دعا ممثلون عن جمعية المدينة وبعض الناشطين على الفايسبوك، ومهتمون بالتراث التاريخي والثقافي بعنابة، وزارة الثقافة وشركاء القطاع، إلى إنقاذ منزل الشيخ ابن باديس الذي يتوسط قلب المدينة القديمة، بعد تعرضه للاندثار واستغلاله من طرف بعض العائلات التي اتخذته نزلا لها.

حسب القائمين على تراث مدينة عنابة، فإن هذا المنزل الشهير الذي التقطت به صورة العلامة الشيخ عبد الحميد ابن باديس رفقة العديد من التلاميذ، والمسمى أيضا بـ "دار الخوجة"، يقع في المدينة القديمة بعنابة، ويعود تاريخ بنائه إلى إلقرون الوسطى، إلا أنه تعرض إلى طمس كبير في العديد من أجزائه، بسبب بعض الإضافات والتأثيرات المعمارية التي طالته خلال عدة حقب تاريخية، آخرها كانت بداية القرن العشرين، حيث تمت إعادة تهيئة وسط المنزل وإعطائه طابعا فريدا متكونا من عدة أنماط من الأقواس، إضافة إلى تغيير واجهة المبنى وإعطائها نمطا وهندسة معمارية ذات شكل أوروبي.

رغم ثراء هذا المنزل الذي كان في وقت مضى، محج العديد من الشخصيات الوطنية والمحلية، على غرار الشيخ عبد الحميد ابن باديس، بن مصطفى بن عودة، والكاتب والشاعر حسن دردور، إلا أنه في طريق الاندثار ومعرض للعديد من المخاطر، آخرها كان انهيار كلي لسقف السقيفة، مما أدى إلى إجلاء العائلات التي كانت تقطنه.

عليه، وجه الغيورون على آثار مدينة عنابة وبعض رجالات الثقافة، نداء آخر لجميع المعنيين باتخاذ مسؤولياتهم والحفاظ على هذا الموروث الهام لمدينة عنابة، حتى يتم الحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة، مع تحويله إلى متحف تاريخي يبقى شامخا في قلب المدينة القديمة بلاص دارم، التي تحتاج أزقتها الضيقة والمتراصة إلى التفاتة حقيقية، لأنها باتت تستغيث.