تنظمه جامعة بسكرة

ملتقى حول القيم والتعدد الثقافي في خطاب ما بعد الكولونيالية

ملتقى حول القيم والتعدد الثقافي في خطاب ما بعد الكولونيالية
  • 122
لطيفة داريب لطيفة داريب

تحتضن جامعة "محمد خيضر" ـ بسكرة، يومي 15 و16 أكتوبر 2025، الملتقى الوطني الذي ينظمه قسم الآداب واللغة العربية بكلية الآداب واللغات، بعنوان: "إشكالية القيم والتعدد الثقافي في خطاب ما بعد الكولونيالية". ويقام هذا الحدث العلمي حضوريا، وعن بُعد، بمشاركة أساتذة وباحثين من مختلف الجامعات الجزائرية.

يشير منظمو الملتقى، إلى أن الطرح النقدي العربي شهد تحولات معرفية بارزة، على مستوى الكتابة النقدية المعاصرة، ومن أبرزها خطاب "ما بعد الكولونيالية"، أو ما يعرف بخطاب "ما بعد الاستعمار". هذا الخطاب تشكل من تداخل عدة مفاهيم ومصطلحات منهجية، غيرت معنى الكتابة وقيمها التاريخية، وصولا إلى خطاب المثاقفة وتداخل القيم، ومعالم التأثر بين الشعوب المستعمَرة والمستعمِر.

ويؤكد الباحثون، أن تاريخ الكتابة في مجال الفكر والأدب، أصبح مرهونا بالمنحى التاريخاني لفعل الكتابة، ما يجعل خطابات ما بعد الكولونيالية بحاجة إلى تفكيك منهجي وفني، للوقوف عند القدرات التعبيرية للأجناس الأدبية، وطرائق تعاملها مع الظاهرة الاستعمارية.

فما قرأناه من كتابات سردية وشعرية وأبحاث فكرية، منذ استقلال الجزائر (1962)، يدفع إلى إعادة ترتيب مسارات مرحلة ما بعد الكولونيالية، خاصة تلك المتماهية مع خطاب الاستشراق الجديد، إلى جانب الأدب المكتوب باللغة الفرنسية.

ويؤكد المنظمون، أن المقصد من هذا الطرح، ليس البحث عن التصنيف أو التفسير فقط، بل تحليل جوهر العمل الإبداعي، من خلال رؤى دمجت فعل الكتابة ضمن تداخلات نصية ولغوية، أهملت في عمقها قيما اجتماعية وأخلاقية وجمالية، نتيجة التراكم المعرفي والهيمنة الثقافية، وتراجع الهويات وصعود أفكار النخب الجديدة.

ومن ثَمَّ، فإن مسار الكتابة في مرحلة ما بعد الكولونيالية، يحتاج إلى فهم مرجعي للذهنية الثقافية التي أنتجت خطابات مثخنة بالتعددية والانشطار والانفتاح، ولن يكون ممكناً بلوغ الحقيقة، دون تفكيك تلك المدارات السياسية والاجتماعية، التي شكلت القيم والهويات التراثية المطروحة في أشكال الكتابة الأدبية المختلفة.

بالمقابل، تنطلق الإشكالية الجوهرية من تساؤلين أساسيين وهما: هل استطاعت الخطابات الأدبية الاشتغال على قيم المجتمع الجزائري ضمن مرحلتي الاستعمار والاستقلال؟ وكيف تمثل الأدب الجزائري ثقافة ما بعد الكولونيالية؟

كما يهدف الملتقى إلى تحديد مصطلح "ما بعد الكولونيالية" تحديدا علميا دقيقا، انطلاقا من واقع الشعوب المستعمَرة. وربط الكتابة بمختلف القيم الاجتماعية والفنية، ورصد معالم النضج الفني للنص الجزائري. علاوة على إبراز التلاحم بين مفاهيم الحداثة وطبيعة الكتابة الاستشرافية. وكذا تفكيك مدلول "ما بعد" وإبراز أبعاده النقدية والثقافية.

أما محاور الملتقى فهي: ما بعد الكولونيالية: المفهوم، الأبعاد، الحدود، المصطلح. وكذا الأدب الجزائري والتمثل الجمالي للكولونيالية. بالإضافة إلى محور حول التعدد الثقافي وتأثيره في الخطاب الأدبي والنقدي. وآخر عن القيم وتمظهراتها في خطاب ما بعد الكولونيالية (نماذج من الأدب الجزائري)، وأخيرا محور حول الذات والهوية وثقافة الاستشراق الجديد.

للإشارة، يترأس الأستاذ الدكتور عبد الرزاق بن دحمان، الملتقى، في حين أسندت رئاسة الهيئة العلمية للملتقى، للدكتورة سميحة كافالي، بينما يترأس الدكتور حسان زرمان رئاسة اللجنة التنظيمية.

كما حدد تاريخ 30 أوت الجاري، آخر أجل لإرسال الملخصات، بينما تستقبل المداخلات كاملة قبل الفاتح من أكتوبر المقبل. 

للإشارة، يشكل هذا الملتقى الوطني ببسكرة، مناسبة علمية لمساءلة الخطاب الأدبي الجزائري، في ضوء تحولات ما بعد الكولونيالية، وفضاءً للتفكير في القيم والهويات والتعدد الثقافي، الذي يطبع الأدب، في سياق ما بعد الاستعمار، وهو ما يمنح اللقاء قيمة مضافة على مستوى البحث الأكاديمي الوطني.