال؛ من إذاعة تلفزيون ومسرح، التي خلقت تواصلا مباشرا مع الجهور، مما شحن أقلام وأفكار الكثير من المثقفين للكتابة.
وأكدت المحاضرة أن الرواية في الكويت التي عرفت سبقا عربيا في الخيال العلمي من خلال الثلاثية «انقراض الرجل» للروائية الراحلة طيبة أحمد الإبراهيم التي تنبأت بعلم الاستنساخ، قد فرضت حضورا داخل الخريطة العربية، معتبرة أن بداية الرواية الكويتية كانت سنة 1948، وهي رواية بعنوان «آلام صديق» للأديب فرحان راشد الفرحان، وأن المسيرة الروائية لم تكن بشكل منتظم بعدما توقفت سنوات الخمسينات، لتعود في الستينات بشكل بطيئ ولكن مستمر، وبدخول المرأة جنبا إلى جنب الرجل، وظهور روايات صبيحة المشاري، فاطمة يوسف العلي ونورية السداني. وكانت الرواية خلال هذه المرحلة تتناول في غالبية مواضيعها الشأن الاجتماعي، لتضيف الأديبة جميلة سيد علي أن الرواية الكويتية في مرحلة السبعينات عرفت مرحلة التأسيس وتثبيت الدعائم ووضع المعالم الفنية مع روايات إسماعيل فهد إسماعيل، الذي نقل الرواية الكويتية نقلة نوعية. كما اتسمت هذه المرحلة، حسب تأكيدها، بتجاذب الرؤى والأفكار بين الكتّاب والمؤصلين لفن الرواية، وتسارعت الرواية في الثمانينات والتسعينات إلى غاية عام 2000، وكانت الكويت من أهم دول الخليج رفقة المملكة العربية السعودية بروزا في فن الرواية. هذه المرحلة عُرفت بظهور الرواية المطولة، ووُصفت بمرحلة الانتشار الروائي؛ إذ اعتمدت على تجريب التقنيات السردية غير التقليدية وتمثيلها فنيا وجماليا، على غرار روايات إسماعيل فهد إسماعيل صاحب 23 رواية، وأكثر الروائيين الكويتيين إنتاجا، ليلى العثمان وعبد الله خلص، ومع العقد الأول من الألفية الثالثة، تقول صاحبة المجموعة القصصية «يرجى عمل اللازم»، عرفت الرواية الكويتية التي طُبعت في الكويت، مصر، لبنان وسوريا، غزارة في الإنتاج ورقيّا في نوعية السرد، وبلغ عدد الروائيين 45 روائيا، ووصلت إلى العالمية سنة 2013 برواية «ساق البامبو» لسعود السنعوسي. وتميزت الرواية في هذه المرحلة بالانتشار الإلكتروني، على غرار رواية « المسيخ الإلكتروني» للروائية الشابة حياة الياقوت.
أكدت الأديبة الكويتية جميلة سيد علي أن اختيار قسنطينة كعاصمة للثقافة العربية 2015، أسعدت المثقفين العرب، وقالت: «نعتز ككويتيين بأن بلد الثقافة في الجزائر؛ بلد المليون ونصف المليون شهيد، وبلد التاريخ والحضارة «. وقالت إنها تعتز بهذا التاريخ الذي صاحبها مند مولدها، عندما قررت والدتها الكويتية أن تطلق عليها اسم جميلة؛ تيمنا بجميلة بوحيرد، التي قالت عنها إنها جميلة الجزائر، حيث أهدت تحياتها من المنبر الذي كانت تعتليه، إلى مثقفي الكويت، الجزائر والعرب.
عذب القصيد ومرارة الراهن
من جهته، عبّر الشاعر الكويتي محمد هشام المغربي، عن سعادته بهذه المشاركة في قسنطينة، وقد أمتع الشاعر الجمهور الحاضر بمجموعة من قصائده، حيث بدأ صاحب قصيدة «من سيرة البلبل الغريب»، القراءة بـ «في آخرنا يبقى» من ديوان « أخبّئ وجهك فيّ وأغفو»، والتي قال فيها:يا أيها الوهم المهاجر في محاجر أهلنا
كم ليلة ماتت على أمل الرجوع!
كم زهرة نذرت لأجل قدومك العطري!
لكنك لم تجئ، كذابة هذه الحياة!
وفي رده على الشاعر الكويتي نشمي المهنا الذي كتب «البحر يستدرجنا للخطيئة»، رد الشاعر محمد هشام المغربي بقصيدة «الخطيئة تستدرجنا إلى البحر»، وقال فيها:
شاعرنا هذه الليلة أجمل
لا تترك نفسك في البيت
مندوزة نظرت في المرآة وماتت
فاحزم أوراقك واخرج
لا تترك هذا الوطن المتحجر يغرق في الليل
من أين يجيئ الشعراء
والتاريخ يقبّل أقدام الأمراء؟
ومدينتك الفاضلة أفلاطون
تتناثر ما بين الثكنات
كما قرأ العيد من القصائد الأخرى.
للإشارة، فقد تم تكريم المشاركين في هذه الأمسية الأدبية والعلمية من طرف مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، الذي منح هدايا تذكارية لضيوف قسنطينة والجزائر.