معركة واد اهلال بقرية شرابة
مناشدة الوصاية ترسيم الذكرى مناسبة وطنية

- 780

أحيت بلدية بغلية بولاية بومرداس أول أمس، الذكرى 65 لمعركة "واد اهلال" التاريخية التي جرت وقائعها في 22 ديسمبر 1954 على ضفاف واد اهلال بقرية شرابة، حيث استحضرت مديرية المجاهدين الذكرى بالتنسيق مع السلطات المحلية والأسرة الثورية بالبلدية، وكانت مناسبة أخرى لاسترجاع أمجاد مهندسي استقلال الجزائر.
استحضرت الأسرة الثورية لبلدية بغلية، وقائع إحدى أهم المحطات التاريخية البارزة في تاريخ الثورة التحريرية بإحياء ذكرى معركة "واد اهلال".
وحسب الأستاذ رشيد قاسيمي الباحث في تاريخ المنطقة، فإن هذه المعركة تُعتبر فاتحة معارك الثورة، وملحمة قلّ نظيرها في تاريخ الثورات، حيث كانت مثلا لعدم توازن القوى بين الثوار الجزائريين وقوات العدو من حيث العدة والعتاد، مناشدا الوزارة الوصية ترسيم تاريخ المعركة كمناسبة وطنية يُحتفل بها سنويا، للأهمية التاريخية التي تكتسيها في مسار تاريخ الثورة التحريرية.
واستعرض الباحث في هذا الصدد، أهم تفاصيل هذه المعركة التاريخية في كلمة ألقاها بالمناسبة، فقال إن 9 مجاهدين بالمنطقة بقيادة الشهيد امحمد قالمي، خاضوا المعركة بأسلحة خفيفة وقديمة لمدة تقارب 9 ساعات ضد ترسانة عسكرية بقوام قرابة 5 آلاف جندي مدججين بالدبابات والطائرات المدفعية، غير أن العدو مُني بخسائر فادحة، حيث قُتل 31 جنديا، وأصيب آخرون مقابل استشهاد 5 مجاهدين، وأسر ثلاثة آخرين، ونجاة مقاوم واحد بعد أن تمكن من الاختباء في جدول مائي بفضل المعرفة المسبقة بالمكان.
كما لفت الأستاذ قاسيمي إلى كون معركة واد اهلال تُعد الأولى على المستوى الوطني في تاريخ الثورة التحريرية، التي برهنت على فشل مساعي فرنسا في الاعتماد على مبدأ الاستخدام المكثف والمبالغ فيه للقوة؛ بهدف القضاء على الثورة في المهد بحكم أن الحروب والثورات لم تشهد وقوع قتال نشب بين 9 مجاهدين و5 آلاف مقاتل وحققوا تفوقا.
ويواصل الأستاذ قاسيمي الحديث عن صفحات تاريخية هامة للمسار الثوري للمنطقة، التي تبقى غير معروفة؛ ما جعله يعمل على إصدار كتاب عنوانه "ومضات تاريخية للقبائل السفلى وقرية بغلية"، يلمّ بالتاريخ الثوري للمنطقة التي لقّبها العقيد عميروش "بوابة القبائل الكبرى".