ندوة عن الزجل وتكريم شيوخ المالوف بقسنطينة

ملامح من التراث الموسيقي الأندلسي

ملامح من التراث الموسيقي الأندلسي
  • 1755
مريم. ن مريم. ن
ينظم قسم التراث اللامادي والفنون الحية لدى اللجنة التنفيذية لمحافظة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وفي إطار تنظيم المعرض الدولي حول "تاريخ الموسيقى العربية من الأصوات إلى النوبة" الممتد إلى غاية 12 نوفمبر المقبل، يومي 26 27 أوت الجاري بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، ندوة علمية خاصة بـ "المحتوى القاعدي للنوبة: الموشح والزجل".
يشارك في التظاهرة الأستاذ أحمد دعوب من ليبيا، وهو باحث في التراث الموسيقي العربي الكلاسيكي؛ حيث سيقدم مداخلة بعنوان "الموشح والزجل بنية النوبة". وتهدف إلى التعريف بالزجل الشعري ونشأته ومكانته في تركيب النوبة مع ذكر بعض الأمثلة من الأزجال الأندلسية والمغاربية، وسرد بعض أهم الشخصيات وأعلام الزجل، التي أسهمت في إثراء نوبة المالوف المحلية في مدينة طرابلس.
أما الباحث شعيب مقنونيف أستاذ بكلية العلوم الاجتماعية والتاريخ بجامعة بوبكر بلقايد بتلمسان، فسيقدم "الحوزي التلمساني: من الإرث الأندلسي إيقاعا إلى محلية النصوص إبداعا". وتبين محاضرة هذا المشارك أن الأمم لا تستطيع أن تنهض نهضة صحيحة إذا لم تكن محافظة على ماضيها وتاريخها وتراثها الكلاسيكي والشعبي في شتى المجالات، لاسيما في مجال الغناء والموسيقى؛ لذا تسعى المحاضرة الموسومة إلى إبراز مفهوم الحوزي وتاريخه لغة وشعرا وأداء وتلحينا.
وتُتبع الندوة بحفل موسيقي تحييه أوركسترا الفنان الإسباني إدواردو بانياغا رفقة الأوركسترا القسنطينية للمالوف بقيادة الفنان الجزائري جمال بن سمار. وهذه الفرقة تأسست بمدينة مدريد مسقط رأس الفنان إدواردو الذي تألق بتفوقه عن المجموعة العائلية منذ سنة 1966، لينشئ لاحقا الفرقة الموسيقية الإسبانية الأندلسية (كلاميس وهوكيتوس)؛ حيث شرع في هذا المشوار رفقة العازف المغربي عمار متيوي ليواصله مع الأستاذ جمال بن سمار من قسنطينة.
أما اليوم الثاني فسيخصَّص لجلسة تكريمية لشيوخ المالوف القسنطيني، وهم عبد الكريم بن لموفق وعمار شنوفي (شقلب) وطاهر بن كرطوسة وعلاوة بن طبال. وسيسيّر هذا اللقاء الأستاذ مولود بن سعيد، والحفل من إحياء أحمد عوابدية.
للإشارة، فإن اللقاء يقف أيضا عند الشعر الأندلسي، وعند الموسيقى الأندلسية وتأثيرهما على المستوى المحلي والمغاربي، وعلاقتهما بالموسيقى العربية، إضافة إلى تطوّر النوبة والموشح والزجل والتغيرات التي طرأت عليهما، علما أنّ الموشّح والزجل غرضان شعريان أندلسيان؛ لأنّهما نشآ بالأندلس. وكان أوّل من قام بنقل الموشّحات الأندلسية في كتاب هو الشاعر القاضي سناء الملك أبو عبد الله، الذي قام بوضع أصول وقواعد نظم الموشح، كما فعل الخليل مع الشعر. ويتضمّن كتابه عدداً كبيراً من الموشّحات الأندلسية القديمة وموشّحات ابن سناء الملك، إضافة إلى أنّ شعراء الأندلس هم من قاموا بتغيير نظام القصيدة؛ حيث عمدوا إلى الإكثار من القوافي، ثم بنوا الشعر بعدد من البحور، كما أنشأوا مصطلحات جديدة.
وفيما يخصّ الموشح فقد اعتُبر فنا شعريا مستحدثا يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي في أمور عدة، وذلك بالتزامه بقواعد معيّنة في التقنية، وبخروجه غالبا عن الأعاريض الخليلية؛ حيث يتكوّن من 5 أبيات، وكلّ بيت يتكوّن من غصين وقفل، كما أنّه قائم على خرجة، قد تكون عامية أو معربة أو أعجمية (إسبانية)...