عنابة تحتفي بالثقافة والطفولة
من جنون الأدب إلى مسرح البهجة

- 273

تشهد عنابة هذه الأيام، حراكا ثقافيا وفنيا لافتا، يجمع بين الأدب والمسرح والفرجة الطفولية، في تظاهرات متعددة، تؤكد المكانة المتجددة التي أصبحت تحتلها المدينة على خارطة النشاط الثقافي الوطني.
في هذا السياق، نظمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "بركات سليمان"، أول أمس، أمسية أدبية متميزة، استضافت خلالها الكاتب عمر رشيد، بمناسبة صدور عمله الجديد "يوميات مجنون"، ضمن فعاليات العدد التاسع والثلاثين من منتدى الكتاب.
استقطبت الفعالية جمهورا واسعا من الأدباء والمثقفين والمهتمين، الذين توافدوا للاحتفاء بهذا العمل الذي يتخذ من الجنون مدخلا فلسفيا للتأمل في الواقع، وتحدث الكاتب بعفوية وصدق عن تجربته مع الكتابة، وعن الدوافع التي ألهمته لنسج هذا النص المختلف، كما عرف اللقاء حوارا ثريا مع الجمهور، تخللته قراءات شعرية وفقرة فنية، وأثار الحوار تفاعلا غنيا، كشف عن عمق الأسئلة المطروحة في الرواية وتنوع القراءات الممكنة لها، ولم تقتصر الجلسة على النقاش الأدبي فقط، بل تخللتها فقرات شعرية وفنية، ساهمت في إضفاء لمسة جمالية على الأمسية، وأبرزت تلاقي الفنون في فضاء ثقافي جامع. اختتمت الفعالية بجلسة بيع بالتوقيع، شهدت إقبالا كبيرا من الحضور، في احتفاء واضح بأدب عمر رشيد وتجربته الإبداعية.
في سياق مواز، وبمناسبة اليوم العالمي للطفولة، أعدت المؤسسات الثقافية لولاية عنابة، برنامجا متنوعا، يجمع بين الفن المسرحي والترفيه التربوي، إذ يحتضن مسرح "عز الدين مجوبي" عروضا مسرحية مخصصة للأطفال، تمتد من 31 ماي إلى 4 جوان، بتأطير من وزارة الثقافة والفنون، حيث تعرض خمس مسرحيات، منها "من جد وجد"، "الساحر المرح"، "سالم والشيطان" و«جولة في الجزائر الحبيبة"، إلى جانب عرض ختامي وصف بالمفاجأة، وتشارك في هذه العروض فرق من مختلف ولايات الوطن، في تجربة تهدف إلى ترسيخ المسرح، كوسيلة تربوية تساهم في صقل وعي الطفل ومواهبه، بتذكرة رمزية لا تتجاوز 100 دينار.
كما تستعد دار الثقافة لولاية عنابة، لتنظيم تظاهرة ثقافية تحت شعار "أطفالك وألوانك"، من 31 ماي إلى 2 جوان، تعد الأطفال وأسرهم بلحظات استثنائية من الترفيه والفن، يشمل البرنامج عروضا في ألعاب الخفة، للفنان محمد صياد، وفقرة بهلوانية من تنشيط فرقة "عمو رفيق"، إلى جانب عرض مسرحي بعنوان "كنز الغابة الثمين" لتعاونية "يعقوب" للفنون المسرحية، وعروض مضحكة للفنان "عمو نديم"، وتنشيط يومي من "عمو فوفو" المعروف بتفاعله الكبير مع الصغار.
ترفق التظاهرة بمعرض خاص بنشاطات الطفولة، بمشاركة جمعيات وحرفيين، يهدف إلى تقديم محتوى تربوي وإبداعي ضمن أجواء من البهجة والاكتشاف. للإشارة، فإن عنابة تواصل تأكيد حضورها كمدينة نابضة بالثقافة، قادرة على الجمع بين جمالية الكلمة، وروح المسرح، وفرحة الطفولة، في مشهد ثقافي متكامل، يضع الإنسان في قلب الاهتمام، صغيرا كان أو كبيرا.